| |||||
| |||||
الصفحة الرئيسية / مقالات / تراجم الصالحين / ترجمة الحافظ الكبير: ابن أبي عاصم؛ أحمد بن عمرو بن الضحاك أبي عاصم النبيل؛ رحمه الله تعالى.
|
| ||||
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ صلى ال له عليه وسلم. فهذه ترجمة موجزة للحافظ الجليل ابن أبي عاصم؛ أحمد بن عمرو بن الضحاك أبي عاصم النبيل؛ رحمه الله تعالى؛ للتعرّف عليه وللاقتداء بصالح عمله رحمه الله تعالى. وكتبه محرر (مشرف) الموقع؛ محبٌ. (برجاء قراءة هذا التنبيه أدناه).
-------------------------------------------------------------------------------
ترجمة الحافظ الكبير: ابن أبي عاصم؛ أحمد بن عمرو بن الضحاك أبي عاصم النبيل؛ رحمه الله تعالى (206-287هـ) (1) اسمُه ونسبُه: هو الإمام ابن أبي عاصم؛ أحمد بن عمرو بن الضحاكِ - أبي عاصم النبيلِ - بن مخلد ؛ أبو بكر؛ الشيبانيُّ؛ البصريّ؛ ثم الأصفهاني؛ الحَافظُ الكَبِيْرُ؛ الإِمَامُ؛ البارعُ، مُتَّبعٌ للآثَار، كَثِيْرُ التَّصَانِيْف؛ الزاهدُ؛ له التصانيف النافعة والرحلة الواسعة في البلاد في طلب الحديث .
أصلُه من البصرة ، قَدِمَ أَصْبَهَان عَلَى قَضَائِهَا وسكنها، وَنَشَرَ بِهَا عِلمه.
***/ مولده : قَالَتْ بنته عَاتِكَة: وُلد أَبِي فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ.
***/
عائلتُه: عائلتُه عائلةٌ علميّة دَيّنِةٌ وَرِعةٌ: فجدُّه لأبيه هو الحافظ الثقة الثبْتُ الكبير أَبُو عَاصِمٍ؛ النَّبِيلُ؛ الضَّحَّاكُ بنُ مَخْلَدٍ؛ الشَّيْبَانِيُّ؛ من شيوخ الإمام البخاري رحمه الله تعالى (122 -212هـ). وهذا الرجل كان فاضلا جدا، ويحتاج غلى ترجمة مستقلة لنعرف ببعض فضله ، فاللهم يسِّرْ لنا ذلك.
وأبوه عمرو كان قاضيًا على حمص، ومات بها.
أمّا أخوه: عُثْمَان بن عَمْرِو بنِ أَبِي عَاصِمٍ فكان كأخيه أحمد مِنْ كِبَارِ العُلَمَاء. قَالَ ابْنُ عَبْدَكَويه: سَمِعْتُ عَاتِكَة بِنْتَ أَحْمَد تَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبِي –ابن أبي عاصم يعني- يَقُوْلُ: جَاءَ أَخِي عُثْمَانَ عَهدُه بِالقَضَاء عَلَى سَامَرَّاء، فَقَالَ: أَقْعُدُ بَيْنَ يَدَي الله تَعَالَى قَاضِيًا؟! فَانْشَقَّت مرَارَتُه، فَمَاتَ!
وجدُّه لأُمِّه هو: الحَافِظ مُوْسَى بن إِسْمَاعِيْلَ التَّبُوْذَكِيّ. وسمع منه ابنُ أبي عاصم أحاديثَ.
***/
ثناء العلماء عليه:
قَالَ الحافظ أَبُو الشَّيْخِ: كَانَ مِنَ الصِّيَانَة وَالعِفَّة بِمَحَلٍّ عَجِيْب!
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ مَرْدَوَيْه: حَافظٌ، كَثِيْرُ الحَدِيْثِ، صَنَّفَ المُسْنَد وَالكُتُب.
وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ النَّسَوِي: أَبُو بَكْرٍ بنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَهُوَ: أَحْمَد بن عَمْرِو بنِ الضَّحَّاكِ بن مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيّ، مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ، مِنْ صُوفيَة المَسْجَد، مِنْ أَهْلِ السُّنَّة وَالحَدِيْث وَالنُّسك وَالأَمْر بِالمَعْرُوف وَالنَّهْي عَنِ المُنْكَر، صَحِبَ النُّسَّاك، مِنْهُم: أَبُو تُرَاب، وَسَافَرَ مَعَهُ، وَكَانَ ثِقَةً نبيلاً مُعَمَّراً.
قال ابن أبي حاتم: ذهب كُتبُه بالبصرة في فتنة الزنج؛ فأعادَ مِن حفْظِه خمسينَ ألفِ حديثٍ!
***/
مذهبه الفقهيُّ: َقَالَ الحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ فَقِيْهاً، ظَاهِرِيَّ المذْهب . انتهى. وكذا قال أكثر من عالمٍ في ترجمته. قال الذهبي متعقبّا لهذا القول: وفِي هَذَا نَظَرَ، فَإِنَّهُ صَنَّفَ كِتَاباً عَلَى دَاوُدَ الظَّاهِرِي: أَرْبَعِيْنَ خبراً ثَابِتَة مِمَّا نفَى دَاوُد صحَّتهَا.
***/
مناصبُه: ولي القضاء بأصبهان ، وكان قاضيا ثلاث عشرة سنةً.
***/
كراماته:
قَالَ ابْنُ عَبْدَكَويه: أَخْبَرَتْنَا عَاتِكَة: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: خَرَجتُ إِلَى مَكَّةَ مِنَ الكُوْفَةِ، فَأَكَلتُ أَكْلَةً بِالكُوْفَةِ، وَالثَّانِيَة بِمَكَّةَ. قال الذهبي: إِسنَادُهَا- أي إسناد هذه القصة - صَحِيْحٌ. انتهى. فسبحان مَن أكرم عبادَه فسار من كوفة إلى مكة ولم يأكل إلا أكلتَينِ اثنتَينِ!!
قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: سَمِعْتُ ابْني عَبْد الرَّزَّاقِ يحكِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الكِسَائِيّ، قَالَ: "كُنْتُ عِنْدَهُ –يَعْنِي: ابْن أَبِي عَاصِمٍ- فَقَالَ وَاحِدٌ: أَيُّهَا القَاضِي! بَلَغنَا أَن ثَلاَثَةَ نَفَر كَانُوا بِالبَادِيَة، وَهُم يقلبوْنَ الرَّمل، فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُم: اللَّهُمَّ إِنَّك قَادِرٌ عَلَى أَنْ تطمعنَا خبيصاً عَلَى لُوْنَ هَذَا الرَّمل. فَإِذَا هُم بِأَعْرَابِيّ بِيَدِهِ طَبَقٌ، فَوَضَعَه بينهُم، خبيصٌ حَارٌّ! فَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: قَدْ كَانَ ذَاكَ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: كَانَ الثَّلاَثَة: عُثْمَان بن صَخْر الزَّاهِد، وَأَبُو تُرَاب، وَابْن أَبِي عَاصِمٍ، وَكَانَ – أي ابنُ ابي عاصم - هُوَ الَّذِي دَعَا !! انتهى.
والخبيص هو : الحلواء المخبوصة – أي المخلوطة- من التمر والسمن.
***/
زهدُه وورعه:
عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَاصِمٍ يَقُوْلُ: "وَصَلَ إِلَيَّ مُنْذُ دَخَلْتُ إِلَى أَصْبَهَانَ مِنْ دَرَاهم القَضَاء زِيَادَةٌ عَلَى أَرْبَع مائَة أَلْف دِرْهَم، لاَ يُحَاسبنِي الله يَوْمَ القِيَامَةِ أَنِّي شَرِبتُ مِنْهَا شربَةَ مَاءٍ، أَوْ أَكَلتُ مِنْهَا، أَوْ لَبسْتُ" !.
وكان بعد ما دخل في القضاء إذا سُئِل عن مسألة الصوفية يقول: القضاءُ والدنيّة، والكلامُ في علم الصوفية - مُحالٌ .
وعن ابْن أَبِي عَاصِمٍ قال: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمر العَلَوِيّ بِالبَصْرَةِ مَا كَانَ، ذَهَبَتْ كُتُبِي، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ، فَأَعدتُ عَنْ ظهر قلبِي خَمْسِيْنَ أَلف حَدِيْث، كُنْت أَمُرُّ إِلَى دُكَّانَ البَقَّال، فكُنْتُ أَكتبُ بضوءِ سِرَاجِه، ثُمَّ تَفَكَّرْت أَنِّي لَمْ أَستَأَذن صَاحِب السِّرَاج، فَذَهَبتُ إِلَى البَحْر فَغَسَلْتُه، ثُمَّ أَعدتُه ثَانياً. انتهى.
***/
شُيوخُه:
أَبُو الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيّ، وَعَمْرو بن مَرْزُوْقٍ، وَأَبُو عُمَرَ الحَوْضِي، وَمُحَمَّد بن كَثِيْر، وَمُحَمَّد بن أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيّ، وَشَيْبَان بن فَرُّوْخٍ... إلخ وَطَبَقَتهُم، وَيَنْزِلُ إِلَى طبقَة: أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، وَالإمامِ البُخَارِيّ صاحب الصحيح، وَيُكثر عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنِ كَاسِبٍ، وَهِشَام.
***/
تلامذته: حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنتُه أُمّ الضَّحَّاك عَاتِكَة، وَأَحْمَد بن جَعْفَرِ بنِ معبد، وَالقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ العَسَّال، وَمُحَمَّد بن إِسْحَاقَ بنِ أَيُّوْبَ، وَعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّدِ بنِ سِيَاهُ، وَأَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ عَاصِمٍ، وَأَحْمَد بن بُنْدَار الشَّعَّار، وَمُحَمَّد بن مَعْمَر بن نَاصِح، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَأَبُو بَكْرٍ القَبَّاب - وَهُوَ آخر أَصْحَابه وَفَاةً - وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الكِسَائِيّ.
***/
بعض مؤلفاته:
***/
وفاته: مَاتَ أَحْمَدُ بنُ عَمْرو سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِيْنَ، لَيْلَة الثُّلاَثَاء، لخمسٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيْعٍ الآخِرِ.
***/
جنازته المهيبة: عن تلميذه الحافظ أَبِي الشَّيْخ، قَالَ: حَضَرْتُ جِنَازَة أَبِي بَكْرٍ، وَشهدهَا مئتَا أَلفٍ مِنْ بَيْنِ رَاكبٍ وَرَاجلٍ!!
------------------------------------------------------------------------------- (1) انظر بتصرف شديد جدا: سير أعلام النبلاء للذهبي، تاريخ دمشق لابن عساكر، وتذكرة الحفاظ للسيوطي.
تنبيه مهم: هذه المقالة كتبها محُرِّرُ الموقع اجتهادًا منه ونصحًا لإ خوانه وبحسب ما أدى إليه فهمه واجتهاده، لذا فإن أي خطأ يتحمله المحرر وحْدَه، وفضيلة الشيخ الدكتور محمد الدبيسي عافاه الله تعالى ليست له علاقة به، والله الموفق. اللهم ارزقنا العمل بما علمتنا واجعله حجة لنا لا علينا.
-------------------------------------------------------------------------------
روابط ذات صلة :
******* آخر تحديث للصفحة:8 ذو القعدة 1434 _ 14-9-2013
|
|||||
الحقوق الفكرية محفوظة لـ : فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله