فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد الدبيسي حفظه الله
موقع غير رسمي يحتوي على المحاضرات الصوتية و كتب لفضيلة الشيخ

 

 

ابحث داخل الموقع    

الرئيسية 

ترجمة الشيخ

ركن الصوتيات

مواعيد  الدروس

ركن الكتب

مختارات

ركن الملفات

ركن المقالات

إلي محرر الموقع

جديد الموقع

معلومات حول الموقع

 

 

 فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله / ركن الكتب/ كتب فضيلة الشيخ التي تم تشرها على الإنترنت

 
 

أولًا: الكتب النهائية

 

1

   حال المؤمنين في رمضان  

... ها قد هَلَّ رمضانُ هذا العام ـ نرجو الله تعالى أن يغفر لنا فيه ـ فلا بُدَّ أن يكون المؤمنون على أُهْبَةِ الاستعداد له، مُصَمِّمِين على تحقيق أسباب المغفرة مهما كان البذل.

أن يجعل شعارَه هذه الأيام التصميمَ على تحقيق أسباب المغفرة مهما كانت ظروفُه، وأنه إذا سار إلى الله تعالى بالصِّدْق والإخلاص؛ فإن الله تعالى يَفْتح عليه، وإن الله تعالى يُقَوِّيه، ويُؤَيِّده، وإن الله - تبارك وتعالى كذلك - يَمُدُّه بمدَدِه؛ فلا يَتَمَلْمَل، ولا يَزِيغ، ولا يَتَّبِع الشهوات، ولا يَغْلِبُه شيطانه وهواه؛ لأن الله تعالى قَوَّاه وحَفِظه، وأن الله تعالى دَافَع عنه، وأَمَدَّه، حينئذٍ كان الله له، وإذا كان الله له فمن يكون عليه.

فإذا ما وَقَفَ المرءُ باب الله تعالى طالبًا مددَه، وطالبًا منه العَوْنَ والتيسير، وطالبًا منه الهداية والقُرْبَ، وطالبًا منه سبحانه وتعالى  العَوْنَ على هذه الأعمال والطاعات، ويَتَضرَّع إليه بقلب مسكين، منكسِرًا، خاشعًا، يَعْلَمُ أنه لا حول له ولا قوة، وأنه لا قُدرةَ له ولا استطاعة على تحقيق ذلك إلا بربه  سبحانه وتعالى، يدعوه ويتمَلَّقُه - جل وعلا - بإخلاصٍ، وإقبالٍ، وصِدْقٍ مع الله تعالى أن يفتح الله - تبارك وتعالى - عليه.

وليعلم المرءُ إنَّ في رمضان جِهَادَيْنِ: جهادٌ بالليل وجهادٌ بالنهار ......

 

2

رد المقصرين على ما وقع فى حق سيد المرسلين

 

....  أن تقصيرنا - خاصةً المتدينين - هو السبب الرئيسي في تطاول الكفار، إذ لو كنا حائط الصد  والدفع، بتعظيمه وتوقيره ولزوم محبته وإتباع سنته وطاعته ورفع رايته صلى الله عليه وسلم ، لما كان للدنيا أن تقف أمامنا فضلاً عن  أن يقع ذلك.

ونحن مقصرون من بعد ومازلنا في حق رسولنا صلى الله عليه وسلم  ، وبالتالي في حق ديننا وقرآننا وربنا جل وعلا، فهذه  رسالة نصح، نرجو بها المشاركة بشيء يرفع جزءًا من هذا التقصير، بل قل من تلك الجنايات في حق  الرسول والإسلام...

 

3

يا زكريا إنا نبشرك بغلام

 ... الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد..

فهذه خطبة اقتطعناها من سلسلة "مدح الله وثنائه على الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم"، لفضيلة الشيخ/ محمد الدبيسي، عفا الله عنه، لكونها تمكن أن تقوم بذاتها ولأهمية ما فيها من إحياء روح التوكل واليقين والثقة في الله، والتي كادت أن تنطفئ بالتعلق بالأسباب والركون إليها، والغفلة عن خالق الأسباب ومرتبها جل وعلا.

وهى تعالج ذلك بذكر سيدنا زكريا عليه السلام ، بما للقصص القرآني من واقعه المؤثر وجذبه الأخاذ الذي يثبت المعنى، ويضيء أركان الوجدان، ويشعل جذوة الإيمان في القلوب، وينير طريق الناس بهؤلاء المكرمين من الأنبياء والمرسلين، وعلى رأسهم مقدمهم وإمامهم سيد ولد آدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث عرجت الخطبة قليلاً لإظهار قدره المعظم فوق الخلق كافة، وإن كان ذلك هو المقصود أصلاً.

وهذا طريق أوشكت أوهية المادة أن تغلقه بظلامها أمام المؤمنين السائرين إلى الله تعالى، لذا فهذه طاقة ضوء مشاركة في إنارة هذا الطريق.. طريق التعلق بالله وحسن الظن به والثقة فيه وأنه على كل شيء قدير، وأنه لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، بل إن أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، وأنه قادر على خلق نواميس الكون، إذ هو كونه وهو خالقه، ولكن لمن تحققوا بأسباب ذلك، حيث أشارت أيضاً إلى أسباب استجابة الله تعالى للداعين المؤمنين.. نسأله تعالى أن يحبب إلينا الإيمان وأن يزينه في قلوبنا، وأن يكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلنا من الراشدين.

 

4

حال المؤمنين في شعبان

 

جديد 29-7-2010: تم تحديث الرابط أعلاه  ليشير إلى الطبعة الخامسة من الكتاب (شعبان 1431هـ- أغسطس 2010)

طبعة مزيدة ومنقحة

 

 ... قد أَزِفَ شعبان، وهو شهر له خصوصيته عند النبي صلى الله عليه وسلم، وله تعظيمه الذي ينبغي على المؤمنين أن يُعَظِّموه مثلما عَظَّمه النبي صلى الله عليه وسلم .

وذلك التعظيم من النبي صلى الله عليه وسلم كان له سببان :

 الأول: أن

 موسم المغفرة، وينبغي على كل أحد -يريد الله تعالى، والدار الآخرة- أن يهتم لهذه المغفرة، وأن يبذل لها وسعه.

وذلك لما هيأ الله تعالى فيه من أسباب الرحمة والمغفرة والرضوان والعتق من النار.

فقد قال صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ".

وقال : " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .

وقال : " إن فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرمها حرم الخير كله ".

وزاد: " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ".

وله في كل ليلة عتقاء حتى إذا كان في آخر الشهر أعتق بعدد ما أعتق في الشهر كله .

وللصائم دعوة مستجابة .

وقد أعان المؤمنين على تحقيق ذلك بقوله: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين، ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر.

ومن ثم  لم يكن عذر حينئذ لأحد فقال : من أتى عليه رمضان فلم يغفر له أبعده الله أدخله النار قل آمين فقلت آمين .

والثاني : تعمير أوقات غفلة الناس بالطاعة والمجاهدة عليها فعلاوة على فوائدها المذكورة بعد فإن بالطائعين يدفع عن غيرهم ، وبهم يرفع البلاء في تلك الأوقات .

فكان "شعبان" هو المُقَدِّمَةَ لتلك المغفرة التي ينبغي أن يستعد المؤمنون لها الاستعداد الجيدَ -الذي طالما قصَّر فيه المؤمنون- وقالوا قولهم المعتاد الذي نسمعه كل عام بعدما خرجوا من رمضان كما دخلوا فيه 

إن شاء الله! من العام المُقْبِل سوف نحاول، وسوف نبدأ، وسوف نُعِدُّ أنفسنا من أول يوم، وسوف لا يضيع علينا "رمضان" كما ضاع،

وكذا، وكذا مما نسمع من هذه الأماني، وتلك العهود التي يُعَاهِدُ المؤمنون ربهم، أو أنفسهم أن يتحققوا بها، وأن يلتزموا بمقتضاها، وأن يُوَفُّوا بها لله تعالى.. ثم يعودوا سيرتهم الأولى السيئة المعلومة !

فكم من قائل إنه سيبدأ وسيحاول ، ثم تغلبه نفسه أو يغلبه شيطانه ، وينقضي رمضان كما انقضى في السنين الماضية

لذلك:

وكان أول ما ينتظره المؤمنون من هذا الشهر هو الإعداد لرمضان كموسم من مواسم المغفرة، فإنهم يعلمون إنهم إن لم يستعدوا لهذا الشهر كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإنَّ رمضان سينقضي عليهم كما انقضى غيره من قبل ، ويخرجون منه بالحسرة، ويخرجون منه بالحزن والألم، ويخرجون منه على الحال التي لا يمكن أن تتحقق بها المغفرة كما قال صلى الله عليه وسلم فيها  ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))

فَمَنْ الذي أحسَّ بهذه المغفرة بعد رمضان؟

وأحسَّ بهذا العتق من النار بعد رمضان؟

وأحسَّ برحمة الله تعالى تنزل عليه فينتقل مما هو فيه إلى الحال الحسن، وإلى استقامة أشد على طريق الله تعالى؟
....
 

----------------------------------------------------------------------

مقدمة الطبعة الخامسة

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم،  وبعد..

 

هذه هي الطبعة الخامسة لهذا الكتاب، قمنا فيها بإدخال بعض الزيادات والتنقيح على الطبعة السابقة حتى يزداد نفع إخواننا بهذا الكتاب المبارك.

وأغلب هذه الزيادات توجد في الجزء المتعلق بالقرآن الكريم، وبعض الحواشي المتعلقة بتوضيح بعض المعاني في الأحاديث النبوية الشريفة، وقد بلغت هذه الزيادات أكثر من عشرين صفحة، نسأل الله تعالى أن ينفع بها. ومما ينبغي الإشارة إليه أنه بالرغم من كون هذه الرسالة  تركز على حال المؤمنين في شهر شعبان للتأسي بهم إلَّا أنَّ كثيرًا من موضوعاتها – كالإخلاص وتعمير أوقات الغفلة بالطاعات وقيام الليل  وأحوال المؤمنين مع القرآن ..الخ- هي لكل  الأزمنة. والله العظيمَ نسأل أن ينفع به مؤلفه والناظر فيه وكلَّ مَنْ شارك في نشره ابتغاء وجه الله تعالى.

 

مسجد الهدي المحمدي

 شعبان  1431 هـ - يوليو 2010م

5 نظرة إجمالية في الآيات الواردة في اسمي الله تعالى الولي و المولى ..

 ... وكان فى معرفة اسم الله "الولي" والتحقق بمعنى الولاية لله تعالى أن يصير الله جل وعلا مولى المؤمنين، وأن يصبح المؤمنون أولياء له تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم  وللمؤمنين، ولتنتفي ولايتهم عن أحدٍ سواه، فإذا تحقق ذلك تحقق سبب رفع رايتهم فى الدنيا، وسبيل سعادتهم فى الآخرة، إذ فى ذلك تمهيدُ طريقِ الآخرة وسلوكه والتعلق به، وطاعته والاستقامة على ذلك مع الزهد فى الدنيا والشوق إلى الله، والاستعداد للقائه، مع دوام ذكره والطمأنينة إليه.

6

نظرة إجمالية في الآيات الواردة في اسم الله تعالى الوكيل

 

....... من التوكل أن يكل المرء  الأمر إلى مالكه سبحانه وتعالى؛ أن يسلمه إلى من هو

 بيده؛ أن يعتمد على قيامه بالأمر، والاستغناء بفعله عن فعلك، وبإرادته عن إرادتك..

 لابد أن تحفظ هذا الكلام حتى  تتعلم    أن تكون متوكلاً على الله، محققاً درجات

 التَّوكل الثمانية  التي سبق أن ذكرناها .....

 

 ... فكل الخيرات والعواقب الحسنة قد جمعها الله تعالى للمتوكلين... فليس للشيطان

عليهم سلطان ، وإذا  توكلوا على الله فى الدنيا كفاهم همومهم من أولها إلى آخرها، وإذا

 توكلوا عليه فى العبادة وفى أمور الآخرة كذلك كفاهم أمور الآخرة، ثم رزقهم محبته

 سبحانه وتعالى جزاء توكلهم عليه سبحانه، وأعظم الأجر فى الأولى والآخرة عليهم؛

 فلا للشيطان عليهم سبيل والله حسبهم، وكافيهم في الدنيا والآخرة...

7

ماذا بعد رمضان؟

( تاريخ الإضافة: 5-11-2007)

....................

هذه الصفحات كتبت من خطب ألقاها فضيلة الشيخ/ محمد الدبيسي تشمل خطبة عيد الفطر وبعض خطب الجمعة في شوال لعامين متتاليين وكان ترتيبها على ما اعتدنا عليه من الاختصار في هذه الرسائل، رجاء أن التوسع في بسط ما تعرضت له من موضوعات ليكون ذلك دليل المؤمنين على السير في طريق الله تعالى.

وحال الخروج من رمضان قضية مهمة وخطيرة لارتباطها بأمرين :

الأمر الأول:  بعد انتهاء الموسم العظيم الذي فتحه الله تعالى بالفرص العظيمة لأهل الإيمان ليتحققوا فيه بالمغفرة والعتق من النار، فاز فيه من فاز بالمغفرة والرحمة والعتق من النار وأخذ في السير في طريق الله تعالى وخاب من خاب وخسر، وكلا الفريقين يسأل: كيف يحافظ المرء على هذه الأحوال التي قد حصل في رمضان و أن يشكر ربه على ما كان من رحمة ومغفرة أو إذا لم يكن قد حصل شيئا وخرج خائبا فكيف يعاود طريقه إلى الله تعالى مرة أخرى ؟

الأمر الثاني:  بعد رمضان ما تزال نعم الله تعالى تتوالى على المؤمنين بفتحه لهم أيام البر وموسم الحج إذ أنه من أعظم مواسم المغفرة والناس فيه على ضربين، الأول : الذي حصل المغفرة في رمضان فأتت هذه المواسم لتكون زادًا ليزداد من هذه الطاعات وليتمكن من شكر الله تعالى على مافتح عليه. والثاني: فهو الذي لم يحصل تلك المغفرة في رمضان فأتت كذلك تلك المواسم ليلتحق بركب السائرين في طريق الله تعالى وليتمكن من تعويض ما فات من الطاعات. ففتح الله تعالى هذه المواسم لكلا الفريقين ليغفر لهم ويرحمهم وتكون سببًا في عتقهم من النار وكذلك لتحقق بها أشواق أهل الأيمان للوصول لبيت الله تعالى تمهيداً لرؤية الرب في الميعاد المضروب يوم يقوم الناس لرب العالمين .

فجائت هذه الخطب بتوضيح علامات السائرين في طريق الله، وتبيين السبيل الذي ينبغي على أهل الأيمان أن يسلكوه في الأشهر المعلومات ولتشير لتلك المعالم المضيئة التي تعين السائرين على الاستقامة في طريق الله وعدم النكوص أو الانحراف.

واعلم أن ذلك كله لا يمكن تحقيقه إلا بالاستعانة بالله تعالى والارتكان إلى قوته والتوكل عليه والتضرع إليه سبحانه وتعالى ألا يكلنا إلى أنفسنا.

وفي النهاية فما كان من صواب فمن الله تعالى وحده، وما كان من خطأ فمنا ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان، ورحم الله امرأ أهدى إلينا عيوبنا.

نسأل الله تعالى أن ينفع به قائله وكاتبه وناشره والناظر فيه إنه سميع الدعاء.

 

9 سلسلة الفتوحات الإلهية شرح الأسماء الحسنى للذات العلية(10): اسم الله تعالى اللطيف

 (18-7-2008)

.....

وهذا الاسم المعظم (( اللطيف )) سنذكر معانيَه وما يتعلق به من حق الله تعالى الذي يجب أن نُعَظِّمه ونوحِّده به سبحانه وتعالى. ثم بعد ذلك يعلم المرءُ حظَّه منه ويدعو اللهَ تعالى به. ثم نشير إلى معاني بعض الآيات الواردة فيه كما هو منهجنا في شرح أسماء الله الحسنى.   ...............

10 سلسلة الفتوحات الإلهية شرح الأسماء الحسنى للذات العلية(8): اسم الله تعالى الرفيق

 (27-8-2008)

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

أَمَّا بَعْدُ..

 تَميزتْ أخلاقُ المؤمنين ومعاملاتهم في الفترة الأخيرة - من بداية الصَّحوة الإسلامية وإلى الآن - بشيءٍ واضحٍ من الشدة والعنف والغِلْظة والفَظَاظة فيما بينهم، كأنَّها وسيلةُ نَشْرِ الإسلام، خِلافًا لما هو مُتوقَّعٌ أو مطلوب من المودةِ والرحمة والرفق والتكافل والتواصل وسَعةِ الصدر وتحمُّل الأذى وكف الأذى، وهي الأخلاق الإسلامية الأصيلة التي أمر بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وحَقَّقها وأصحابُه رضي الله عنهم؛ خاصةً في التعليم والإرشاد والدعوة، أو في إنكار المنكر ونَشْرِ المعروف، أو في المعاملة مع مخالِفٍ في الرأي والاعتقاد بما لا يخرج عن اعتقاد أهل السُّنة والجماعة وهم السلف الصالحون، أو في كل معاملات المسلمين.. في صداقاتهم.. في عداواتِهم.. في مساجدهم وأعمالهم وبُيوتهم. صارت تلك الأخلاقُ الحادَّة والتصرفاتُ الخَشِنة وأكثرُ من ذلك دَأْبَهم.

كان هذا العُنف سببًا في الوقوع في الأعراض من غِيبةٍ ونَمِيمةٍ وتطاوُلٍ أدى إلى القطيعة والتدابُر والتَّشاحن، حتى وَصَل حالُ المؤمنين إلى ما لا يخفى على الناظِر أو المتأمِّل، مما كان صدًّا عن سبيل الله ورفعًا للرحمة ونزولًا للسَّخَط الإلهي.

 

مِن ثَمَّ رأينا أن نطبع هذه الرسالة في هذا الاسم المشرف من الأسماء الحسنى؛ نُعِيد سِيرةَ الرِّفق، ونرفع رايَته حتى تُرَفْرف على معاملاتِنا وأعمالنا وأخلاقنا وبُيوتنا ودَعْوتنا وعِلمنا وإرشادنا، تأسِيًّا في ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المكرمين رضي الله عنهم؛ ليكون الرفقُ طريقَ نزولِ الرحمة والخير على المؤمنين المتقين، ودفعًا لهذا العذاب النازل على أمة الإسلام، لِتَنْتَشرَ دعوتُه وتَعُمَّ بركتُه، وليكون المؤمنون أهلًا - بفضل الله تعالى - لِبِرِّه وإحسانه وجُوده.

وهذه الرسالة جزءٌ للمشاركةِ به في تصحيح السَّيْر إلى الله تعالى ومعاونةٍ للمؤمنين على البِرِّ والتقوى، وهي جُهد المُقِلِّ، ننتظر من المطالِع لها النصيحةَ لسَدِّ خَلَلٍ أو تصويبِ خطإٍ؛ إذ ما فيها من صواب فمن الله وحدَه وما فيها من خطإٍ فمنَّا ومن الشيطان، واللهُ ورسولُه بريئانِ منه.

نسأل اللهَ تعالى أن ينفع به قارئَه وكاتبه وناشره والناظر فيه..

   

    

11 سلسلة: شِفَاء السَّقَمِ بتَوْضِيحِ وتَهْذِيبِ جامعِ العُلومِ والحِكَمِ(1): شرح حديث: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ- الطبعة الثالثة
(أُضيف في: 5-10-2009)
 

 

تقديم الكتاب

 

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وبعد،،

منذ عام 1420 للهجرة النبوية الشريفة - 2001 تقريباً للميلاد - كان فضيلة الشيخ محمد الدبيسى - حفظه الله تعالى - قد بدأ شرح وتوضيح أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم من "جامع العلوم والحكم" للحافظ العلامة ابن رجب الحنبلى - رحمه الله تعالى - ، حتى شرحها جميعاً من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم.

وكان لفضيلة الشيخ تقسيم لهذه الجوامع وضع تحت كل قسم ما يجمع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، حيث امتازت هذه الأحاديث بالكلام عن الإيمان وهو الأصل الذى يتفرع منه بقية الفروع، ثم أحاديث إصلاح النفس والقلب فيما بين العبد وربه، ثم ما لا يتم صلاح المرء إلا به؛ وهو الصلاح فيما بينه وبين المؤمنين، فترقى الأمة بذلك، ثم بين ما يصلح به سير المرء إلى الله تعالى حتى يحقق الاستقامة، وترتفع راية الإسلام وتعلو منارته.

وقد كان لهذه  الأحاديث فى حينها أثرها فى الإخوة المؤمنين، ولكن لما طال الزمان بينها وبيننا زاد احتياجنا لتلك الجوامع، فبدأنا بحول الله تعالى فى محاولة طبع بعض دروس فضيلة الشيخ، وآثرنا أن تكون تلك المطبوعات من دروس جامع العلوم والحكم تتميماً للفائدة ونشراً لكلام نبينا صلى الله عليه وسلم، دليلاً لإصلاح النفس والعمل والسير إلى الله تعالى، وتيمناً باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه الكريم، وكذلك علما ً بأنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

وقد اقترح فضيلة الشيخ أن يكون اسم هذه المجموعة "شِفَاء السَّقَمِ(1) بتَوْضِيحِ وتَهْذِيبِ جامعِ العُلومِ والحِكَمِ".

وضرورتنا إلى الله تعالى فى هذه الظروف الصعبة أن يحفظ المؤمنين وأسرهم وأولادهم حفظاً للإسلام وأهله جعلتنا نبدأ بطبع حديث "احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ"، واحتياجنا إلى ذلك جعلنا نُسرع فى طبعه مؤجلين إصلاح الخطأ وسد الخلل لما يأتى من نصح الناصحين لله ولرسوله وللمؤمنين...

ندعو اللهَ أن يَنفعَ به كاتبَه وقارئه وناشره والناظرَ فيه إنه سميعٌ قريبٌ..

واللهُ من وراء القصد...،                                                       

 مسجد الهدى المحمدى


 

 (1) السُّقْمُ والسَّقَمُ و السَّقامُ لغاتٌ بمعنىً واحد وهو المرض، وقد سَقِم الرجل  يسْقَمُ سقمًا فهو سَقيمٌ و مِسْقامٌ.انظر- بتصرف: الصحاح للجوهري والعين للخليل (س ق م).

 

 

12

سلسلة الفتوحات الإلهية شرح الأسماء الحسنى للذات العلية (6): الودود  سبحانه وتعالى،  الطبعة الثانية

( 11-2-2010)

 

 

تـمـهـيـد

واسمه «الودود»  سبحانه وتعالى - كبقية الأسماء الحسنى - اشتد إليها احتياج المؤمنين اليوم لتوحيدِ الرب ومحبتِه الحاملة على المسارعة إلى تقديمه على النفس والمال والولد وكل شيء، وحتى يفوز المرء بالتخلق والتعلق بهذا الاسم، فيكون سببًا للمودة بين الناس وإشاعة الخير بينهم، ودعوتهم إلى الله تعالى بالقول والحال الحسن.

إنَّ المحبة بين الناس هي طريق محبة الله لهم، كما بين الله تعالى في الحديث القدسي: «وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ...»([1]) الحديث. من ثَمَّ كان تبيين معاني «الودود» من المهمات التي نُفَرِّغ لها الوقت والجهد رجاء توحيد الله تعالى ورحمته.

.......

 فإنْ فشا في الناس معرفةُ هذا الاسم المعظم «الودود» انقلبتْ أحوالهم إلى محبة الله تعالى، ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبة بعضهم بعضًا، ومحبة الخير بينهم، وظهر عليهم بعد ذلك محبةُ الطاعة - التي هي من آثار محبة الله تعالى - ومحبةُ لقاء الله جل وعلا، ومحبةُ ذِكْره وإدمانه والخلوةِ بالله تعالى، ومحبة القيام له سبحانه وتعالى.

وهذه المعاني بالذات هي توحيد الله تعالى، إن فرَّط المرءُ في شيء منها فَرَّط في توحيده ومعرفته بربه ومحبته له، وفرط في الدرجات العالية في الدين ودرجات المحبة.

وإن المرء بقدر ما ينقص حظُّه من اسم الله «الودود» ينقص حظه من محبة الله تعالى، وينقص حظه من إرادة الخير للناس ومحبته لهم، وكذلك ينقص مقدار حظه من درجات القرب من الله تعالى، والتخلق والاتصاف - بما يليق بالعبد - من صفاته وأسمائه سبحانه وتعالى.

ومن ثَمَّ كان هذا الاسم المشرف «الودود» مما ينبغي أن يتعلمه المرء ليتعبد ربه به، ويدعوه به، ويأخذ حظه منه سبحانه وتعالى. وهو أيضًا له وقعه الجليل على قلب المرء إذا تعبد الله تعالى به، وبرزت عليه آثاره، وبان عليه حظه إذ تظهر به على المرء آثار مودته للناس، ومحبة الخير لهم، ومحبته إياهم بعد محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم. مما يسود به التكافل والطاعة وتنزل به الرحمة والمغفرة، ويرتفع البلاء والنوازل.

لِـمَا سبق فَرَّغْنا هذا الدرس من دروس فضيلة الشيخ محمد الدبيسي - حفظه الله تعالى وعفا عنه - لننشره؛ نصحًا لنا وللمؤمنين، وتحمَّلًا لشيء من مسئولية هذا الدين، وجمعًا لقلوب من يقرأه أو يسمعه من المؤمنين على المحبة سواء لله ولرسوله وللمؤمنين أو إرادة الخير والدعوة إلى الله تعالى، مع الانتظار من قارئه ما يسد خللًا أو نقصًا خالصًا لوجهه الكريم.

نسأل الله تعالى أن ينفع به كاتبه وناشره وقارئه والناظر فيه إنه سميع قريب.

 


 

(1) رواه الإمام مالك في «الموطأ» [1745] طبعة المكنز، والإمام أحمد في مسنده [5/233] الطبعة الميمنية. كلاهما يرويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعًا. قال المنذري في «الترغيب»: «رواه مالك بإسناد صحيح». اهـ [ح: 4574] الطبعة العلمية.

 

13 سلسلة:  الفتوحات الإلهية شرح الأسماء الحسنى للذَّات العلية (9): المَلِكُ والمَالِكُ والمَلِيكُ؛ سبحانه وتعالى، الطبعة الأولى

(11-2-2010)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما بعدُ..

فإنَّ أسماء الله تعالى المشرفة «المَلِك والمَالِك والمَلِيك» من أعظم أسمائه الحسنى التي تُجَرِّد القلبَ والبدن والتوجه إلى الله تعالى، حيث يجد القلب ملكًا قادرًا يقول للشيء «كُنْ» فيكون، يركن إليه القلبُ ويصمد إليه ويعتمد عليه، فيملأه قوة وغنًى عن الناس جميعًا ويحميه ويَذُود عنه ويجعله من جنده. وليس هو ملكًا يحكم أو يملك فقط، بل له الملكوتُ والرزق والتصريف والإحياء والإماتة وإليه المصير والحساب والجزاء.

إنَّ ملكًا من ملوك الدنيا يملك ويحكم قليلًا ثم يزول، ويكون مصيره إلى غيره... إلى الله الملك الحق سبحانه وتعالى؛ إذ لم نسمع أن ملكًا من ملوك الدنيا بعد فناء الناس قد عادوا إليه ليحاسبهم ويجازيهم ويقول «لمن الملك اليوم»، بل يقف الملوك كغيرهم ينتظرون ما يُفْعَل بهم، ومن ثَمَّ كان للقلب مَلِكٌ يدعوه ويُنزهه ويُفرده بالتوحيد والتعلُّق والثقة والتوكل، فيتجرد حينئذٍ التوجهُ له والإقبالُ عليه والخوف منه والخشية له والرجاء فيه، يفني عنده كل مَلِكٌ، وأنه ليس هناك مَلِكٌ على الحقيقة إلا الله سبحانه وتعالى. عندها يتجرد البدن لمن له المُلْكُ والخَلْق والأمر، فيطيعه ويُنَفِّذ أوامره ويقدِّمها على النفس والأهل والمال، ويصبح من جنده المقربين ومن خاصة أوليائه الصالحين، يقدم محبته على كل المحابِّ، ويسارع إلى مرضاته بكل طريق، كما وَقَرَ في قلوب الصحابة من تسبيحه وحمده وتمجيده سبحانه: ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التغابن: 1]، فيَلْهَجون بذِكْره وحمده لا يَفتُرون عنه ولا يسأمون من طاعته.. نَعِيمُهم وقُرَّة أعينهم ولَذَّتُهم وسعادتهم في قربهم من المَلِك والقيام بأمره، يعلمون أن كل شيء يقع في مملكته إنما هو بأمره، فيُحِسُّون ببَرْدِ اليقين والسكون تحت المقدور، لا يعترضون ولا يتشككون، بل يفهمون من ذلك الحِكَمَ البالغة.

لِمَا ذكرنا كان تفريغ هذا الدرس المهم من دروس فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله تعالى وعفا عنه، نضيفه إلى بقية الأسماء الحسنى المشروحة من قبلُ رجاءَ رحمة الله وتوحيده بما يرفع عن أمة  محمد صلى الله عليه وسلم شيئًا مما نزل بها، وذلك بالأخذ بأيدِ الناس إلى معرفة الرب وتوحيده ومحبته وطاعته والقيام على أوامره، وكذا نشرًا للبركة والعلم النافع بمعرفة الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا. وما كان بعد ذلك من خطأ فبابُ النصح مع الإخلاص لله تعالى مفتوح..

نسأل الله تعالى أن ينفع به كاتبه وناشره وقارئه والناظر فيه إنه سميع قريب.

                                                                                                  

14 سلسلة:  الفتوحات الإلهية شرح الأسماء الحسنى للذَّات العلية (12): «الـعـَفُـوّ»؛ سبحانه وتعالى، الطبعة الأولى

( 17-8-2011)

ملحوظة: الكتاب في صيغة بي دي إف (PDF) لذا فستحتاج إلى برنامج أكروبات ريدر (Acrobat Reader) لقراءته.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم

 

هذا تفريغ لاسمه «العفو» سبحانه وتعالى من دروس الأسماء الحسنى لفضيلة الشيخ: محمد الدبيسي - حفظه الله تعالى وعفا عنه - التي يُلقيها أسبوعيًّا يوم الثلاثاء. وهو من الأسماء التي يلزم المداومةُ على التخلق بها ليأخذ المؤمن التقي حظه منها فيسير بها على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فينتظر بذلك عَفْوَ الله تعالى، مع علو الدرجة في الأولى والآخرة. خاصةً وقد فُقدت أو كادت هذه الأخلاقُ التي تُجمِّع القلوب وتُؤلف بينها وتضع فيها الرحمةَ والمسامحة والتجاوز، وحَلَّت البغضاء والشحناء والقطيعة بدلًا منها.

وكان من توفيق الله تعالى أن  طُبع في شهر رمضان المعظم، وهو شهر التوسعة العظيمة بالعفو من الله سبحانه على عباده الصائمين القائمين العافين، ليكون هذا الخلق العظيم في تلك الأيام المباركة هو الذي يجاهد المؤمنُ نفسَه على الاتصاف به والعمل بمقتضاه. يرجو أن يعفو الله عنه.

ولـ«العَفُوِّ» إن شاء الله طبعة موسَّعة، يذكر فيها فضيلة الشيخ محمد الدبيسي - حفظه الله وعفا عنه - آيات القرآن وقصصه كما هو منهجه في شرح الأسماء الحسنى، ولكن انتهازًا لتلك الفرصة في رمضان بادرنا بإخراج هذه الطبعة، وإن تأخرت عن وقتها.

نسأل الله أن ينفع كاتبها وقارئها وناشرها والناظر فيها، مع الدعاء لمن أمدنا بخالص النصيحة إنه سميع قريب.

 

*****

 

تمهيد

إذا كان الله تعالى هو «الودود»، أي هو المُحِبُّ لعباده سبحانه وتعالى، وهو الحبيب المحبوب من عباده، وهو الذي يجعل لعباده المتقين الصالحين الأولياء المحبين المحبة في قلوب الناس، كما قال: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا } [مريم: 96]؛ فإنه سبحانه وتعالى من آثار هذه المحبة: العَفْو؛ أي: من آثار محبة الله تعالى لعباده أن يعفو عنهم، وأنه إذا كان سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى فإنه يحب أن يرى آثار أسمائه المشرفة في الناس، يعني: يريد سبحانه وتعالى أن يرى أثر اسمه «العَفُوّ»، وأثر اسمه «الغفور»، وأثر اسمه «الرحيم»، فترى آثار رحمته، وآثار عفوه، وآثار مغفرته، كل ذلك الله تبارك وتعالى يحب أن يظهر في الناس؛ لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لهُمْ»([1]) سبحانه وتعالى؛ لأنه يحب أن تظهر آثار المغفرة، فإذا لم يذنب الناس فلِمَنْ يغفر المولى سبحانه وتعالى؟ وإذا لم يتب إليه الناس فعلى مَنْ يتوب؟ وإذا لم يستعطف الناس رحمته فعلى مَن يرحم سبحانه وتعالى؟ وهكذا بقية هذه الأسماء، الله تعالى يحب أن تظهر آثارها التي يتعرف الناس بها إلى ربهم، ويحبونه عليها، ويتقربون إليه بها، ويدعونه بها، ويوحدونه بها سبحانه وتعالى.


 

(1) رواه الإمام مسلم في صحيحه (2749) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

 

15 سلسلة:  الفتوحات الإلهية شرح الأسماء الحسنى للذَّات العلية (4): «القوي»؛ سبحانه وتعالى، الطبعة الأولى

تاريخ الإضافة: ( 25-1-2012)

ملحوظة: الكتاب في صيغة بي دي إف (PDF) لذا فستحتاج إلى برنامج أكروبات ريدر (Acrobat Reader) لقراءته.

 

 
....
فـ"القوي" من الأسماء التي يحتاج المؤمنون إليها في هذه الأيام وذلك لضعف الهمة والعزيمة والإرادة على فعل الخير.

إنَّ المرء قد وصل إلى درجة شديدة من الضعف في العبادات والذكر والقيام وغيرها،

وضَعُفت نفسُه أيضًا عن مقاومة الشيطان والشهوات والهوى، وأصابته الغفلات،

وضَعُف بدنُه عن المسارعة إلى الله تعالى، على خلاف ما كان عليه السلف الصالحون من الصحابة ومَن بعدهم.

لذلك كان اسمه "القوي" مَدْعاةً وحثًّا وسببًا للمرء إذا ما دعا اللهَ به ووحَّد الله به أن يكون عونًا له، يَخرج به من هذا الضعف، وتَقْوَى همتُه على مقاومة الشهوات والشيطان والهوى والنفس.

فإذا فَهِم المرءُ معانيَ اسمه القوي وعمل بمقتضاها ودعا الله به لِتقوى همته ويتغلب على شيطانه وشهواته وهواه، قَوِيَ بدنُه وقلبه على السير إلى الله وقوي على أعمال الآخرة.
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتسابقون في الخيرات بهذه القوة وذلك البذل بما لا مثيل له؛ لأن مستندهم الذي كانوا يستندون إليه هو القوي الذي قوَّاهم على ذلك وأعانهم عليه،

ونحن على العكس: لا نستطيع أن نبذل شيئًا مما بذلوا أو نعمل شيئًا مما عملوا ؛ في جهادهم وصلاتهم وقيامهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وترك المال والأهل والولد؛ لأنهم استندوا إلى الله القوي، ولم نستند أو نركن نحن كذلك.

وعندما يتقوَّى المرءُ بالله تعالى يَضْعُف أمامه كلُّ شيء؛ لأنه صار قويًّا بالله تعالى.

وكل ما نحن فيه من الضعف لأننا رَكَنَّا إلى أنفسنا، فبذا لا يقوى المرء على الطاعة والتضحية.

وحَلُّ هذه المسألة في اسمه سبحانه وتعالى القوي: أنه إذا استعان بقوة الله له قوَّاه وأعانه؛ لأن الإنسان بطبيعته فقير وضعيف في علمه وهمته وقدرته وفي كل شيء، ولا حَلَّ إلا أن يركن إلى الركن الشديد.

وإنَّ الإنسان إذا تقوَّى بالله فإنه يفعل كل شيء كان يعجز عنه لأنه ارتكن إلى الله تعالى، ويفعل ما لم يكن يُصدِّق أنه يفعله لأنه تقوى بالله تعالى.

...

 

16 سلسلة:  الفتوحات الإلهية شرح الأسماء الحسنى للذَّات العلية : «اللطيف والقدوس»؛ سبحانه وتعالى، الطبعة الثانية

تاريخ الإضافة: ( 25-1-2012)

ملحوظة: الكتاب في صيغة بي دي إف (PDF) لذا فستحتاج إلى برنامج أكروبات ريدر (Acrobat Reader) لقراءته.

 

 

مقدمة اسم الله «القدوس» سبحانه وتعالى

إنَّ اسم الله المشرف «القدوس» من الأسماء الحسنى التي للمؤمنين الأتقياء منها حظ كبير، بل وللأمة كافة حتى تتقدس وتكون أهلًا للعُلُوِّ والرِّفعةِ، وتَنَزُّلِ النَّصرِ عليها في الدنيا، ولمجاورةِ الله تعالى في جنته في الآخرة.

أن تسود أخلاق الطهارة والتنزيه في المؤمنين وبينهم وبين غيرِهم لَنَقْلَةٌ عظيمة لهم في أن يعودوا إلى ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - وهو أمل كل غيور - فيستحقوا بركة الله ورحمته، ولذا قدَّمنا هذا الاسم الكريم: «القدوس» سبحانه وتعالى..

 

 

ثانيًا: مسودات (تفريغٌ لدروس أو خطب، ولم يراجعها فضيلة الشيخ، لكنْ فيها إفاداتٌ عظيمة لأولى الألباب)

 

1

 

إتـْحَافُ  الأبْرَارِ بِشَرْح كِفايَةِ  الأَخْيَارِ- شرح كتاب الصيام- إصدار 1.0 مسودة.

(25-7-2011)

ملحوظة: الكتاب في صيغة بي دي إف (PDF) لذا فستحتاج إلى برنامج أكروبات ريدر (Acrobat Reader) لقراءته.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمّا بعدُ..

 

 فقد قام فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله تعالى في شعبان 1426 هـ-2005م  بإلقاء ثلاثة دروسٍ قيّمةٍ؛  شَرَح فيها - حفظه الله تعالى- جُلَّ بابِ أو كتاب الصيام من كتاب: «كفاية الأَخْيارِ في حَلِّ ألفاظ غاية الاخْتِصَارِ» للشيخ تقي الدين الحصني عفا الله عنه في فقه السادة الشافعية. ونظرًا لقيمة هذه الدروس العلمية فقد قام بعضُ مُحبِّي فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى- منذ سنوات بتفريغها ثم تهذيبها وتخريج أحاديثها في هذه الرسالة التي بين يديك؛ إلّا أن وقت فضيلة الشيخ لم يتسع لمراجعة هذه الرسالة وتهذيبها، فظلت هذه الرسالة مسودةً حتى الآن.

 

لذا فنحن ننشرُ هذه الرسالةَ رغبةً منّا في نشر العلم النافع، وحتى يستفاد إخوانُنا من الفوائد العلمية الغزيرة التي ذكرها فضيلة الشيخ في هذه الرسالة، مع ملاحظة أن الرسالة – وإنْ تحرّى  مُخرِجوها كلَّ  الدّقَّة في إخراجها مسودةً؛ لم تراجعْ مِن فضيلتِه عفا الله عنه.

 

 وفي هذه الرسالة  يقوم فضيلة الشيخ أولًا بشرح جزءٍ ذي وحدةٍ موضوعية من كتاب كفاية الأخيار شرحًا وجيزًا، ثم يقوم بعد ذلك بشرح المسائل المهمّة بشيءٍ من التفصيل، ثم يشرح  بعد ذلك مسائلَ جديدةً لم يذكرْها شارحُ المتن رحمه الله. وقد ألحقْنا في  آخر الرسائل بعضَ الفتاوَى والمسائلَ التي أجاب عليها فضيلة الشيخ في آخر كل درسٍ للفائدة.

 

واللهَ الكريمَ نَسْـألُه أن يجعل هذه الرسالةَ في ميزان حسنات فضليته حفظه الله تعالى وأن ينفع بها مُخْرِجِيها وكلّ مَن قرأها، وأن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم؛ جلَّ وعلا.

 

2

رَفْعُ الصَّخْرَةِ عَنْ صَدْرِ الأُمَّةِ- شرحٌ لحديث أصحاب الغار والصخرة- إصدار: 1.0-مُسْوَدَّةٌ.

ملحوظة: الكتاب في صيغة بي دي إف (PDF) لذا فستحتاج إلى برنامج أكروبات ريدر (Acrobat Reader) لقراءته.

(01-10-2011)

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمّا بعدُ..

 

 فقد قام فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله تعالى في المحرّم وصفر سنة 1431هـ-2010م  بإلقاء ثلاث خطبٍ  قيّمةٍ؛  شَرَح فيها - حفظه الله تعالى-  حديث أصحابِ الغار والصخرة؛ موضحًا فيها كثيرًا من المعاني المهمة فيه؛ كالتوسل بالأعمال الصالحة لفَكِّ الكرْبِ ورَفّعِ البلاءِ النازلِ على المسلمين في كلِّ مكان؛ كما رفع الله تعالى البلاءَ عن أصحاب الغار وفكَّ عنهم الكرب، ورفَع عنهم الصخرة التي سدَّتْ بابَ الغار وأغلقت عليهم طريق النجاة.

 

ونظرًا لقيمة هذه الخطب ولمكانتها وخطورة معانيها  فقد قام بعضُ مُحبِّي فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى- منذ شهورٍ بتفريغها، ثم تهذيبها وتخريج أحاديثها في هذه الرسالة التي بين يديك؛ إلّا أن وقت فضيلة الشيخ لم يتسع لمراجعة هذه الرسالة وتهذيبها، فظلت هذه الرسالة مسودةً حتى الآن.

 

لذا فنحن ننشرُ هذه الرسالةَ رغبةً منّا في نشر العلم النافع، وحتى يستفاد إخوانُنا من المعاني العالية  التي ذكرها فضيلة الشيخ في هذه الرسالة، مع ملاحظة أن الرسالةَ مسودّةٌ  وإنْ تحرَّى  مُخرِجوها كلَّ  الدّقَّة في إخراجها ؛ أي لم تراجعْ وتُهذَّب  مِن فضيلتِه عفا الله عنه.

هذا، وقد قسّمنا الرسالةَ إلى مُقدِّمَةٍ ، وأربعةِ فصولٍ. في الفصول الثلاثة الأُولَى شرْح القصص الثلاث لأصحاب الغار، ثم في الفصل الرابع  الدروس المستفادة من الحديث والخاتمة.

وآخراً، فإن محاولة الإسراع بطبع هذه الرسائل قد يوقع في أخطاء غير مقصودة، نتمنَّى تلافيها بعد ذلك، مع قبول النصح تصحيحًا لخطأٍ أو إصلاحًا لخلل، مع طلب الدعاء من أخ صالح استفاد شيئاً من ذلك يعينه على أمر آخرته.

وهو جهد البشر الـمُقِلِّ، فما كان مِن صوابٍ فمِنَ الله، وما كان من خطأٍ فمنَّا ومِنَ الشيطان، واللهُ ورسولُه بريئان منه.

واللهَ الكريمَ نَسْـألُه أن يجعل هذه الرسالةَ في ميزان حسنات فضليتِه حفظه الله تعالى وأن ينفع بها مُخْرِجِيها وكلَّ مَن قرأها، وأن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم؛ جلَّ وعلا.

والله من وراء القصد...،،،

 

              ذو القعدة 1432هـ، أكتوبر 2011


 

 

3

تفريغ كاملٌ لجميع دروس شرح اسم الله تعالى «الرَّزَّاق»  سبحانه وتعالى- إصدار: 1.0 مُسْوَدَّة

ملحوظة: الكتاب في صيغة بي دي إف (PDF) لذا فستحتاج إلى برنامج أكروبات ريدر (Acrobat Reader) لقراءته.

( في17-6-2012: تحديث رابط الملف ليشير إلى تفريغ  جميع دروس هذا الاسم المبارك بعد إضافة تفريغ الدرس الرايع والأخير. راجع التقديم)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أمَّا بعدُ..فهذا تفريغٌ  كاملٌ لجميع الدروس الأربعة لهذا  الشرح الطيّب لاسم الله تعالى «الرزَّاق» لفضيلة الشيخ د/ محمد الدبيسي حفظه الله تعالى، قُمنا بتفريغهما رغبةً مِنَّا في  تيسير وصول المادةِ العلمية والمواعظ الإيمانيةِ التي احتوتْه هذه الدروس  القيّمة لإخواننا طلبة العلم، وحتَّى تسهل عليهم مذاكرةُ الدروس ومراجعتها باستحضار هذا التفريغ المقروء مع سماع الدروس صوتيًّا.

ولقد كنا نشرنا منذ فترة  تفريغ الدروس الثلاثة الأُولَى، ثم تَمّ بفضل الله تعالى تفريغ الدرس الرابع والأخير وتهذيبه، فألحقناه هنا مع إخوانه الدروس الثلاثة الأُولَى لكل يسهل على إخواننا تنزيلُ جميع دروس هذا الشرح المبارك وقراءتها معًا في ملفٍ واحدٍ. 

وممّا يزيد من أهمية هذا التفريغ لهذا الشرح  القيّم  أن التسجيلَ الصوتي لبعض دروس شرح هذا الاسم المشرّف رديءٌ جدا؛ لا سيما الدرس الأول والدرس الثالث منها.

 

ومن الأهمية بمكانٍ بخصوص هذا التفريغ أنْ نُنبِّهَ أن فضيلة  الشيخ حفظه الله تعالى لم يُراجعْه ويُهذّبْه  نظرًا لانشغاله الشديد  في الفترة الأخيرة، لذلك أطلقنا عليه وصفَ "مسودة".

 وكان منهجنا في هذا التفريغ هو تفريغ الدرس تفريغًا حرفيا، ثم مراجعة أخطاء التفريغ ومعالجتها لغويا وسماعيا ..إلخ، ثم تهذيب التفريغ تهذيبًا يسيرًا جدا حتى نُحافظ على عبارات فضيلة الشيخ كما هي على قدر الإمكان وفي نفس الوقت  نُحوّل أسلوبَ الدرس من الصورة المسموعة إلى الصورة المقروءة، ثم تخريج الأحاديث تخريجًا وجيزًا مع ضبطها، وقدْ أبقيْنا ترتيب الشرح على ترتيب الدروس؛ لا على ترتيب الفصول، مُؤجّلين إعادة ترتيب الكتاب على الفصول إلى حين تهذيب فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى له، حيث لاحظنا أحيانا أن تلخيص بعض الدروس  السابقة قد يحتوي على إفادات جديدة لم ترد فيما سبق من دروسٍ..

 

(راجع باقي مقالة التقديم في أول الملف المرفق)

 

4

تفريغ الخطبة الأُولى من  سلسلة أخلاق النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم: «خُلُق الحِلْم»  1.0 مُسْوَدَّة

ملحوظة: الكتاب في صيغة بي دي إف (PDF) لذا فستحتاج إلى برنامج أكروبات ريدر (Acrobat Reader) لقراءته.

(جديد: 31-01-2012)

 

قال تعالى:

  {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } الأحزاب: 21

وقال تعالى:

{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم: 4

 

 

إن أعظم من أخذ بحظه من صفات الله تعالى هو النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذْ ما أمر الله سبحانه وتعالى بأمر أو بخُلق أو بصفة أو بعمل إلا وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم هو المقدَّمَ والرئيسَ فيها؛ إذ لا يكون صلى الله عليه وسلم  قدوةً للبشر أجمعين إلا أن يكون على أحسن الصفات المقربة لله جل وعلا والتي أمر بها عباده.  
 
ليُجاهدِ الناسُ أنفسَهم عند سماعهم  لهذه السيرة العطرة - سيرة النبي صلى الله عليه وسلم-  على أن يتخلَّقوا بأخلاقه، و يتصفوا بصفاته، وأن يكون هو –صلى الله عليه وسلّم-  أسوتهم وقدوتهم.  
 
فلن يجدوا حلاوة الايمان إلا وأن يكون النبيُّ صلى الله عليه وسلم هو أحبَّ إليهم من أنفسِهم والناسِ أجمعين،  وأن يترجموا ذلك الحب له صلى الله عليه وسلم  في تصرفاتهم وأقوالهم وأفعالهم ....  في ظاهرهم وباطنهم .... في أعتقاداتهم وعباداتهم وسلوكهم.  
 
فالمحبة والطاعة إنما تظهر في اتِّباعِ سنَّتِه والتزامِ أوامره والانتهاءِ عن نواهيه والتخلُّقِ بأخلاقه والتأدُّبِ بأدبه صلى الله عليه وسلم في العُسر واليُسر .  
 
ومن العواقب الحسنة لاتِّباع النبيّ  صلى الله عليه وسلم زيادةُ إيمان المؤمنين وعُلُوُّ أخلاقهم وترقيهم في طريق الله تعالى وترقيهم كذلك في  الدار الآخرة في الدرجات العُلا من  درجات الجنة لأنه  قال - بأبي هو وأمي-  صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَىَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّى مَجْلِساً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقاً » .أخرجه الإمامُ  أَبُو عِيسَى الترمذيُّ. وَ قَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ  (2018).  

 

 

 آخر تحديث للصفحة:  8 ربيع الأول 1433 _31-1-2012

 

 

الحقوق الفكرية محفوظة لـ : فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد الدبيسي حفظه الله