فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد الدبيسي حفظه الله
موقع غير رسمي يحتوي على المحاضرات الصوتية و كتب لفضيلة الشيخ

 

فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله /  مقالات /  أحاديث في الترغيبِ في الصلاة على النبي، والترهيبِ مِن تَرْكِ الصلاةِ عليه؛ صلَّى الله وسلَّم.

 

 

ابحث داخل الموقع    

الرئيسية 

ترجمة الشيخ

ركن الصوتيات

مواعيد  الدروس

ركن الكتب

مختارات

ركن الملفات

ركن المقالات

إلي محرر الموقع

جديد الموقع

معلومات حول الموقع

 

 

                                                                                  

(برجاء قراءة ذلك التنبيه المهم )

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ صلى ال له عليه وسلم.

 

وبعدُ، فإنَّ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم لها فضائل كثيرة في الدنيا والآخرة، قد جاءت في السنّة الشريفة أحاديث صحيحة عديدة منبّهةً على ذلك، لكن للأسف لا يعلمُها بعضُ الناس، وعلى العكس تراهم يذكرون أحاديثَ ضعيفة أو موضوعة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بل ويعتقدون صحّتَها ويعملون بها-  كفضل الصلاة على النبي ألف مرة أو مئة مرة  مثلا - ويتركون الأحاديث الصحيحة في ذلكَ!

   فأحببتُ أن أكتبُ  في ذلك مقالةً حُبًّا في النبي صلى الله عليه وسلم أولًا ، ولأذكِّر نفسي ثم إخواني بتلك الأحاديث الصحيحة ثانيًا،   واعتمدتُ في جمع أصل المادة العلمية لهذه المقالة على  كتاب (صحيح الترغيب والترهيب) لفضيلة الشيخ الألباني  رحمه الله تعالى مع عدم الالتزام الحرفي بما فيه،  مع ذكر تخريجٍ موجزٍ لكلّ حديثٍ؛ وبيانِ درجة صحّة كلّ حديث نقلتُها من  كلام أحد علماء علم الحديث الموثوقين، مع التركيز على شرح موجزٍ لبعضٍ منها، حتى يشعر المرءُ بالمعاني المهمّة التي ينبغي أن يستحضرها حالَ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأسألُ اللهَ تعالى أن يوفقني إلى تحديث هذه المقالة في الفترة القادمة وإضافة بعض المعاني الأخري التي لم يتسنَّ لي إضافتها الآن.

وأدعو الله الكريمَ  سبحانه وتعالى أن يتقبل ذلك منّي وأن يغفرَ زلَّاتي وخطيئاتي ، وأن يعفو عنّي وعنْ والديَّ ومشايخِي وأهلِي وأصحابِ الحقوق عليَّ، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.

 

وكتبه: محررُ الموقع ؛ محبُّ الصالحين مشرف.

 

------------------------------

 

 

أحاديث في الترغيبِ في الصلاة على النبي، والترهيبِ مِن تَرْكِ الصلاةِ عليه؛ صلَّى الله وسلَّم  

 

وفي يلي عناوين بعض عناصر المقالة :

أولًا: الترغيب في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

أربعُ جوائز عظيمة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومغفرة الذنب وكفاية الهمّ.

وتلك الكفاية من الهمِّ ليست فقط في الدنيا؛ بل وفي الآخرة .

لله ملائكة سيَّاحون يُبلِّغون صلواتِنا  وسَلامَنا على النبي صلى الله عليه وسلم أينما كُنَّا.

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مع حمد الله تعالى قبل الدعاء من أسباب الاستجابة.

ليس فقط الصلاة على النبي من أسباب استجابة الدعاء، بل الدعاء محجوبٌ وموقوفٌ بدون الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم.

الترغيب في الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها.

وليس الصلاة على النبي  فقط لها ثواب كبير، بل السلام عليه أيضًا له فضل جزيل.

 

ثانيا الترهيب من ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

البخيلُ هو  مَن ذُكر النبيُّ صلى الله عليه وسلم  عنده فلم يُصلِّ عليه.

مَن خطئَ الصلاةَ على النبيّ؛ خطئ طريقَ الجنة.

رغم أنفُ مَن ذُكر الرسول عنده فلم يُصلّ عليه.

مَن فرَّطَ في  الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم توَّعده الله تعالى بعقوبتَينِ: الإبعادِ، ودخولِ النار.
عاقبة ترْكِ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الله تعالى في المجالس.

------------------------------

 

أولًا: الترغيب في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

 

أربعُ جوائز عظيمة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:

 

عن الصحابيِّ أبي بُرْدَةَ هانئِ بن نِيَارٍ الأنصاريِّ رضي الله عنه  قال:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 

«مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِنْ أُمَّتِي صَلَاةً مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ؛ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ ,

 

 وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ»

 

*/

 

أخرجه النسائيُّ في «عمل اليوم والليلة» برقم (65 – ط. الرسالة)، وبنحوِه البيهقيُّ في «الدعوات الكبير» ،

وفي الأخير قوله «صادقًا  مِن قلبه» بدلًا من قوله: «مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ»، وقال الحافظ في الفتح (11/172) : (رواته ثقات)،  وقال الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1659) : (حسن صحيح).

 

**/

 

فهذه أربعة جوائز عظيمة  لصلاةٍ "واحدة"  بإخلاصٍ من القلب على النبي صلى الله عليه وسلم:

 

  • صلاة الله العظيم  على العبد الفقير عشرَ مرات،

  • رفع الله العبدَ بها  عشرَ درجات،

  • كتابة عشر حسنات للعبد،

  • محو عشر سيئات عنه.

 

 فأكثِرْ أخي الحبيب من الصلاة عليه.

 

-إلى أعلى الصفحة-

 /******************************************/

 

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومغفرة الذنب وكفاية الهمّ:

 

 

عن أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: 

 

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ:

 

 «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! اذْكُرُوا اللَّهَ؛ اذْكُرُوا اللَّهَ؛

 

جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ،

 

 جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ؛ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ » .

 

قَالَ أُبَىٌّ:  قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّى أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟  فَقَالَ: «مَا شِئْتَ».

 

 قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟    قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ؛ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» .

 

قُلْتُ:  النِّصْفَ؟ قَالَ «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ؛ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ».

 

قَالَ قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟  قَالَ «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ؛ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ».

 

 قُلْتُ:  أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا؟ 

 

قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ».

 

***/

 

أخرجه الإمام الترمذي في سننه  (2457) وحسَّنه ، وقوَّى الحافظُ ابن حجر إسنادَه في بذل الماعون، وقال الألباني في صحيح الترغيب (1670) : (حسن صحيح).

 

***/

 

 

قولُ الصحابي الجليل : "فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟" : أي كم أجعل لك من دعائي صلاةً لك؟

 

-إلى أعلى الصفحة-

/******************************************/

 

 

وتلك الكفاية من الهمِّ ليست فقط في الدنيا؛ بل وفي الآخرة أيضا كما يشير الحديثُ التالي:

 

 

عن حَبَّانَ بنِ مُنْقِذٍ الأنصاري رضي الله عنه أَنَّ رَجُلا ، قَالَ:

 

يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَجْعَلُ ثُلُثَ صَلاتِي عَلَيْكَ؟

 قَالَ : «نَعَمْ إِنْ شِئْتَ»

 قَالَ : الثُّلُثَيْنِ؟  قَالَ: «نَعَمْ».

قَالَ : فَصَلاتِي كُلَّهَا ؟

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِذَنْ يَكْفِيكَ اللَّهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ».

***/

 

أخرجه الطبراني في الكبير،  وحسَّنَه المنذري في الترغيب،  وقال الألباني في صحيح الترغيب (1670) : (حسن صحيح).

 

 

 

***

 

فيا صاحبَ الهمِّ  ويا مَن تخْشَى  عاقبةَ الذنبِ الأليمةَ : أكثِرْ من الصلاة على النبيِّ؛ صلَّى اللهُ وسلمَ وبارك عليه وعلى آلِه.



 

 -إلى أعلى الصفحة-

/******************************************/

 

لله ملائكة سيَّاحون يُبلِّغون صلواتِنا  وسَلامَنا على النبي صلى الله عليه وسلم أينما كُنَّا:

 

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

 

«إِنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً سَيَّاحِينَ فِى الأَرْضِ؛ يُبَلِّغُونِى مِنْ أُمَّتِي السَّلاَمَ».

 

***/

 

أخرجه النسائي  برقم (1281)، وابنُ حبان في صحيحه، وصححه الشيخ الألباني في صحيح النسائي.

 

****

 

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

 

«لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا،  

 

وَلاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِى حَيْثُ كُنْتُمْ».

 

***/

 

أخرجه أبو داود (2042)، وحسَّنه الحافظ ابن حجر العسقلاني كما في الفتوحات الربانية، وصحَّحه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود وصحيح الجامع (7226).        

 

 ***

 

قال في عون المعبود نقلا عن  شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

 

"الحديث يشير إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قُرْبِكم مِن قبري و بُعْدِكم عنه؛ فلا حاجة بكم لاتخاذه عيدا".  انتهى.

 

فالحمد لله الذي يسَّر لنا إبلاغَ النبيِّ الحبيب صلى الله عليه وسلم بصلاتنا وسلامنا عليه في مكاننا هذا، وسخر له ملائكة سياحين في الأرض يبلغونه ذلك- صلى الله عليه وسلم - أينما كنا في مشارق الأرض ومغاربها.

 

فاغتنم أخي الحبيب هذه الفرصة وأكثرِ الصلاة والسلام عليه؛ يصله هذا بفضل الله تعالى.

 

 

-إلى أعلى الصفحة- 

/******************************************/

 

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مع حمد الله تعالى قبل الدعاء من أسباب الاستجابة:

 

****/

 

عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الأنصاريِّ رضي الله عنه  قَالَ:

 

بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدًا؛ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى وَارْحَمْنِى".

 

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهَ صلى الله عليه وسلم: «عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّى.  إِذَا صَلَّيْتَ، فَقَعَدْتَ؛ فَاحْمَدِ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَصَلِّ عَلَىَّ، ثُمَّ ادْعُهُ».

 

 قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم.

 

فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا الْمُصَلِّى! ادْعُ؛ تُجَبْ».

 

***/

 

أخرجه الترمذي  (3476) وحسَّنَه، وصحَّحه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي.

 

-إلى أعلى الصفحة-

/******************************************/

 

وليس فقط الصلاة على النبي من أسباب استجابة الدعاء، بل الدعاء محجوبٌ وموقوفٌ بدون الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم:

 

 

 فعن عليٍّ رضِي اللهُ عنه قال:

 

"كلُّ دعاءٍ محجوبٌ حتَّى يُصلَّى على محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم".

 

 

أخرجه الطبراني في الأوسط، وقال المنذري:  (رواتُه ثِقاتٌ، ورَفَعَه بعضُهم، والموقوفُ أصحُّ)، وصحَّحه لغيره الشيخُ الألباني في صحيح الترغيب (1675)

 

 

***/

 

حديث آخر:

 

 

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ:

 

 ((إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ؛ لاَ يَصْعَدُ مِنْهُ شَىْءٌ؛ حَتَّى تُصَلِّىَ عَلَى نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم))

 

 

حديث موقوغ على عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ أخرجه الترمذي (486)، وقد تكلم في إسناده بعضُ أهل العلم، وجوّد الحافظُ ابن كثير إسنادَه في مسند الفاروق، وحسّنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي.

 

 

 

***

 

تنبيه: هذان الحديثانِ الأخيرانِ وإن كانا موقوفَيْنِ إلا أنهما لهما حُكْم الرَّفْع؛ لأنَّ مثل هذا لا يقوله الصحابي مِن قِبل رَأيِه، وهذا ما أشار إليه بعض العلماء؛ كالسخاوي والشوكاني، والألباني في السلسلة في الصحيحة.

 

****/

 

 شرح موجز للحديث:

 

(كل دعاء محجوب) عن القبول

 

(حتى يُصَلَّي) بالبناء للمفعول - أي حتى يُصلِّي الداعِي (على النبي صلى الله عليه وسلم)

 

 يعني: أنه لا يرُفَعُ إلى الله  دعاء حتى يستصحب الداعي معه الصلاةَ عليه؛ إذْ هي الوسيلة إلى الإجابة؛ لكونِ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مقبولةً؛ والله مِن كرمه لا يقبلُ بعضَ الدعاء ويردُّ بعضًا.

 

"فالصلاة عليه شرط في الدعاء، وهو - أي الدعاء - عبادةٌ، والعبادة بدون شرطها لا تصح". قاله المناوي.

 

***/

 

انظر بتصرف كثير فيض القدير للمناوي رحمه الله تعالى.

 

وهذا المعنى مهم؛ فلا تنسوا الصلاة على الحبيب صلى الله عليه في كل دعاء يا إخواني الأحباء.

 

-إلى أعلى الصفحة-

/******************************************/

 

الترغيب في الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة:

 

***/

 

عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

 

«إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ؛

 

 فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ؛

 

 فَأَكْثِرُوا عَلَىَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ؛ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَىَّ».

 

قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ- يَقُولُونَ: بَلِيتَ؟!

 

 فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ».

 

 

***/

 

أخرجه أبو داود (1047  وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1674)

 

 -إلى أعلى الصفحة-

/******************************************/

 

وقال صلى الله عليه وسلم:

 

"أَكثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ في كلِّ يومِ جمعةٍ؛ فإنَّ صلاةَ أمتي تعرضُ علي في كلِّ يومِ جمعةٍ؛

 

 فمن كانَ أَكثرَهم عليَّ صلاةً؛ كانَ أقربَهم منِّي مَنْزلةً".

*

 

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، وحسَّن إسنادَه  الحافظُ الدمياطيُّ في المتجر الرابح (246)، وحَسَّنه لغيره الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1673)

 

/******************************************/

 

 

وليست الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مستحبةً  في "نهار" يوم الجمعة فحسب، بل مستحبة أيضًا في "ليلة الجمعة (ليلة الجمعة تبدأُ مع أذان مغرب الخميس حتى أذان فجر الجمعة) للحديث التالي:

 

 

قال صلى الله عليه وسلم:

 

«أكْثِرُوا الصلاةَ علَيَّ يومَ الجمعةِ، وليلةَ الجمعةِ؛

 

فمَنْ صَلَّى عليَّ صلاةً؛ صلّى اللهُ عليهِ عشْرًا»

 

***

 

أخرجه البيهقي في السُّننِ الكبرى، وقال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (1407) : (حسن على أقل الدرجات).

 

 -إلى أعلى الصفحة-

/******************************************/

 

وليس الصلاة على النبي  فقط لها ثواب كبير، بل السلام عليه أيضًا له فضل جزيل؛ اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه:

 

عن أَبِى طَلْحَةَ  زيد بن سهل الأنصاري رضي الله عنه :

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبُشْرَى فِى وَجْهِهِ،

فَقُلْنَا: إِنَّا لَنَرَى الْبُشْرَى فِى وَجْهِكَ؟!

 فَقَالَ: «إِنَّهُ أَتَانِى الْمَلَكُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ:

"أَمَا يُرْضِيكَ أَنَّهُ لاَ يُصَلِّى عَلَيْكَ أَحَدٌ؛ إِلاَّ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْراً،

وَلاَ يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ؛ إِلاَّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْراً"» .

 

*/

أخرجه النسائي (1283)، وأحمد، وحسّنه الشيخ الألباني في صحيح النسائي.

 -إلى أعلى الصفحة-


/******************************************/

 

ثانيا الترهيب من ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

 

 البخيلُ هو  مَن ذُكر النبيُّ صلى الله عليه وسلم فلم يُصلِّ عليه:

 

قال صلى الله عليه وسلم:

 

«البخيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عنده فلَمْ يُصَلِّ عَليَّ»

 

*/

أخرجه الترمذي (3546) وقال: حسن صحيح، وقال الحافظ الكبير ابن حجر العسقلاني في الفتح (لَا يَقْصُر عَنْ دَرَجَة الْحَسَن  وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1683)

 

**/

معاني بعض الكلمات:

 

"البخيل"" أي الكامل في البخل

 

 "مَن ذُكرت عنده" : أي ذُكِر اسمي بـمَسمَعٍ منه

 

"فلم يُصلّ عليَّ": لأنه بخل على نفسِه؛ حيث حرمها صلاةَ الله عليه عشرًا إذا هو صلى على النبي صلى الله عليه وسلم  صلاةً واحدةً .

 

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: فيه دليلٌ على وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذُكِر، وهو مذهب طائفةٌ من العلماء...

 

 -إلى أعلى الصفحة-

/******************************************/

 

مَن خطئَ الصلاةَ على النبيّ؛ خطئ طريقَ الجنة:

 

قال صلى الله عليه وسلم:

 

«مَنْ ذُكِرْتُ عندَه: فخَطِئَ الصلاةَ عليَّ؛ خطِئَ طريقَ الجنَّةِ».

 

***

صححه الشيخ الألباني لغيره في صحيح الترغيب:1681

 

****

وقال أيضا صلى الله عليه وسلم:

 

«مَن ذُكِرتُ عنده:  فنسِيَ الصَّلاةَ عليَّ ؛ خطِئ به طريقُ الجنَّةِ»

 

***

 

صححه الشيخ الألباني  بمجموع طُرقه في السلسلة الصحيحة : 2337

 

 

 -إلى أعلى الصفحة-

/******************************************/

 

رغم أنفُ مَن ذُكر الرسول عنده فلم يُصلّ عليه:

 

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ  رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

 

«رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ؛ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَىَّ،

 

 وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ؛ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ،

 

 وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ؛ فَلَمْ يُدْخِلاَهُ الْجَنَّةَ» .

 

*/

 

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ – أحدُ رواة الحديث- : وَأَظُنُّهُ قَالَ:  «أَوْ أَحَدُهُمَا»

 

**/

أخرجه الترمذي (3545) وقال (حسن غريب)، وقال الألباني: حسن صحيح.

 

***/

 

"رَغِمَ":  أي لصقَ بالرغامِ - وهو التراب - ذُلًّا وهوانًا.

 

 

***/

وليس فقط مَن فرَّطَ في  الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة إذا لم يُدْركْه العفوُ الإلهي؛ بل توَّعده الله تعالى بعقوبتَينِ : الإبعادِ، ودخولِ النار؛ كما في الحديث التالي:

*

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَقَالَ :

 
«آمِينَ. آمِينَ. آمِين».


 
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ؛ قُلْتَ : آمِينَ آمِينَ آمِينَ؟!

 
قَالَ:   «إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ : "مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ؛ فَدَخَلَ النَّارَ؛ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ.  قُلْ : آمِينَ".  فَقُلْتُ : آمِينَ.

"
وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ، أَوْ أَحَدَهُمَا، فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ؛  فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ.  قُلْ : آمِينَ".  فَقُلْتُ : آمِينَ.

 "
وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَمَاتَ؛ فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ.  قُلْ : آمِينَ.  فَقُلْتُ : آمِينَ
».

*/

أخرجه ابنُ حبانَ في صحيحه (3/188 – ط. الرسالة، وحسّنَ إسنادَه الشيخُ شعيب في التحقيق)، وحسَّنه الشيخُ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.

 

 -إلى أعلى الصفحة-

/******************************************/

 

 

عاقبة ترْكِ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الله تعالى في المجالس:

 

***

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

 

 «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا، لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً؛

 

 فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ ».

 

*/

أخرجه الترمذي (3380) وقال حسن صحيح، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي.

***/

 

شرح موجز:

 

(ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا) فيه (على نبيهم إلا كان) ذلك المجلس (عليهم ترة) :

 

قال النووي في الرياض: "الترة هي النقص، وقيل التبعة. انتهى. وقال الترمذي بعد ما روى هذا الحديث: (وَمَعْنَى قَوْلِهِ "تِرَةً":  يَعْنِى حَسْرَةً، وَنَدَامَةً . وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْعَرَبِيَّةِ: "التِّرَةُ" هُوَ النَّارُ) . انتهى.

 

 (فإن شاء عذبهم) بذنوبهم ; أي بذنوبهم السابقة وتقصيراتهم اللاحقة.

 

وقوله "فإن شاء عذبهم" من باب التشديد والتغليظ، ويحتمل أن يكون قد صدر من أهل المجلس ما يوجب العقوبة من حصائد ألسنتهم.

 

 

(وإن شاء غفر لهم) كرما من الله وفضلا منه ورحمة.

 

قال المناوي في الفيض: فيتأكَّدُ ذِكْرُ الله والصلاةُ على رسولِه عند إرادة القيام من المجلس،

 

وتحصل السنة في الذكر والصلاة بأي لفظ كان، لكن الأكمل في الذكر: "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك".وفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: ما في آخر التشهد. انتهى.

 

 وفي الحديث  إيماء بأن أصحاب المجلس إذا ذكروا الله وصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لم يعذبهم الرب الجليل حتما؛ بل يغفر لهم جزما.

 

*/

انظر بتصرف كثير واختصار: فيض القدير للمناوي، ومرعاة المفاتيح لعبيد الله المباركغوري.

*/

 

فحافظْ أخي الحبيب على ذكر الله تعالى وعلى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل مجلسٍ؛ تكُنْ من الغانمين الفائزين إن شاء الله تعالى. 

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

 

-----------------------

 

تنبيه مهم:  هذه المقالة كتبها  محُرِّرُ الموقع  اجتهادًا منه ونصحًا لإ خوانه  وبحسب ما أدى إليه فهمه واجتهاده،  لذا فإن أي خطأ يتحمله المحرر وحْدَه، وفضيلة الشيخ  الدكتور محمد الدبيسي عافاه الله تعالى  ليست له علاقة به،  والله الموفق.  اللهم ارزقنا العمل بما علمتنا واجعله حجة لنا لا علينا.

 

-----------------------

 

-إلى أعلى الصفحة-

 

روابط ذات صلة :

1- مجموعة مقالات: شرح مختاراتٍ من صحيح دعواتِ  وأذكار النبيّ صلى الله عليه وسلم (فهرس مقالات شرح لدعوات)

2- شرح بعض المختارات من دعوات النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلم.

 

*******

 آخر تحديث للصفحة:  22-6-2018 

 

 

 

 

بحث في الموقع بواسطة محرك البحث العملاق جوجل:

 

 

 

 

الحقوق الفكرية محفوظة لـ : فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله