فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد الدبيسي حفظه الله
موقع غير رسمي يحتوي على المحاضرات الصوتية و كتب لفضيلة الشيخ

 

فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله /  مقالات / الترغيب في الصمت - إلا عن خير- والترهيب من كثرة الكلام
 

 

 

ابحث داخل الموقع    

الرئيسية 

ترجمة الشيخ

ركن الصوتيات

مواعيد  الدروس

ركن الكتب

مختارات

ركن الملفات

ركن المقالات

إلي محرر الموقع

جديد الموقع

معلومات حول الموقع

 

 

                                                                                  

 

 

أخي الكريم: انتشرت في الفترة الأخيرة خاصة بعد قيام الثورة الأخيرة في 25-1-2011 بعضُ آفات اللسان الكثيرة والتي وقع فيها كثيرٌ من المتدينين إلا من رحم ربي جلَّ وعلا، وذلك نتيجة لحرية الرأي مع ظهور تكتلات سياسية وبالتالي آراء مختلفة ذات مشارب شتي، ومن مثل بعض هذه الآفات: الغِيبة والوقوع في الأعراض، والشتيمة والسباب، والثرثرة والكلام الكثير فيما لا ينفع، ونقل الأخبار بدون أدنَى تثبتٍ مما تسبب في نشر الإشاعات.. إلخ

 لذلك فإني في هذه المقالة أحاول أن أقدم النصيحة  لنفسي أولا ولإخواني ثانيًا بذكر الأحاديث التي نبَّهت على خطر اللسان، ورغَّبتْ في الصمن إلا عن خير، ولعل الله أن ييسر لي بعد ذلك ذكر مقالات مفردةٍ في بعض الآفات على سبيل التفصيل إن شاء الله تعالى.

 

 

الترغيب في الصمت - إلا عن خير- والترهيب من كثرة الكلام

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

« مَنْ صَمَتَ نَجَا »

قال المنذري في الترغيب: « رواه الترمذي وقال حديث غريب، والطبراني ورواته ثقات »،

وقال الحافظ  العراقي هو عند الطبراني بسند جيد، وقال الحافظ ابن حجر : رواته ثقات، وصحّحه الألباني في صحيح الترغيب (2874)

 

شرح الحديث:

 

(مَنْ صَمَتَ) عن النطق بالشَّرِّ (نَجَا) من العقاب والعتاب يوم المآب.

 

 قال الغزالي : هذا من فصْلِ الخطاب، وجوامعِ كَلَمِه صلى الله عليه وسلم،  وجواهرِ حِكَمِه! ولا يعرف ما تحتَ كلماته من بحار المعاني إلا خَواصُّ العلماء؛  

 

وذلك أن خطرَ اللسان عظيمٌ، وآفاتُه كثيرةٌ؛ من نحو:  كذبٍ..  وغِيبةٍ.. ونميمةٍ..  ورياءٍ..  ونِفاقٍ..  وفُحْشٍ.. ومراءٍ..  وتزكيةِ نَفْسٍ..  وخَوْضٍ في باطلٍ.  

 

ومع ذلك إن النفس تميل إليها! لأنها سبَّاقةٌ إلى اللسان، ولها حلاوةٌ في القلب، وعليها بواعثُ من الطبعِ والشيطانِ،  فالخائضُ فيها قَلَّ ما يَقْدر على أن يُلْزِم لسانَه؛ فيُطلقه فيما يحب، ويَكفّه عما لا يحب.  ففي الخوضِ خطرٌ،  وفي الصمت سلامةٌ، مع ما فيه من:  جمعِ الهمّ، ودوامِ الوقار،  وفراغِ الفِكْر للعبادة والذِّكْرِ، والسلامةِ من تَبِعاتِ القَوْل في الدُّنيا ومِن حسابه في الآخرة. انتهى بتصرف من كلام الغزالي رحمه الله تعالى.

 

فالصمتُ المرَّغَبُ فيه هو تَرْكُ الكلامِ الباطل وكذا المباحِ إنْ جَرّ إليه،  والصمتُ المنهيُّ عنه هو ترك الكلام في الحقِّ لـمَن يَستطيعه،  .

 

 

انتهى بتصرفٍ كثير واختصارٍ من فيض القدير للمناوي رحمه الله تعالى

 

----------------------------------------------

 

وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ:

 كُنْتُ مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْماً قَرِيباً مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ،

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِى بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِى الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِى مِنَ النَّار؟ِ . قَالَ :« لَقَدْ سَأَلْتَنِى عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ:

 تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ »

 

. ثُمَّ قَالَ « أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ،  وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ» . قَالَ ثُمَّ تَلاَ ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ) حَتَّى بَلَغَ ( يَعْمَلُونَ )

 

ثُمَّ قَالَ:  « أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟ » . قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .

قَالَ: « رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ» .

 

 ثُمَّ قَالَ « أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ » . قُلْتُ بَلَى يَا نَبِىَّ اللَّهِ - قَالَ - فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ. قَالَ « كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا » .

َقُلْتُ يَا نَبِىَّ اللَّهِ! وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟!

فَقَالَ « ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ - أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» .

أخرجه الترمذي (2616) وقال  (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)، وصحَّحه الألباني في صحيح الترمذي

 

----------------------------------------------

 

عن أَبِى مُوسَى رضي الله عنه قَالَ:

 قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَىُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ؟

قَالَ: « مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ » .

أخرجه البخاري (11) ومسلم (66) في صحيهما، وفي لفظ للإمام مسلم (66) : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَىُّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ؟ .. الحديث

 

وعن عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:

 سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

 فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟   قَالَ:«الصَّلاةُ عَلَى مِيقَاتِهَا»

  قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟   قَالَ: «أَنْ يَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِكَ»،

 

رواه الطبراني ، وصحح إسناده المنذريُّ في الترغيب، وقال الدمياطي في المتجر الرابح (315) رجاله ثقات، وصحَّحه الألباني في صحيح الترغيب (2852)

 

----------------------------------------------

 

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

 

« الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ » .

 

أخرجه البخاري في صحيحه (10)

 

----------------------------------------------

 

        وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه  قَالَ:

 قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا النَّجَاةُ؟

قَالَ: « أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ » .

 

أخرجه الترمذي (2406) وقال: (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ)، وصحَّحه الترمذي في صحيح الترمذي.

----------------------------------------------

 

وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

 

 « مَنْ يَضْمَنْ لِى مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ »

 

        أخرجه البخاري في صحيحه (6474)

والمقصود بما بين اللحيَيْن هو اللسانُ، وما بين الرجلين هو الفرج.

 

----------------------------------------------

 

عن أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

 « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً ، يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ،

 وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِى لَهَا بَالاً يَهْوِى بِهَا فِى جَهَنَّمَ » .

 

أخرجه البخاري في صحيحه (6478)،

 وفي رواية حسّن إسنادها المنذريُّ وذكر أنها لأبي الشيخ – وحسّنها الألباني في صحيح الترغيب (2877)- أن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال  رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 « ألا هل عسى رجل منكم أن يتكلم بالكلمة يُضحك بها القوم فيسقط بها أبعد من السماء،

 ألا هل عسى رجل منكم يتكلم بالكلمة يُضحك بها أصحابه فيسخط الله بها عليه لا يرضى عنه حتى يدخله النار»

 

----------------------------------------------

 

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

 « إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثاً وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاَثاً؛

 فَيَرْضَى لَكُمْ: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً،  وَلاَ تَفَرَّقُوا،

 وَيَكْرَهُ لَكُمْ: "قِيلَ وَقَالَ"،  وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ،  وَإِضَاعَةَ الْمَالِ »

 

أخرجه مسلم في صحيحه (1715)

 

----------------------------------------------

 

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

 «والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض من شيء أحوج إلى طول سجنٍ من لسانٍ»

 

قال المنذري في الترغيب (رواه الطبراني موقوفا بإسناد صحيح )،  وقال الألباني في صحيح الترغيب (2858 ) :   صحيح موقوف.

 

 

 

روابط ذات صلة :

 

إضافة مقالة: أحاديث في  تحريم النميمة؛ وهي نقل الكلام بَيْنَ الناس عَلَى جهة الإفساد  

 

 

(1)  انظر بتصرف كثير جدًا:  "صحيح الترغيب والترهيب"

تنبيه مهم:  هذه المقالة نقلها  محُرِّرُ الموقع  اجتهادًا منه ونصحًا لإ خوانه  وبحسب ما أدى إليه فهمه واجتهاده،  لذا فإن أي خطأ يتحمله المحرر وحْدَه، وفضيلة الشيخ  الدكتور محمد الدبيسي عافاه الله تعالى  ليست له علاقة به،  والله الموفق.  اللهم ارزقنا العمل بما علمتنا واجعله حجة لنا لا علينا.

 

 

*******

 آخر تحديث للصفحة:3 المحرم 1433 _28-11-2011

 

 

 

 

 

 

بحث في الموقع بواسطة محرك البحث العملاق جوجل:

 

 

 

 

الحقوق الفكرية محفوظة لـ : فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله