فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد الدبيسي حفظه الله
موقع غير رسمي يحتوي على المحاضرات الصوتية و كتب لفضيلة الشيخ

 

فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله /  مقالات /مجموعة مقالات: أَجْمَلُ النَّسِمَاتِ من مقالات الأَشْهُرِ المَعْلُومَاتِ  / مقالة:  الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات

 

 

ابحث داخل الموقع    

الرئيسية 

ترجمة الشيخ

ركن الصوتيات

مواعيد  الدروس

ركن الكتب

مختارات

ركن الملفات

ركن المقالات

إلي محرر الموقع

جديد الموقع

معلومات حول الموقع

 

 

                                                                                                      

 

 

 

 الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات

 

هذه بعض الأحاديث النبوية الشريفة اخترتُها لكم بتصرف كثيرٍ من كتاب صحيح الترغيب والترهيب، أٌنبّه بها نفسي أولا وإخواني بأهمية وفضل الحج والعمرة، مع شرحٍ مختصر جدًا لبعض الأحاديث.

 

 وجمع هذه المقالة: محررُ (مشرف) الموقع. وقد نقحتُ جزءًا كبيرًا من المقالة في 14-10-2012، وإن شاء الله سأستكمل تنقيحها بعد ذلك، والله المستعان.

 

 

/******************/

 

 

من فضائل  الحج والعمرة -1- الحجُّ الخالي من الرفث والفسوق ثوابُه: غفرانُ الذنوب جميعًا؛ كمَن ولدتْه أُمُّه:

 

عن أبي  هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

 

 « مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ » .

 

 

أخرجه الإمامان  البخاري (1521) واللفظ له، ومسلم (1350)

 

 

/*********/

 

من فضائل  الحج والعمرة -2: - الحجُّ من أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله ورسوله ، والجهاد:

 

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه – قَالَ:

 

سُئِلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: أَىُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟

 

قَالَ: « إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ » .

 

قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟

 

 قَالَ: « جِهَادٌ فِى سَبِيلِ اللَّهِ » .

 

قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟

 

 قَالَ: « حَجٌّ مَبْرُورٌ » .

 

 

أخرجه الإمامانِ  البخاري (1519) ومسلم (185) في صحيحيهما

 

تعليق موجَز على الحديث:

 

 (حَجٌّ مَبْرُورٌ) أَيْ مَقْبُولٌ؛ قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ: "بَرَّهُ" أَيْ أَحْسَنَ إِلَيْهِ،  يُقَالُ بَرَّ اللَّهُ عَمَلَهُ،  أَيْ قَبِلَهُ؛ كَأَنَّهُ أَحْسَنَ إِلَى عَمَلِهِ بِقَبُولِهِ،

 

 وَقِيلَ:  أَيْ حجٌّ مُقَابَلٌ بِالْبَرِّ؛ وَهُوَ الثَّوَابُ، أَوْ هُوَ الحج الَّذِي لَمْ يُخَالِطْهُ شَيْءٌ مِنَ الْمَآثِمِ.

 

 وَفِي الدُّرِّ لِلسُّيُوطِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ: أَخْرَجَ الْأَصْبَهَانِيُّ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَا الْحَجُّ الْمَبْرُورُ؟  قَالَ أَنْ يَرْجِعَ زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا رَاغِبًا فِي الْآخِرَةِ اهـ.

 

انظر- بتصرف واختصار: مرقاةالمفاتيح، للملا علي القاري.

 

****/

 

وللمزيد من معرفة المعاني المتعلقة بالبرّ في الحج؛ راجع مقالة : معاني البِرّ، وهي مقالة ماتعة مستخَرجة من أحد كتب فضيلة الشيخ د/ محمد الدبيسي حفظه الله تعالى.

 

 

/*********/

 

من فضائل  الحج والعمرة -3: - الحجُّ المبرور ليس له جزاء إلا الجنة:

 

 عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

 

 « الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ » .

 

رواه الإمامانِ: البخاري (1773) ومسلم (1349) في صحيحَيْهِما

 

 

****

 

 وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

 

 « الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ » .

 

 قَالُوا: يَا نَبِىَّ اللَّهِ! مَا الْحَجُّ الْمَبْرُورُ؟

 

 قَالَ « إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَإِفْشَاءُ السَّلاَمِ » .

 

 

قال المنذري في الترغيب (رواه أحمد والطبراني في الأوسط بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي والحاكم مختصرا وقال صحيح الإسناد)، وصحَّحه الألباني لغيره في صحيح الترغيب (1104)

 

/*********/

 

 

من فضائل  الحج والعمرة -4: - الحجُّ يَهْدمُ ما قبله:

 

 

 

 عَنِ ابْنِ شَمَاسَةَ الْمَهْرِىِّ قَالَ: 

 

حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِى سِيَاقَةِ الْمَوْتِ، فَبَكَى طَوِيلاً وَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْجِدَارِ، فَجَعَلَ ابْنُهُ يَقُولُ:  يَا أَبَتَاهُ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِكَذَا؟ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِكَذَا؟

 

قَالَ: فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ . فَقَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ مَا نُعِدُّ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ. إِنِّى قَدْ كُنْتُ عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلاَثٍ؛

 

 لَقَدْ رَأَيْتُنِى وَمَا أَحَدٌ أَشَدَّ بُغْضاً لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنِّى، وَلاَ أَحَبَّ إِلَىَّ أَنْ أَكُونَ قَدِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ، فَلَوْ مُتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ!!

 

 فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الإِسْلاَمَ فِى قَلْبِى: أَتَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلأُبَايِعْكَ . فَبَسَطَ يَمِينَهُ - قَالَ - فَقَبَضْتُ يَدِى . قَالَ « مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟! » .

 

قَالَ: قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ . قَالَ « تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟ » . قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِى .

 

 قَالَ « أَمَا عَلِمْتَ: أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟» .

 

 وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَىَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ أَجَلَّ فِى عَيْنِى مِنْهُ، وَمَا كُنْتُ أُطِيقُ أَنْ أَمْلأَ عَيْنَىَّ مِنْهُ إِجْلاَلاً لَهُ؛ وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَهُ مَا أَطَقْتُ لأَنِّى لَمْ أَكُنْ أَمْلأُ عَيْنَىَّ مِنْهُ!!

 وَلَوْ مُتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ وَلِينَا أَشْيَاءَ مَا أَدْرِى: مَا حَالِى فِيهَا؟

 

 فَإِذَا أَنَا مُتُّ: فَلاَ تَصْحَبْنِى نَائِحَةٌ وَلاَ نَارٌ، فَإِذَا دَفَنْتُمُونِى فَشُنُّوا عَلَىَّ التُّرَابَ شَنًّا، ثُمَّ أَقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِى قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا حَتَّى أَسْتَأْنِسَ بِكُمْ وَأَنْظُرَ: مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّى؟

 

أخرجه الإمام مسلمٌ (192) في صحيحه.

 

 

تعليق موجز على الحديث:

 

 

 قوله: (أَمَا عَلِمْتَ: أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ) من الكفر والمعاصي، أي يُسقط ويمحو أثرَه ويرفع خبره (وَأَنَّ الْهِجْرَةَ) من أرض الكفر إلى بلاد الإسلام (تَهْدِمُ ) أي تمحو، والمراد بالهجرة ما كان قبل الفتح (مَا كَانَ قَبْلَهَا) من الخطايا المتعلقة بحق الحقِّ  سبحانه و تعالى من العقوبات، أمَّا الحق المالي كزكاةٍ وكفارةِ يمينٍ ففي سقوطها خلافٌ بين العلماء،

 

 (ووَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ) الحُكم فيه - أي في الحج-  كحكم سابقيه - يعني الإسلام والهجرة-  لكن ورد في خبرٍ أنه - أي الحج - يُكفِّر حتى الدماءَ والمظالمَ، أخذ به جمعٌ من العلماء.

 

وإنما ذكر الهجرة والحج مع الإسلام تأكيدًا في بشارته،  وترغيبًا في مُتابعته،  وفيه عظمُ موقعِ كلٍ من الثلاثة، وأن كل واحد بمفرده يُكفر ما قبله.

 

انظر بتصرف كثير جدا: فيضَ القدير للمناوي رحمه الله تعالى.

 

 

/*********/

 

 

من فضائل  الحج والعمرة -5: - الحجُّ جهادٌ لا شوكة فيه:

 

عَنِ الْحُسَيْنِ بن عَلِيًّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، قَالَ :

 

جَاءَ رَجُلٌ إِلَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنِّي جَبَانٌ ، وَإِنِّي ضَعِيفٌ؟

 

 قَالَ :

« هَلُمَّ إِلَى جِهَادٍ لا شَوْكَةَ فِيهِ: الْحَجُّ»

 

 

رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وقال المنذري في الترغيب عن إسناد الطبراني: (رواته ثقات)، وصحَّحه الألباني في صحيح الترغيب (1098).

 

 

/*********/

 

من فضائل  الحج والعمرة -6: - الحجُّ المبرور: أحسنُ الجهاد وأجمله

 

َ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - رضى الله عنها - قَالَتْ:

 

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نَغْزُوا وَنُجَاهِدُ مَعَكُمْ؟

 

 فَقَالَ: « لَكُنَّ أَحْسَنُ الْجِهَادِ وَأَجْمَلُهُ: الْحَجُّ؛ حَجٌّ مَبْرُورٌ » .

 

فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَلاَ أَدَعُ الْحَجَّ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .

 

 

رواه البخاري (1861)

 

 

/*********/

 

من فضائل  الحج والعمرة -7: - الحجُّ جهادٌ لا قتال فيه للنساء والكبير والضعيف:

 

 

 عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:

 

 قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ؟

 

 قَالَ « نَعَمْ عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لاَ قِتَالَ فِيهِ: الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ ».

 

أخرجه النسائي (2901)، وصحّّحه الألباني في صحيح الترغيب (1099)

 

 

****

 

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه  عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

 

 «جِهَادُ الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَرْأَةِ: الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ »

 

رواه النسائي (2626)، وحسّنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب (1100)

 

 

2902

 عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

 

 «الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ»

 

أخرجه ابن ماجه (2902)،  وحسّنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب (1102)

 

 

 

/*********/

 

 

من فضائل  الحج والعمرة -8: - مَن حجّ واعتمر وفعلَ الأشياء التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث التالي فهو: مسلم.

 

 

 وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في سؤال جبرائيل عليه السلام إياه عن الإسلام فقال:

 

 الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله،  وأن تقيم الصلاة،  وتؤتي الزكاة،  وتحج وتعتمر ،

 

 وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء،  وتصوم رمضان،

 

 قال:  فإذا فعلتُ ذلك فأنا مسلم؟

 قال: نعم ، قال: صدقت

قال المنذريفي الترغيب: (رواه ابن خزيمة في صحيحه وهو في الصحيحين وغيرهما بغير هذا السياق)، وصحَّحه الألباني في صحيح الترغيب (1101)

 

 

 

/*********/

 

 

من فضائل  الحج والعمرة -9: - الحجة البرَّة تَفْضُلُ سَائِرَ الْعَمَلِ؛ كَمَا بَيْنَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا

 

 

عن مَاعِزٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم:

 

 أَنَّهُ سُئِلَ: أَىُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟

 

 قَالَ: «الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، ثُمَّ الْجِهَادُ، ثُمَّ حَجَّةٌ بَرَّةٌ تَفْضُلُ سَائِرَ الْعَمَلِ؛ كَمَا بَيْنَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا» .

 

 

أخرجه الإمام  أحمد في مُسنده (4/342 ميمنية)، قال المنذري في الترغيب: (ورواة أحمد إلى ماعز رواة الصحيح، وماعز هذا صحابي مشهور غير منسوب). وقال الشيخ شعيب في تحقيق المسند: (حديث صحيح وهذا إسناد اختلف فيه على أبي مسعود الجريري)، والحديث صحَّحه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب (1103)، وقال في الحاشية عن راوي الحديث ماعز رضي الله عنه: (وليس هو ماعز بن مالك الذي رُجِم في زمانه صلى الله عليه وسلم كما نبَّه عليه الناجي).

 

 

 

تعليق موجز على الحديث:

 

قوله: (ثم حجة برّة ) أي مبرورةٌ؛ يعني مقبولةٌ، أو لم يخالطها إثمٌ، أو لا رياءَ فيها فإنها ( تفضل سائر الأعمال ) أي ما عدا ما قبْلها بدليل الترتيب بـ "ثُمّ" على ما يأتي،

 

 ( كما بين مطلع الشمس إلى مغربها ) عبارة عن المبالغة في سموها على جميع أعمال البرّ.

 

ملحوظة: قدّم الجهادَ وليس بركنٍ على الحج - وهو ركنٌ - لقصور نفع الحج غالبا على فاعله، وتعدّى نفعِ الجهاد،  أو كان الجهاد إذ ذاك فرض عين وكان أهمَّ.

 

انظر بتصرف: التيسير َ شرح الجامع الصغير للمناوي.

 

 

 

/*********/

 

 

من فضائل  الحج والعمرة -10: - الحج والعمرة ينفيان الفقرَ والذنوب، لذلك يُستَحب المتابعة بينهما:

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

 

 « تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِى الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ،

 

وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ» .

 

أخرجه الترمذي (810) وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ)، وقال الألباني في صحيح الترغيب (حسنٌ صحيحٌ)

 

 

 

تعليق موجز على الحديث:

 

قوله: (تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ) أي ائتُوا بكل منهما عقب الآخر، بحيث يظهر الاهتمام بهما وإن تخلل بينهما زمنٌ قليل،

 

 (فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ) لخاصيةٍ علِمَها الشارعُ؛ أو لأنّ الغِنَى الأعظمَ هو الغِنَي بطاعة الله تعالى

 

(كَمَا يَنْفِى الْكِيرُ)  وَهُوَ مَا يَنْفُخُ فِيهِ الْحَدَّادُ لِاشْتِعَالِ النَّارِ لِلتَّصْفِيَةِ  (خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّة) أَيْ وَسَخَهَما. مثَّل  صلى الله عليه وسلم بهذا المثل تحقيقًا لانتفاء الفقر والذنوب،

 

 (وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ) أي المقبولةِ،  أو التي لا يشوبها إثمٌ (ثَوَابٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ) أي لا يُقتصَر لصاحبها من الجزاء على تكفير بعض ذنوبه،  بل لا بُدَّ من دخوله الجنة

 

 

انظر بتصرف كثير جدا: فيضَ القدير للمناوي رحمه الله تعالى، وتحفةَ الأحوذي للمباركفوري.

 

 

 

 

/*********/

 

 

 

من فضائل  الحج والعمرة -11: ما تَرْفعُ إِبلُ الحاجِّ رِجْلًا ولا تضعُ يدًا إلا كتبَ اللهُ له بها حسنةً، أو محا عنه سيئةً،  أو رفع بها درجةً:

 

 وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

 

 

 «ما تَرْفعُ إِبلُ الحاجِّ رِجْلًا ولا تضعُ يدًا إلا كتبَ اللهُ له بها حسنةً، أو محا عنه سيئةً،  أو رفع بها درجةً»

 

رواه البيهقي  في الشعب، وحسّنه الألباني في صحيح الترغيب (1106)

 

 

 

/*********/

 

من فضائل  الحج والعمرة -12: الحجاجُ والعُمَّارُ وفْدُ اللهِ؛ دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم:

 

 

 وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 

«الحجاجُ والعُمَّارُ وفْدُ اللهِ؛ دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم»

 

قال المنذري (رواه البزار ورواته ثقات) ، وحسّنه الألباني لغيره في صحيح الترغيب (1107)

 

 

***

 

وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

 

 « الْغَازِى فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللَّهِ ؛ دَعَاهُمْ فَأَجَابُوهُ،  وَسَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ » .

 

 رواه ابن ماجه (2893) واللفظ له، وحسّنه الألباني  في صحيح الترغيب (1108)

 

 

 

 

/*********/

 

 

 

1110(صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 

استمتعوا بهذا البيت؛ فقد هُدم مرتين، ويُرفع في الثالثة.

رواه البزار والطبراني في الكبير وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد

قال ابن خزيمة: قوله "ويرفع في الثالثة" : يريد بعد الثالثة

 

 

/*********/

 

1111(حسن لغيره) وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 تعجلوا إلى الحج- يعني الفريضة.

رواه أبو القاسم الأصبهاني

 

 

/*********/

 

وعن  ابن عمر رضي الله عنهما قال:

 

 كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد منى،  فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا:  يا رسول الله جئنا نسألك ، فقال:  إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت،  وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت،  

فقالا:  أخبرنا يا رسول الله،  فقال الثقفي للأنصاري:  سَلْ،  فقال:  أخبرني يا رسول الله،

 

 

 فقال:  جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهم، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن نحرك وما لك فيه مع الإفاضة،

 

  فقال: والذي بعثك بالحق لَعَنْ هذا جئت أسألك!

 

 

قال: فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحا عنك خطيئة ،

 

وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل عليه السلام،

 

 وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة،

 

 وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول: عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي،  فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرته،  أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له،

 

 وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات،

 

 وأما نحرك فمذخور لك عند ربك،

 

 وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة،

 

 وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك؛ يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول: اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى.

 

قال المنذري: (رواه الطبراني في الكبير والبزار واللفظ له وقال: وقد روي هذا الحديث من وجوه ولا نعلم له أحسن من هذا الطريق، قال المملي رضي الله عنه: وهي طريق لا بأس بها رواتها كلهم موثقون ورواه ابن حبان في صحيحه ويأتي لفظه في الوقوف إن شاء الله تعالى آخر الترغيب في الوقوف)، وحسنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب (1112)

 

 

/*********/

 

 قال المنذري: ورواه الطبراني في الأوسط من حديث عبادة بن الصامت وقال فيه:

 

فإن لك من الأجر إذا أممت البيت العتيق ألا ترفع قدما أو تضعها أنت ودابتك إلا كتبت لك حسنة ورفعت لك درجة ،

 

وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل يقول لملائكته : يا ملائكتي ما جاء بعبادي؟  

 

قالوا: جاؤوا يلتمسون رضوانك والجنة،  فيقول الله عز وجل:  فإني أشهد نفسي وخلقي أني قد غفرت لهم ولو كانت ذنوبهم عدد أيام الدهر وعدد رمل عالج ،

 

وأما رميك الجمار قال الله عز وجل: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }

 

وأما حلقك رأسك فإنه ليس من شعرك شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا يوم القيامة،

 

 وأما طوافك بالبيت إذا ودعت فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك

 

وحسنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب (1113)

 

 

/*********/

 

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 

 من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة،

 

 ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة،

 

 ومن خرج غازيا فمات كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة.

 

قال المنذري: (رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق وبقية رواته ثقات)، وصحّحه لغيره الألباني في صحيح الترغيب (1114)

 

/*********/

 

1115(صحيح) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

 بينا رجل واقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة إذ وقع عن راحلته فأقصعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 اغسلوه بماء وسدر ، وكفنوه بثوبيه ولا تخمروا رأسه ، ولا تحنطوه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا

رواه البخاري ومسلم وابن خزيمة،

 

 وفي رواية لهم:

 أن رجلا كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فوقصته ناقته وهو محرم فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيب،  ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا

وفي رواية لمسلم:

 فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن: يغسلوه بماء وسدر وأن يكشفوا وجهه - حسبته قال -  ورأسه فإنه يُبعث وهو يهلّ.

 

"وقصته ناقته" معناه:  رمته ناقته فكسرت عنقه،وكذلك فأقصعته.

 

 

 

 آخر تحديث للصفحة: 14-10-2012

 

 

 

 

 

 

روابط ذات صلة :

مجموعة مقالات: أَجْمَلُ النَّسِمَاتِ من مقالات الأَشْهُرِ المَعْلُومَاتِ  

ملف "أحوال أهل الإيمان في الأشهر المعلومات"

 

بحث في الموقع بواسطة محرك البحث العملاق جوجل:

 

 

 

 

الحقوق الفكرية محفوظة لـ : فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله