فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد الدبيسي حفظه الله
موقع غير رسمي يحتوي على المحاضرات الصوتية و كتب لفضيلة الشيخ

 

فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله /  مقالات  /  الترغيب في المشي إلى المساجد - سيما في الظُّلُم-  وما جاء في فضلها

 

ابحث داخل الموقع    

الرئيسية 

ترجمة الشيخ

ركن الصوتيات

مواعيد  الدروس

ركن الكتب

مختارات

ركن الملفات

ركن المقالات

إلي محرر الموقع

جديد الموقع

معلومات حول الموقع

 

 

                                                                                  

 

السلام عليكم. هذه الأحاديث أدناه دعوةٌ لنفسي أولًا ثم لإخواننا الكرام -  الذين يكسلون عن النزول للصلاة في المسجد  ويصلون في أماكن العمل ولو جماعة- بالنزول والمشي  للمسجد في كل صلاة لتحصيل الثواب العظيم الذي ذكرته الحديث. والله الهادي إلى ما يحب ويرضى.

 

قال تعالى:

{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ

الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ

نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)

 فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36)

  رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)

 لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

 

----------------------

 

تنبيه مهم:

 الترغيب في المشي إلى المساجد - سيما في الظُّلُم-  وما جاء في فضلها

 

 

 

 

(ملحوظة: نصوص الأحاديث أغلبها منقولةٌ بتصرفٍ كثيرٍ من "صحيح الترغيب والترهيب، وأحكام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى بين قوسين قبل كل حديث)

 

 

أولا: نصوص الأحاديث:

 

 

 

(منقول بتصرف كثير واختصار من صحيح الترغيب، اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه)

 

 

310 - ( صحيح )

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

« أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ » . قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ،  وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ،  فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ »

 

314 - ( صحيح )

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

« مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِى الْجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ»

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

 

- ( صحيح )

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« صَلاَةُ الرَّجُلِ فِى الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاَتِهِ فِى بَيْتِهِ وَفِى سُوقِهِ خَمْساً وَعِشْرِينَ ضِعْفاً ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلاَّ رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ ، فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّى عَلَيْهِ مَا دَامَ فِى مُصَلاَّهُ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ". وَلاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِى صَلاَةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ »

وفي رواية:  «"اللهم اغفرْ له.  اللهم تُبّ عليه" ما لم يؤذِ فيه، ما لم يحدثْ فيه »

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه باختصار

 

ومالك في الموطأ، ولفظُه:

«مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ خَرَجَ عَامِداً إِلَى الصَّلاَةِ فَإِنَّهُ فِى صَلاَةٍ مَادَامَ يَعْمِدُ إِلَى الصَّلاَةِ، وَإِنَّهُ يُكْتَبُ لَهُ بِإِحْدَى خُطْوَتَيْهِ حَسَنَةٌ وَيُمْحَى عَنْهُ بِالأُخْرَى سَيِّئَةٌ ، فَإِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ الإِقَامَةَ فَلاَ يَسْعَ فَإِنَّ أَعْظَمَكُمْ أَجْراً أَبْعَدُكُمْ دَاراً» . قَالُوا لِمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: قَالَ مِنْ أَجْلِ كَثْرَةِ الْخُطَا .

 

 

 

298 - ( صحيح )

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

« إِذَا تَطَهَّرَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ يَرْعَى الصَّلاَةَ كَتَبَ لَهُ كَاتِبَاهُ أَوْ كَاتِبُهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الْمَسْجِدِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ،  وَالْقَاعِدُ يَرْعَى الصَّلاَةَ كَالْقَانِتِ وَيُكْتَبُ مِنَ الْمُصَلِّينَ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِ » .

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط وبعض طرقه صحيح وابن خزيمة في صحيحه ورواه ابن حبان في صحيحه مفرقا في موضعين

 

299 - ( حسن )

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« مَنْ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ فَخَطْوَةٌ تَمْحُو سَيِّئَةً، وَخَطْوَةٌ تُكْتَبُ لَهُ حَسَنَةٌ ذَاهِباً وَرَاجِعاً » .

رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني وابن حبان في صحيحه.

 

عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

« مَنْ تَوَضَّأَ لِلصَّلاَةِ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ فَصَلاَّهَا مَعَ النَّاسِ أَوْ مَعَ الْجَمَاعَةِ أَوْ فِى الْمَسْجِدِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ » .

أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.

 

309 - ( صحيح )

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« كُلُّ سُلاَمَى عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ ، يُعِينُ الرَّجُلَ فِى دَابَّتِهِ يُحَامِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ ، وَدَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ »

رواه البخاري ومسلم

 

191 - ( صحيح )

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :

«إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ ، وَإِعْمَالُ الأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ يَغْسِلُ الْخَطَايَا غَسْلا »

رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

 

 

322 - ( حسن )

وعن سلمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من توضّأ في بيته فأحْسَنَ الوضوءَ، ثم أتى المسجدَ فهو زائر الله،  وحق على المَزُور أن يُكرم الزائرَ»

رواه الطبراني في الكبير بإسنادين أحدهما جيد

 

*******

 

315 - ( صحيح لغيره )

عَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِى الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث غريب

 

*******

 

324 - ( صحيح )

عن أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

« أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا،  وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا » .

رواه مسلم

 

 

*******

 

317 - ( صحيح لغيره )

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الله ليُضيء للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنور ساطع يوم القيامة»

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن

 

*******

  

320 - ( حسن )

عَنْ أَبِى أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

« مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّراً إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ،  وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لاَ يُنْصِبُهُ إِلاَّ إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ،  وَصَلاَةٌ عَلَى أَثَرِ صَلاَةٍ لاَ لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِى عِلِّيِّينَ» . تحفة 4899

رواه أبو داود من طريق القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة

 

*******

  

321 - ( صحيح )

وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

 

«ثَلاَثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ؛ إنْ عاش رُزِق وكُفِي، وإنْ مات أدخله الله الجنة:

من دخل بيته فسلم فهو ضامن على الله،

ومن خرج إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ ،

ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله»

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه

 

*******

  

  

 

- ( صحيح )

عَنْ أَبِى مُوسَى رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

« إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْراً فِى الصَّلاَةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيْهَا مَمْشًى فَأَبْعَدُهُمْ، وَالَّذِى يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإِمَامِ أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الَّذِى يُصَلِّيهَا ثُمَّ يَنَامُ » .

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

 

*******

  

- ( صحيح لغيره )

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«الأَبْعَدُ فَالأَبْعَدُ مِنَ الْمَسْجِدِ أَعْظَمُ أَجْراً »

رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم وقال حديث صحيح مدني الإسناد

 

 

*******

 

- ( صحيح لغيره موقوف )

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

(كَانَتِ الأَنْصَارُ بَعِيدَةً مَنَازِلُهُمْ مِنَ الْمَسْجِدِ،  فَأَرَادُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا فَنَزَلَتْ: { وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ } ، قَالَ: فَثَبَتُوا)

 

رواه ابن ماجه بإسناد جيد

 

*******

 

 

4 - ( صحيح )

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال:

قَالَ خَلَتِ الْبِقَاعُ حَوْلَ الْمَسْجِدِ،  فَأَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَنْتَقِلُوا إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُمْ :

« إِنَّهُ بَلَغَنِى أَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ الْمَسْجِدِ؟ » .

قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَرَدْنَا ذَلِكَ.

. فَقَالَ: « يَا بَنِى سَلِمَةَ:  دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ..  دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ » .

. فَقَالُوا:  مَا كَانَ يَسُرُّنَا أَنَّا كُنَّا تَحَوَّلْنَا .

رواه مسلم وغيرُه، وفي رواية له بمعناه وفي آخره :

« إِنَّ لَكُمْ بِكُلِّ خُطْوَةٍ دَرَجَةً»

 

*******

  

303 - ( صحيح )

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

لا يتوضأ أحدكم فيُحسن وضوءه فيُسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة إلَّا تبشش اللهُ إليه كما يتبشش أهل الغائب بطلعته

رواه ابن خزيمة في صحيحه

 

 

******* 

 

ثانيًا: شرح بعض الأحاديث:

 

 

 

 

من فوائد المشي إلى المساجد: محوٌ للخطايا  ورفعٌ للدرجات   وَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ

 

 

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

« أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا    وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» . قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .

قَالَ «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ،  وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ،  فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ »

أخرجه الإمام مسلمٌ وغيرُه.

 

شرح هذا الحديث المهمّ:

 

(أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا) من صُحف الحفظة (وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ) أي المنازلِ في الجنة، أو المرادُ رفع درجته في الدنيا بالذِّكر الجميل، وفي العُقبَى – أي الآخرة - بالثواب الجزيل (إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ) أي إتْمامُه وإكمالُه واستيعابُ أعضاءه بالغَسْل (عَلَى الْمَكَارِهِ) "المكاره" جَمْعُ مَكرهة؛ بمعنى الكره والمشقَّة؛ يعني إتمامٌه بإيصال الماء إلى مواضع الفرْض حال كراهةِ فِعْلِه؛ لشدَّةِ بردٍ، أو عِلَّةٍ يتأذَّى المرءُ معها بمسِّ الماء - ولكنْ من غير لحوق ضررٍ في عضو الوضوء بالعلة...

 

.(وَكَثْرَةُ الْخُطَا) جَمْعُ خُطْوَةٍ بِضَمِّ الْخَاءِ؛ وَهِيَ مَا بَيْنَ الْقَدَمَيْنِ،  وَكَثْرَتِهَا إِمَّا لِبُعْدِ الدَّارِ، أَوْ عَلَى سَبِيلِ تكْرَارِ الخطوات (إِلَى الْمَسَاجِدِ)

 

قال ابن سيد الناس : "وفيه أن بُعد الدار عن المسجد أفضل؛ فقد صرح به في قوله لبني سلمة وقد أرادوا أن يتحوَّلوا قريبًا من المسجد :  «يَا بَنِى سَلِمَةَ:  دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ »". رواه مسلم وغيرُه.

 

 (وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ) يعني أدَّي المرءُ صلاتَه ثُمَّ بعد ذلك يَنْتَظِرُ صَلَاةً أُخْرَى،  وَيُعَلِّقُ فِكْرَهُ بِهَا؛  بِأَنْ يَجْلِسَ فِي الْمَسْجِدِ أَوْ فِي بَيْتِهِ يَنْتَظِرُهَا، أَوْ يَكُونَ فِي شُغْلِهِ وَقَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِهَا.

 

(فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ) أي المرابطة؛ يعني العمل المذكور هو الـمُرابَطة لـمـنعه لاتّباع الشهوات فيكون جهادًا أكبر،  أو المرادُ أنه أفضل أنواع الرباط؛ كما يُقال: جهاد النفس هو الجهاد،  أي أفضل الجهاد، أو المراد أنه الرباط الممكِن المتيسَّر.

 

والمرابطة في الأصل هي ملازمة العدو، مأخوذة ٌمن الربط وهو الشد، والمعنى:  هذه الأعمال هي المرابطة الحقيقية؛ لأنها تسدّ طُرقَ الشيطان إلى النفس، وتقهر الهوَى وتمنعها عن قول الوساوس واتباع الشهوات، فيغلبُ بها جنودُ الله حزبَ الشيطان، وذلك هو الجهاد الأكبر ، إذ الحكمة في شرع الجهاد تكميل ميل الناقصين ومنعهم عن الفساد .

 

 وفي قوله (فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ) إتْيانه باسم الإشارة الدالة على بُعد منزلةِ المشار إليه في مقام العظيم،  

 

وفي روايةٍ عند غير مسلم:   (فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ.. فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ..  فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ) كرّرَه ثلاث مراتٍ اهتمامًا به وتعظيمًا لشأنه.

 

فوائد:

الرباط الملازمة؛ من قولك: ربطت الشئ، وبالانتظار ألزم المسلمُ نفسَه؛ فربط الصلاة بالصلاة المنتظرة بمراقبة دخول وقتها ليؤديها فيه،

 

 وأيُّ لزومٍ أعظمُ مِن هذا؟! فإنه يومٌ واحد مقسم على خمس صلوات؛ ما منها صلواتٌ يؤديها فيفرغ من أدائها إلا وقد ألزم نفسه مراقبة دخول وقت الأخرى، إلى وقت فراغ اليوم،  وثاني يوم آخر فلا يزال كذلك.  فما هناك زمانٌ إلا يكون فيه مراقبًا لوقت أداء صلاة فلذلك أكدّه بقوله ثلاثًا.  

 

فانظر إلى علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمور حيث أنزل كلَّ عملٍ في الدنيا منزلةً في الآخرة وعيَّن حُكمَه وأعطاه حقَّه، فذكر وضوءًا ومشيًا وانتظارًا، وذكر محْوًا ورفعَ درجةٍ ورِباطًا؛ ثلاثًا لثلاثٍ!  ومن هنا وأمثاله قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم إنه: أُوتي جوامع الكَلم.

 

 وهذه الخصال هي التي اختصم فيها الملأ الأعلى كما في خبر الترمذي.

 

انظر بتصرفٍ كثيرٍ واختصارٍ: «فيض القدير» للمناوي، و «مرقاة المفاتيح» للملا علي القاري.

 

*******

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« صَلاَةُ الرَّجُلِ فِى الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاَتِهِ فِى بَيْتِهِ وَفِى سُوقِهِ خَمْساً وَعِشْرِينَ ضِعْفاً ،

 

 وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلاَّ رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ ،

 

فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّى عَلَيْهِ مَا دَامَ فِى مُصَلاَّهُ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ".

وَلاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِى صَلاَةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ»

وفي رواية:  «"اللهم اغفرْ له.  اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ " ما لم يؤذِ فيه، ما لم يحدثْ فيه »

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي،  وابنُ ماجه باختصار

 

شرح الحديث:

(صَلاَةُ الرَّجُلِ) ومثلُه المرأة؛ حيث شُرع لها الخروج إلى الجماعة (فِى الْجَمَاعَةِ تزيد) في رواية البخاري: (تُضَعَّفُ) أي تُزاد (عَلَى صَلاَتِهِ فِى بَيْتِهِ وَفِى سُوقِهِ) منفردا (خَمْساً وَعِشْرِينَ ضِعْفاً) ..

 

وقضية الحديث: أن الصلاة بالمسجد جماعة تزيد على بيته وسوقه جماعة وفرادى.

قال ابن دقيق العيد : والذي يظهر أن المراد بمقابل الجماعة في المسجد الصلاة في غيره منفردا، لكنه خرج مخرج الغالب في أن من لم يحضر الجماعة في المسجد صلى منفردا قال : وبه يرتفع استشكال تسوية الصلاة في البيت والسوق.  وقال ابن حجر: «.. بل الظاهرُ أن التضعيفَ المذكور يختصُّ بالجماعة في مسجدٍ، والصلاةُ بالبيت مُطلقًا أولى منها بالسوق؛ لأن الأسواق محل الشياطينِ، والصلاةُ جماعةً ببَيْتٍ أو سُوقٍ أفضلُ من الانفراد» اهـ.

 

(ذَلِكَ) أي التضعيف المذكور سببه (أنّ أحدَكم) وفي رواية:  أحدهم  ( إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ) بأن أتَى بواجباتِه ومندوباتِه (ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لاَ يُخْرِجُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ) أي لا يخرجه إلا قَصدُ الصلاة المكتوبة في جماعة.. وإسناد الفعل للصلاة وجعلها هي الـمُخرِجة كأنّه لفرْطِ محافظتِه لها ورجائه ثوابها

 

(لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلاَّ رُفِعَتْ لَهُ بِهَا) أي بالخطوة (دَرَجَةٌ) أي منزلةٌ عاليةٌ في الجنة (، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّى عَلَيْهِ مَا دَامَ فِى مُصَلاَّهُ) وفي رواية: (فإذا دخل المسجد كان في صلاة) أي في ثواب صلاةٍ (ما كانت) وفي رواية للبخاري: ما دامتْ (الصلاةُ تَحْبِسُهُ) أي تمنعه من الخروج من المسجد.

 

 (وَتُصَلِّى الْمَلاَئِكَةُ عَلَيْهِ) أي تستغفر له (مَا دَامَ فِى مَجْلِسِهِ) أي مُدَّةَ دوام جلوسه في المحل (الَّذِى يُصَلِّى فِيهِ) أي في المكان الذي أوقعَ فيه الصلاةَ من المسجد، وقال ابن حجر : ولعله للغالب؛ فلو قام لبقعةٍ أخرى منه ناويًا انتظارَ الصلاةِ كان كذلك..

 

يقولون: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ) جملةٌ مُبينة لقوله "تصلي عليه"، (اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ) طلبتِ الملائكةُ له الرحمةَ من الله بعد طلب الغفران؛ لأنّ صلاةَ الملائكة على الآدمي استغفارٌ له (اللهم تُبّ عليه) أي وفّقه للتوبة وتقبَّلْها منه – وهذه الجملة الأخيرة ليست في البخاري ومسلم-،  وهذا موافق لقوله تعالى: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ }.. (ما لم يؤذِ فيه) أحدًا من الخَلق بيدٍ أو لسانٍ؛ فإنه كالحَدَث المعنوي، ومن ثَمّ أتبعَه بالحدث الظاهري فقال : (أو يُحْدِثْ فيه) ..قال ابن بطال : المراد بالحدث حدث الفرج، لكن يُؤخذ منه أن تجنُّبَ حدثِ اليد واللسان بالأولى؛ لأنهما أشدُّ إيذاءً.

 

 انظر بتصرفٍ كثيرٍ واختصارٍ: «فيض القدير» للمناوي.

 

 *******

 

من فوائد المشي إلى المساجد: المشي إليها مَشْيٌ إلى أحب البلاد إلى الله تعالى

 

 

عن أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

« أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا،  وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا » .

رواه الإمام مسلم في صحيحه (671)

 

شرح الحديث:

 

 

 (أَحَبُّ الْبِلاَدِ) أي أحب أماكن البلاد،  ويُمكن أن يُراد بالبلد مأوَى الإنسان (إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا) لأنها بيوتُ الطاعةِ والقرباتِ إلى الله تعالى،  وأساسُ التقوى، ومَحِلُّ تنزلات الرحمة.

 

وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى في فضل المساجد: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [النور: 36] الْآيَةَ،  وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « المِسجدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ.» - حسّنه لغيره الألباني في الترغيب (330).

 

 

 (وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا)  «الأسواق »جَمْع سُوقٍ، سُمِّيَتْ به لأن البضائع تُساق إليها،  وذلك – أي كَوْن الأسواق أبغضَ البلاد إلى الله- لأنها مواطنُ الغفلة والغش والحرص والفتن والطمع والخيانة والأيمان الكاذبة في الأعراض الفانية القاطعة عن الله تعالى ،

 

 وقال الطيبي : تسميةُ المساجد والأسواق بالبلاد خصوصًا تلميحٌ إلى قولِه تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ   وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا   كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} [الأعراف:58]  وذلك لأنّ زُوَّارَ المساجد {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور:37]، وقُصَّادَ الأسواق  - في أحيانٍ كثيرة – تغلب عليهم الغَفْلةُ والحرصُ والشَّرَهُ ، وذلك لا يَزيدُهم  إلا بُعْدًا من الله ومن أوليائِه،  ولا يُورِثهم إلا دنُوًّا من الشيطان وأحزابه؛ اللهم إلَّا مَن يغدو إلى طلب الحلال الذي يصون به عِرْضَه ودِينَه.

 

تنبيه:

الأسواق هي مملكةٌ وضعها الله لأهل الدنيا يتداولون فيها مِلْك الأشياء،  لكن أهل الغفلة إذا دخلوها تعلَّقت قلوبُهم بهذه الأسباب، فاتخذوها دولًا، فصارت عليهم فتنةً؛  فكانت أبغض البقاع من هذه الجهة،  وإلَّا فالسوق رحمةٌ من الله تعالى، جعله معاشًا لخَلْقه يذر عليهم أرزاقهم فيها من بلادٍ مختلفة،  لتوجد تلك الأشياء عند الحاجة،  ولو لم يكن ذلك لاحتاج كلٌ مِنَّا إلى تعلُّم جميعِ الحِرف والترحال إلى البلاد ليلًا ونهارا.

فوَضْعُ السوقِ نعمةٌ ورحمةٌ، لكنّ أهلَ الغفلة صدُّوا عن هذه الرحمة، ودَنَّسوا نفوسَهم بتعاطي الخطايا فيه، فصارت عليهم نقمةً،  وأمَّا أهل اليقين فهم وإنْ دخلوها قلوبُهم متعلقةٌ بتدبير الله، فسَلِمُوا من فِتَنِها،  ومن ثم كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يدخل السوق ويشتري ويبيع.

 

وَلِذَا قِيلَ: كُنْ مِمَّنْ يَكُونُ فِي السُّوقِ وَقَلْبُهُ فِي الْمَسْجِدِ لَا بِالْعَكْسِ. لكنّ الْجَمْعَ بَيْنَ الْقَلْبِ – أي قلب الإنسان المؤمن- وَالْقَالَبِ – أي الجسد-  فِي الْمَسْجِدِ أَكْمَلُ.

 

قال الطيبي : وإنما قَرَن  الحديث ُالمساجدَ بالأسواق مع وجود ما هو شرٌ من الأسواق من البقاع ليُقابل بين معنى الالتهاء عن الطاعاتِ ومعرفةِ الله تعالى وبين  والاشتغال بهما.

 

 

انظر بتصرّف كثيرٍ واختصار  «فيضَ القدير» للمناوي، و«مرقاةَ المفاتيح» للملا علي القاري.


 

( اللهم اجعل هذا العلم حُجَّةً لنا لا علينا، وارزقْنا العملَ به)

 

 

 -إلى أعلى الصفحة-

 

تنبيه مهم:  هذه المقالة نقلها وتصرّف فيها  محُرِّرُ الموقع  اجتهادًا منه ونصحًا لإ خوانه  وبحسب ما أدى إليه فهمه واجتهاده،  لذا فإن أي خطأ يتحمله المحرر وحْدَه، وفضيلة الشيخ  الدكتور محمد الدبيسي عافاه الله تعالى  ليست له علاقة به،  والله الموفق.  اللهم ارزقنا العمل بما علمتنا واجعله حجة لنا لا علينا.

 

**************

بحث في الموقع بواسطة محرك البحث العملاق جوجل:

 

روابط ذات صلة :

مقالة:  الترغيب في لزوم المساجد والجلوس فيها

 

 آخر تحديث للصفحة:6 رمضان 1432هـ، 6-8-2011

الحقوق الفكرية محفوظة لـ : فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله