فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله
موقع غير رسمي يحتوي على المحاضرات الصوتية و كتب لفضيلة الشيخ

فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله / ركن المقالات  / أجمل النسمات من مقالات الأشهر المعلومات/ حال المؤمنين بعد الخروج من رمضان.

 

 

منقول (

 

حال المؤمنين بعد الخروج من رمضان

 

في هذه المقالة النقاط التالية:

أهمية حال المؤمنين بعد  الخروج  من رمضان:

حال المؤمنين اليوم بعد رمضان

 أحوال  الصالحين الربَّانيّين

 

 

أهمية حال المؤمنين بعد  الخروج  من رمضان:

 

 

وحال الخروج من رمضان قضية مهمة وخطيرة لارتباطها بأمرين :

الأمر الأول:  بعد انتهاء الموسم العظيم الذي فتحه الله تعالى بالفرص العظيمة لأهل الإيمان ليتحققوا فيه بالمغفرة والعتق من النار، وصار الناس فريقين، الأول فاز بالمغفرة والرحمة والعتق من النار وأخذ في السير في طريق الله تعالى وصار يسأل: كيف يحافظ المرء على هذه الأحوال التي قد حصل في رمضان وكيف يشكر ربه على ما كان من رحمة ومغفرة ؟ والثاني على خلاف الأول لم يحصل شيئا وخرج خائبا وصار كذلك يسأل كيف يعاود طريقه إلى الله تعالى مرة أخرى ؟

الأمر الثاني:  بعد رمضان ما تزال نعم الله تعالى تتوالى على المؤمنين بفتحه لهم أيام البر وموسم الحج إذ أنه من أعظم مواسم المغفرة، والناس فيه على ضربين:

الضرب الأول : الذي حصل المغفرة في رمضان فأتت هذه المواسم لتكون زادًا يتزود فيه من الطاعات وليتمكن من شكر الله تعالى على مافتح عليه.

والضرب الثاني: فهو الذي لم يحصل تلك المغفرة في رمضان فأتت كذلك تلك المواسم ليلتحق بركب السائرين في طريق الله تعالى وليتمكن من تعويض ما فات من الطاعات. ففتح الله تعالى هذه المواسم لكلا الفريقين ليغفر لهم ويرحمهم وتكون سببًا في عتقهم من النار؛ وكذلك فتحت هذه المواسم لتتحقق بها أشواق أهل الأيمان للوصول لبيت الله تعالى تمهيداً لرؤية الرب في الميعاد المضروب يوم يقوم الناس لرب العالمين .

فجائت هذه المقالات  بتوضيح علامات السائرين في طريق الله تعالى، وتبيين السبيل الذي ينبغي على أهل الأيمان أن يسلكوه في الأشهر المعلومات ولتشير لتلك المعالم المضيئة التي تعين السائرين على الاستقامة في طريق الله وعدم النكوص أو الانحراف.

واعلم أن ذلك كله لا يمكن تحقيقه إلا بالاستعانة بالله تعالى والارتكان إلى قوته والتوكل عليه والتضرع إليه سبحانه وتعالى ألا يكلنا إلى أنفسنا.

 

حال المؤمنين اليوم بعد رمضان

قبل رمضان وقفنا عند مفترق الطرق إلى الله تعالى، فإما أن يسير أهل الإيمان في طريق المجاهدة الموصل إلى المغفرة وإلى محبة الله تعالى، وإما أن يكون مصيرهم الاستبدال فيأتي الله تعالى بغيرهم أكثر محبة له وطاعة له وبذلا له جل وعلا .

وأشرنا إلى أن الله تعالى قد فتح رمضان لتحقيق المغفرة، ولتحقيق أسباب العتق من النار؛ وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «رَغِمَ أنف امرئٍ أتى عليه رمضان فلم يغفر له، خاب وخسر من أتى عليه رمضان فلم يغفر له، أبعده الله، قل: آمين، قلت: آمين، أدخله النار، قل : آمين، قلت : آمين» ([1]) ، لئلا يكون للناس على الله تعالى حجة بعد ذلك، فإذا ما أهملوا هذه الفرصة وتركوها ولم يتحققوا بأسبابها، ولم يأخذوا في أهبتها، فليس لهم عذر عند الله تعالى.

والسؤال الآن:  تراهم قد خرجوا مغفورًا لهم ؟

تراهم قد خرجوا عتقاء من النار ؟

تراهم قد خرجوا من رمضان وقد ظهرت عليهم آثار الرحمة، وآثار المغفرة، وآثار العتق من النار  وآثار التوبة، وصاروا خلقًا جديدًا أحب إلى الله، وأقرب إليه، وأسرع إلى مرضاته، قد علاهم الخشوع والخضوع والإقبال على الحق، والاستعداد للقاء الله جل وعلا؟

أم أنهم قالوا : لم يحدث ذلك، وإن شاء الله في رمضان القادم سنبدأ من أوله، وسنحاول، وسنجاهد وسنواصل، وسنفعل وسنفعل ؟!

تراهم قد أخذوا هذه الفرصة من الله تعالى بالفرحة والإقبال والجد والعزم وبذلوا فيها وقتهم وجهدهم ومالهم وصحتهم وفراغهم ليحققوا أسباب المغفرة، فإنهم لو بذلوا الدنيا وما فيها وجهدهم ومالهم ووقتهم وعمرهم ليحصلوا المغفرة  كان ذلك قليلاً؛ تراهم قد حصلوا ذلك ؟!

 هذا هو مفترق الطرق .

ومحل السؤال اليوم .. هل سرنا في هذا الطريق الذي حدده الله تعالى وأمر به، أو أن هذه الطرق قد تشتت بنا، ورجع من رجع، وتكاسل من تكاسل، وسوَّف من سوَّف، ثم انتظر أن يأتي رمضان الجديد ؟

هذا هو السؤال الذي ينبغي أن يسأله المرء نفسه، فيعلم أنه إما قد سار في الطريق الذي وقفنا فيه، أم أنه قد تراجع عنه ؛ لأنه ليس هناك أحد يقف في طريق الله تعالى؛ إما أن يتقدم إلى الله، وإما أن يتأخر؛ إما سائرون إليه مسارعون له متنافسون في الوصول إلى مرضاته، أو  مقبلون على الدنيا آخذون بأسبابها راكنون إلى الشهوات والملذات، منشغلون بالولد والمال وتحصيل الفاني الزائل الذي سرعان ما يموت المرءُ وينتقل عنه.

لو كان ذلك كما ندعي ونزعم فلابد أن نقول: إن الطريق الذي قد اخترناه له علامات ينبغي أن يراها المرء فى نفسه؛ هل سار في طريق الله تعالى حقًا ، وسلك سبيله، وظهرت عليه آثاره؟  أو أنه لم يبدأ في هذا الطريق بعد، وينتظر هذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم: «وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ » ([1]).

 

ويسأل السائل ما هي أحوال هؤلاء الصالحين الربَّانيّين الذي سلكوا هذا  الطريق وتحققوا بهذه العلامات؟

والجواب: أن لهؤلاء الصالحين أحوالًا طيبةً كثيرة، نذكر منها:

    الحال الأول: شُكر الله تعالى

    الحال الثاني: محبة الله تعالى

   الحال الثال: .قِصَرُ الأَمَلِ في الدنيا والميل إلى الآخرة.

وسنُضيف من وقت لآخر إن شاء الله تعالى مقالاتٍ  تُبين أحولًا أخرى من أحولهم الطيبة تلك حتى نتأسى بهم.

 

المقالة التالية: الحال الأول: شُكر الله تعالى

 


 

(1) أخرجه الترمذي (3545 ) وقال: "حديث حسن غريب", وابن حبان في صحيحه (3/189)  قال الشيخ شعيب في التحقيق: (إسناده صحيح على شرط مسلم) اهـ , كلاهما يرويه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. قال المنذري: (رَغِمَ - بكسر الغين المعجمة - أي لصق بالرغام وهو التراب ذلًا وهوانًا,  وقال ابن الأعرابي:  هو بفتح الغين  ومعناه: ذل) اهـ من الترغيب (ح:2596)  .

 

 

_________________________________________

روابط ذات صلة :

مجموعة مقالات: أَجْمَلُ النَّسِمَاتِ من مقالات الأَشْهُرِ المَعْلُومَاتِ  

 

ملف "أحوال أهل الإيمان في الأشهر المعلومات"

________________________________________________________________________________________________________________

تنبيه هام : هذه المقالات  استخرجها محررو الموقع  -بحسب ما أدى إليه فهمهم واجتهادهم  - من  كتاب ماذا بعد رمضان - الطبعة الثالثة , وقد تم التصرف فيها كثيرا لتبسيطها ولكي تتلاءم مع طبيعة مقالات الإنترنت وحتى يستفاد إخواننا من بعض الدرر التي يحتويها  ذلك الكتاب , لذا فإن أي خطأ يتحمله المحررون وحدهم ,  وفضيلة الشيخ عافاه الله تعالى  ليست له علاقة به , ولا تنس أخي الكريم أن  أصل الكتاب  تفريغ لخطب صوتية  ,  لذا فإن أسلوب الاستطراد غالب عليه , وأصل الكتاب منشور على الإنترنت (الطبعة الأولى فقط) , فارجع إليه إن شئت للاستفادة,  والله الموفق.

 

الحقوق الفكرية: فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله