فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد الدبيسي حفظه الله
موقع غير رسمي يحتوي على المحاضرات الصوتية و كتب لفضيلة الشيخ

 

فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله /  مقالات  / أحاديث في  تحريم النميمة؛ وهي نقل الكلام بَيْنَ الناس عَلَى جهة الإفساد

 

ابحث داخل الموقع    

الرئيسية 

ترجمة الشيخ

ركن الصوتيات

مواعيد  الدروس

ركن الكتب

مختارات

ركن الملفات

ركن المقالات

إلي محرر الموقع

جديد الموقع

معلومات حول الموقع

 

 

                                                                                  

 

تنبيه مهم:

  بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ صلى الله عليه وسلم. وبعدُ،

فإن المطالِع في أحوال وأقوال كثيرٍ من  الناس - إلا من رحم ربي عزّ وجلّ-  في هذه الأوقات التي نمرّ بها يرى عجبًا؛ حيثُ انتشرت النميمةُ والغيبة وكثيرٌ من آفات اللسان بشكل مبالغ فيه بين إخواننا بسبب الاختلاف في الآراء السياسية والانتماء للأحزاب المختلفة وغيرها من أتفه الأسباب، وكأن هؤلاء المخالفين في الآراء السياسية ليسوا مسلمين لهم من الحقوق والحُرمة ما للمسلمين!  كما أرى كثيرًا من إخواني بما فيهم بعض المتدينين لا يتورعون عن نشر مقالات أو فيديوهات تُسبب القطيعة والبغضاء بين طوائف المسلمين المختلفة ، لذا فقد أردتُ أن أساهم ولو بقليل في التنبيه على خطر النميمة التي عدّها العلماءُ من الكبائر لشدة الترهيب الوارد في الأحاديث التي نبَّهت على خطرها، وإن شاء الله تعالى سأُزيد في هذه المقالة إذا يسّر الله تعالى لي ذلك. وأسألُ الله تعالى أن يُنجيني وأحبابي من شرّ النميمة، وأن يجعلنا من خيار عباد الله تعالى. اللهم آمين.

 

وكتبه: مُحرِّر (مشرف) موقع فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله تعالى.

 

***********************

 

 أحاديث في  تحريم النميمة؛ وهي نقل الكلام بَيْنَ الناس عَلَى جهة الإفساد

 

وفي هذه المقالة النقاط التالية:

 

   1- معنى النميمة

   2-  لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ

    3-  بَلَى إنَّهُ كَبِيرٌ : أمَّا أَحَدُهُمَا ، فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ

    4- النميمة هي العِضة

    5- شِرَارُ عِبَادِ اللَّهِ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ

   

------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

 

 

1- معنى النميمة

النَّمِيمَة هي  نَقْل كَلَامِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ عَلَى جِهَةِ الْإِفْسَادِ بَيْنهمْ . فالنمامُ يُفسد ما أصلحَ الله تعالى بين المؤمنين ، ويعمد إلى الوصلة التى وصلهم الله تعالى بها فيحلّ عُقدها، حتى تتولَّد عداوةٌ وبغضاء بينهم. فهذا الفعل - أي النميمة- تُؤدِّى إلى فسادٍ عظيم، وتُفْضى إلى الشرور كلها. ولذلك قال عليه السلام: «لا يدخل الجنة نمام»؛  لأنه جندى الشيطان وجاسوسه؛ يُحرِّش ويُغرى حتى يفرق ما جمعه بين المؤمنين من الأُخوَّة؛ فقد قال تعالى: {إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ} [الحجرات: 10] ، وقال: {أذِلَّةٍ عَلَى المُؤمِنينَ أعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرينَ} [المائدة: 54] ، وقال: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] .، وقال صلى الله عليه وسلم:  «لا تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْع بَعْض، وَكُونُوا عِبَادَ الله إخْوَانًا، المُسْلِمُ أخُو المُسْلم: لاَ يَظْلِمُهُ، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هاهُنَا - ويشير إِلَى صدره ثلاث مرات - بحَسْب امْرىءٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحقِرَ أخَاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلم عَلَى المُسْلم حَرَامٌ، دَمُهُ ومَالُهُ وعرْضُهُ» ، أخرجه مسلم.

 

***/

وقَالَ الْإِمَام أَبُو حَامِد الْغَزَالِيُّ رَحِمَهُ اللَّه فِي الْإِحْيَاء :  

قَالَ : وَكُلُّ مَنْ حُملت إِلَيْهِ نَمِيمَة ، وَقِيلَ لَهُ : فُلَان يَقُول فِيك ، أَوْ يَفْعَل فِيك كَذَا ، فَعَلَيْهِ سِتَّة أُمُور :

الْأَوَّل : أَلَّا يُصَدِّقُهُ لِأَنَّ النَّمَّام فَاسِقٌ .

 

الثَّانِي : أَنْ يَنْهَاهُ عَنْ ذَلِكَ ، وَيَنْصَحهُ وَيُقَبِّح لَهُ فِعْله .

 

الثَّالِث : أَنْ يُبْغِضهُ فِي اللَّه تَعَالَى فَإِنَّهُ بَغِيضٌ عِنْدَ اللَّه تَعَالَى ، وَيَجِب بُغْض مَنْ أَبْغَضه اللَّه تَعَالَى .

 

الرَّابِع : أَلَّا يَظُنَّ بِأَخِيهِ الْغَائِبِ السُّوءَ .

 

الْخَامِس : أَلَّا يَحْمِلهُ مَا حُكِيَ لَهُ عَلَى التَّجَسُّس وَالْبَحْث عَنْ ذَلِكَ .

 

السَّادِس : أَلَّا يَرْضَى لِنَفْسِهِ مَا نُهِيَ النَّمَّام عَنْهُ ؛ فَلَا يَحْكِي نَمِيمَته عَنْهُ ، فَيَقُول : فُلَان حَكَى كَذَا فَيَصِير بِهِ نَمَّامًا ، وَيَكُون آتِيًا مَا نُهِيَ عَنْهُ . هَذَا آخِر كَلَام الْغَزَالِيِّ رَحِمَهُ اللَّه .

 

وَكُلّ هَذَا الْمَذْكُور فِي النَّمِيمَة إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَصْلَحَة شَرْعِيَّة فَإِنْ دَعَتْ حَاجَةٌ إِلَيْهَا فَلَا مَنْع مِنْهَا ؛

 

 وَذَلِكَ كَمَا إِذَا أَخْبَرَهُ بِأَنَّ إِنْسَانًا يُرِيد الْفَتْك بِهِ ، أَوْ بِأَهْلِهِ ، أَوْ بِمَالِهِ ، أَوْ أَخْبَرَ الْإِمَام ، أَوْ مَنْ لَهُ وِلَايَةٌ بِأَنَّ إِنْسَانًا يَفْعَل كَذَا ، وَيَسْعَى بِمَا فِيهِ مَفْسَدَة .

 

وَيَجِب عَلَى صَاحِب الْوِلَايَةِ الْكَشْف عَنْ ذَلِكَ وَإِزَالَته . فَكُلّ هَذَا وَمَا أَشْبَهَ لَيْسَ بِحَرَامٍ ، وَقَدْ يَكُون بَعْضه وَاجِبًا ، وَبَعْضه مُسْتَحَبًّا عَلَى حَسَب الْمَوَاطِن . وَاَللَّه أَعْلَم.

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

 

-------------------------------------------------------------------------------

 

 

2- لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ

 

عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - :

 «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ» .

أخرجه الإمامان البخاري (6056) ومسلمٌ (169) في صحيحيهما، وفي رواية للإمام مسلم (168) :

 عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلاً يَنِمُّ الْحَدِيثَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

 «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ» .

***/

 

شرحٌ مختصر للحديث:

 

قال في النهاية: (قَتَّ) الحديث يَقُتُّه: إذا زوّره وهَيَّأه وسَوّاه.. انتهى.

قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ : الْقَتَّاتُ وَالنَّمَّامُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، وَقِيلَ:  النَّمَّامُ الَّذِي يَكُونُ مَعَ جَمَاعَةٍ يَتَحَدَّثُونَ حَدِيثًا فَيَنِمُّ عَلَيْهِمْ ، وَالْقَتَّاتُ الَّذِي يَتَسَمَّعُ عَلَيْهِمْ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ثُمَّ يَنِمُّ . انتهى

 

 قَالَ الْعُلَمَاء : النَّمِيمَة نَقْل كَلَامِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ عَلَى جِهَةِ الْإِفْسَادِ بَيْنهمْ .

 قال الإمام النووي: وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَدْخُل الْجَنَّة نَمَّامٌ ) فَفِيهِ التَّأْوِيلَانِ الْمُتَقَدِّمَانِ فِي نَظَائِره : أَحَدهمَا : يُحْمَل عَلَى الْمُسْتَحِلِّ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ ، مَعَ الْعِلْم بِالتَّحْرِيمِ . وَالثَّانِي لَا يَدْخُلهَا دُخُول الْفَائِزِينَ . وَاَللَّه أَعْلَم . انتهى. 

 

 ***/

انظر بتصرفٍ كثيرٍ واختصارٍ: شرح مسلم للإمام النووي للمناوي، النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، وغذاء الألباب في شرح منظومة الآداب للسفاريني،  رحم اللهُ تعال الجميعَ.

 

-إلى أعلى الصفحة-

 

------------------------------------------------------------------------------- 

 

3-  بَلَى إنَّهُ كَبِيرٌ : أمَّا أَحَدُهُمَا ، فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ

 

وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بِقَبْرَيْنِ

فَقَالَ : (( إنَّهُمَا يُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ في كَبيرٍ ! بَلَى إنَّهُ كَبِيرٌ : أمَّا أَحَدُهُمَا ، فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ، وأمَّا الآخَرُ فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ )) . متفق عَلَيْهِ . وهذا لفظ إحدى روايات البخاري .

قَالَ النووي في الرياض: قال  العلماءُ:  معنى : (( وَمَا يُعَذَّبَانِ في كَبيرٍ )) أيْ : كَبيرٍ في زَعْمِهِمَا . وقِيلَ : كَبيرٌ تَرْكُهُ عَلَيْهِمَا .

 

***/

وقال ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: «إنَّهُمَا يُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ» أَيْ وما يُعذبان في  أَمْرٍ شَاقٍّ عَلَيْهِمَا لَوْ فَعَلَاهُ «بَلى إنَّهُ كَبِيرٌ» أَيْ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ.

 وقال:َ أَنَّ ثُلُثَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْ الْغِيبَةِ،  وَثُلُثَهُ مِنْ النَّمِيمَةِ ، وَثُلُثَهُ مِنْ الْبَوْلِ .

انتهى.

وقال السفاريني رحمه الله تعالى عَنْ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ رَآهُمَا الرسول صلى الله عليه وسلم يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا - يَمْشِي أَحَدُهُمَا بِالنَّمِيمَةِ بَيْنَ النَّاسِ ، وَيَتْرُكُ الْآخَرُ الِاسْتِبْرَاءَ مِنْ الْبَوْلِ - : فَهَذَا تَرَكَ الطَّهَارَةَ الْوَاجِبَةَ، وَذَلِكَ ارْتَكَبَ السَّبَبَ الْمُوقِعَ لِلْعَدَاوَةِ بَيْنَ النَّاسِ بِلِسَانِهِ وَإِنْ كَانَ صَادِقًا.

وَقَدْ أَبْدَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ نُكْتَةَ ذَلِكَ،  وَهِيَ مِمَّا يُكْتَبُ بِالذَّهَبِ عَلَى صَفَحَاتِ الْقُلُوبِ ، وَذَلِكَ أَنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْإِنْسَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَقْضِي فِيهِ الْحَقُّ جَلَّ جَلَالُهُ الصَّلَاةُ وَالدِّمَاءُ . وَالطَّهَارَةُ أَقْوَى شُرُوطِ الصَّلَاةِ وَمُقَدِّمَتُهَا ، فَإِذَا لَمْ يَتَنَزَّهْ مِنْ الْبَوْلِ وَلَمْ يَسْتَبْرِئْ مِنْهُ فَقَدْ فَرَّطَ فِي شَرْطِ الصَّلَاةِ . وَسَبَبُ وُقُوعِ النَّاسِ فِي سَفْكِ الدِّمَاءِ وَإِرَاقَتِهَا بِغَيْرِ حَقِّ الْعَدَاوَةُ ، وَمُقَدِّمَتُهَا النَّمِيمَةُ ، فَإِنَّهَا سَبَبُ الْعَدَاوَةِ ، وَعَذَابُ الْقَبْرِ مُقَدِّمَةُ عَذَابِ النَّارِ ، فَنَاسَبَ أَنْ يَبْدَأَ بِالْمُقَدِّمَاتِ أَوَّلًا .

 

***/

انظر بتصرف كثير واختصارٍ: الزواجر للهيتمي وغذاء الألباب للسفاريني.

 

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

 

------------------------------------------------------------------------------- 

 

4- النميمة هي العِضة

 

وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - : أن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :

(( أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ مَا العَضْهُ ؟ هي النَّمَيمَةُ ؛ القَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ )) .

رواه مسلم (2606) .

 

 قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في الرياض: (( العَضْهُ )) : بفتح العين المهملة ، وإسكان الضاد المعجمة ، وبالهاء عَلَى وزن الوجْهِ ، ورُوِي (( العِضةُ )) بكسر العين وفتح الضاد المعجمة عَلَى وزن العِدَة ، وهي: الكذب والبُهتان ، وعلى الرِّواية الأولى : العَضْهُ مصدرٌ يقال : عَضَهَهُ عَضهاً، أيْ : رماهُ بالعَضْهِ. انتهى.

 

شرح موجز للحديث:

(وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ألا أنبئكم ما العضه؟) سكت صلى الله  عن جوابهم لظهور استدعائهم، أي كأنهم  قالوا: بلى، قال:  (هي النميمة القالةُ بين الناس) أي: كثرةُ القول، وإيقاع الخصومة بين الناس، بما يحكى للبعض عن البعض، قاله في النهاية.

 

 


***/

 انظر بصرف كثير : دليل الفالحين لابن علان رحمه الله تعالى.

-إلى أعلى الصفحة-

 

------------------------------------------------------------------------------- 

 

5-شِرَارُ عِبَادِ اللَّهِ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ

وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ رضي الله عنه يَبْلُغُ بِهِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم:

 

« خِيَارُ عِبَادِ اللَّهِ الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللَّهُ،  وَشِرَارُ عِبَادِ اللَّهِ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ » .


***/

 

رواه الإمام أحمد في مسنده (4/227) وحسّنه بشواهده الشيخُ شعيب في التحقيق، وحسّنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب (2824).

لطيفة: "عبد الرحمن بن غنم" مختلفٌ في صُحبته، ت: 78هـ. قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء:  (الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، شَيْخُ أَهْلِ فِلَسْطِيْنَ... رَوَى لَهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فِي (مُسْنَدِهِ) أَحَادِيْثَ، لَكِنَّهَا مُرْسَلَةٌ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ صُحْبَةٌ. فَقَدْ ذَكَرَ: يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، وَابْنِ لَهِيْعَةَ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ صَحَابِيٌّ.وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: لَهُ رُؤْيَةٌ.  وَأَمَّا أَبُو مُسْهِرٍ فَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَنْمٍ، هُوَ رَأْسُ التَّابِعِيْنَ، كَانَ بِفِلَسْطِيْنَ.وَقِيْلَ: تَفَقَّهَ بِهِ عَامَّةُ التَّابِعِيْنَ بِالشَّامِ، وَكَانَ صَادِقاً، فَاضِلاً، كَبِيْرَ القَدْرِ). انتهى.

 

شرح موجز للحديث:

 

(خِيَارُ عِبَادِ اللَّهِ الَّذِينَ إِذَا رُءُوا) أي إذا نظر إليهم الناسُ  (ذُكِرَ اللَّهُ) ) برؤيتهم؛ يعني أن رؤيتَهم مُذكِّرةٌ بالله تعالى وبذِكْرِه؛ لـِمَا يعلوهم من البهاء والإشراق وحُسن الهيئة وحُسن السَّمْتِ،

 

 (وَشِرَارُ عِبَادِ اللَّهِ الْمَشَّاءُونَ) بصيغة المبالغة للنسبة،  أي: الذين يمشون  (بِالنَّمِيمَةِ) وهي نقل حديث بعض القوم لبعض لغرض الإفساد

 

 

(الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ) بما يسعون به بينهم من الفتن،  (الْبَاغُونَ) أي الطالبون (الْبُرَآءَ) ،  "البرآء"  على وزن فُضَلاء؛ جَمْعُ برئ.  (الْعَنَتَ) "العنت" هو  المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلط والزنا،  والحديث يحتملها  كلَّها ، وهو – أي "العنت"  – و "البرآء"  منصوبان مفعولان للباغون؛ أي يبغون العنتَ للبرآء من الناس.

 

------------

 

انتهى بتصرف كثير جدا من "فيض القدير" للمناوي،  و "مرقاة المفاتيح" للملا على القاري.

 

------------

 

وهذا الحديث  النبويّ الشريف دعوةٌ لي أولا ثم لإخواني أن نجاهد أنفسنا لنكون من خيار عباد الله، مُبْتعِدين أشد البُعْد عن صفات شرار عباد الله.

 

 

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

 

------------------------------------------------------------------------------- 

 

 

 

-إلى أعلى الصفحة-
 

-------------------------------------------------------------------------------


 

( اللهم اجعل هذا العلم حُجَّةً لنا لا علينا، وارزقْنا العملَ به)

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

روابط ذات صلة :

1- مقالة: الترغيب في الصمت إلا عن خير، والترهيب من كثرة الكلام

 

-إلى أعلى الصفحة-

يه مهم:  هذه المقالة نقلها وتصرّف فيها  محُرِّرُ الموقع  اجتهادًا منه ونصحًا لإ خوانه  وبحسب ما أدى إليه فهمه واجتهاده،  لذا فإن أي خطأ يتحمله المحرر وحْدَه، وفضيلة الشيخ  الدكتور محمد الدبيسي عافاه الله تعالى  ليست له علاقة به،  والله الموفق.  اللهم ارزقنا العمل بما علمتنا واجعله حجة لنا لا علينا.

 

**************

بحث في الموقع بواسطة محرك البحث العملاق جوجل:

 

 

 آخر تحديث للصفحة:2 من ربيع الآخر 1433 _24-02-2012

الحقوق الفكرية محفوظة لـ : فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله