فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله
موقع غير رسمي يحتوي على المحاضرات الصوتية و كتب لفضيلة الشيخ

فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله /   كتاب :حال المؤمنين في شعبان

 

 

 

 

 ... قد أَزِفَ شعبان، وهو شهر له خصوصيته عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وله تعظيمه الذي ينبغي على المؤمنين أن يُعَظِّموه مثلما عَظَّمه النبي صلى الله عليه وسلم .

وذلك التعظيم من النبي صلى الله عليه وسلم كان له سببان :

 الأول: أن رمضان موسم المغفرة، وينبغي على كل أحد -يريد الله تعالى، والدار الآخرة- أن يهتم لهذه المغفرة، وأن يبذل لها وسعه.

وذلك لما هيأ الله تعالى فيه من أسباب الرحمة والمغفرة والرضوان والعتق من النار.

فقد قال صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ".

وقال : " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .

وقال : " إن فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرمها حرم الخير كله ".

وزاد: " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ".

وقد أعان المؤمنين على تحقيق ذلك بقوله: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين، ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر.

ومن ثم  لم يكن عذر حينئذ لأحد فقال : من أتى عليه رمضان فلم يغفر له أبعده الله أدخله النار قل آمين فقلت آمين .

والثاني : تعمير أوقات غفلة الناس بالطاعة والمجاهدة عليها فعلاوة على فوائدها المذكورة بعد فإن بالطائعين يدفع عن غيرهم ، وبهم يرفع البلاء في تلك الأوقات .

فكان "شعبان" هو المُقَدِّمَةَ لتلك المغفرة التي ينبغي أن يستعد المؤمنون لها الاستعداد الجيدَ -الذي طالما قصَّر فيه المؤمنون- وقالوا قولهم المعتاد الذي نسمعه كل عام بعدما خرجوا من رمضان كما دخلوا فيه 

إن شاء الله! من العام المُقْبِل سوف نحاول، وسوف نبدأ، وسوف نُعِدُّ أنفسنا من أول يوم، وسوف لا يضيع علينا "رمضان" كما ضاع،

وكذا، وكذا مما نسمع من هذه الأماني، وتلك العهود التي يُعَاهِدُ المؤمنون ربهم، أو أنفسهم أن يتحققوا بها، وأن يلتزموا بمقتضاها، وأن يُوَفُّوا بها لله تعالى.. ثم يعودوا سيرتهم الأولى السيئة المعلومة !

فكم من قائل إنه سيبدأ وسيحاول ، ثم تغلبه نفسه أو يغلبه شيطانه ، وينقضي رمضان كما انقضى في السنين الماضية

لذلك:

وكان أول ما ينتظره المؤمنون من هذا الشهر هو الإعداد لرمضان كموسم من مواسم المغفرة، فإنهم يعلمون إنهم إن لم يستعدوا لهذا الشهر كما كان حال النبي r وأصحابه، فإنَّ رمضان سينقضي عليهم كما انقضى غيره من قبل ، ويخرجون منه بالحسرة، ويخرجون منه بالحزن والألم، ويخرجون منه على الحال التي لا يمكن أن تتحقق بها المغفرة كما قال صلى الله عليه وسلم فيها  ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))

فَمَنْ الذي أحسَّ بهذه المغفرة بعد رمضان؟

وأحسَّ بهذا العتق من النار بعد رمضان؟

وأحسَّ برحمة الله تعالى تنزل عليه فينتقل مما هو فيه إلى الحال الحسن، وإلى استقامة أشد على طريق الله تعالى؟

....
 

 

 

 

رابط تحميل كتاب حال المؤمنين في شعبان الطبعة الثالثة من موقع صيد الفوائد جزا الله القائمين عليه خيرا.

 

الحقوق الفكرية: فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله