| |||||
| |||||
فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله / مقالات / مجموعة مقالات: بخصوص جناب النبي المعظَّم صلى الله عليه وسلم / مقالة: الأمر بالمحافظة عَلَى السُّنَّة وآدابها (الجزء الثاني) |
| ||||
|
|||||
الأمر بالمحافظة عَلَى السُّنَّة وآدابها (الجزء الثاني)
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتاب الماتع رياض الصالحين :
(1)- عن جابر - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ أوْقَدَ نَاراً فَجَعَلَ الجَنَادِبُ والفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهَا وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا ، وَأَنَا آخذٌ بحُجَزكُمْ عَنِ النَّارِ ، وَأنْتُمْ تَفَلَّتونَ مِنْ يَدَيَّ((2)) )) رواه مسلم . (( الجَنَادِبُ )) : نَحوُ الجرادِ وَالفَرَاشِ ، هَذَا هُوَ المَعْرُوف الَّذِي يَقَعُ في النَّارِ . وَ(( الحُجَزُ )) : جَمْعُ حُجْزَة وَهِيَ مَعْقدُ الإزَار وَالسَّراويل .
(3)- عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - بِمَوعِظَةٍ ، فَقَالَ : (( يَا أيُّهَا النَّاسُ ، إنَّكُمْ مَحْشُورونَ إِلَى الله تَعَالَى حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } [ الأنبياء: 103 ] ألا وَإنَّ أَوَّلَ الخَلائِقِ يُكْسى يَومَ القِيَامَةِ إبراهيمُ - صلى الله عليه وسلم - ، ألا وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرجالٍ مِنْ أُمَّتي فَيُؤخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشَّمالِ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أصْحَابِي . فَيُقَالُ : إنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أحْدَثُوا بَعْدَكَ . فَأقُولُ كَما قَالَ العَبدُ الصَّالِحُ : { وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ } إِلَى قولِهِ : { العَزِيزُ الحَكِيمُ } [ المائدة : 117 - 118] فَيُقَالُ لِي : إنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ ((4)) )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . (( غُرْلاً )) : أي غَيرَ مَخْتُونِينَ .
(5)- عن أَبي سعيد عبد الله بن مُغَفَّلٍ - رضي الله عنه - ، قَالَ : نَهَى رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الخَذْفِ((6)) ، وقالَ : (( إنَّهُ لاَ يَقْتُلُ الصَّيْدَ ، وَلاَ يَنْكَأُ((7)) العَدُوَّ ، وإنَّهُ يَفْقَأُ((8)) العَيْنَ ، وَيَكْسِرُ السِّنَّ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وفي رواية : أنَّ قَريباً لابْنِ مُغَفَّل خَذَفَ فَنَهَاهُ ، وَقالَ : إنَّ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم نَهَى عَن الخَذْفِ ، وَقَالَ : (( إنَّهَا لاَ تَصِيدُ صَيداً )) ثُمَّ عادَ !! فَقَالَ : أُحَدِّثُكَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْهُ ، ثُمَّ عُدْتَ تَخذفُ !! لا أُكَلِّمُكَ أَبَداً((9)) .
(10)- وعَن عابس بن رَبيعة ، قَالَ : رَأيْتُ عُمَرَ بن الخطاب - رضي الله عنه - يُقَبِّلُ الحَجَرَ - يَعْنِي : الأسْوَدَ - وَيَقُولُ : إني أَعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ مَا تَنْفَعُ وَلاَ تَضُرُّ ، وَلَولا أنِّي رَأيْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ((11)) . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- (1) - أخرجه : مسلم 7/64 ( 2285 ) ( 19 ) . (2) قال النووي في شرح صحيح مسلم 8/44 ( 2285 ) : (( شبّه - صلى الله عليه وسلم - الجاهلين والمخالفين بمعاصيهم وشهواتهم في نار الآخرة ، وحرصهم على الوقوع فيها ، مع منعه إياهم ، بتساقط الفراش في نار الدنيا ، لهواه وضعف تمييزه )) . (3) - أخرجه : البخاري 4/169 ( 3349 ) ، ومسلم 8/157 ( 2860 ) ( 58 ) . (4) قال النووي في شرح صحيح مسلم 9/166 ( 2860 ) : (( المقصود أنهم يحشرون كما خُلقوا لا شيء معهم ، ولا يفقد منهم شيء )) . 5) - أخرجه : البخاري 8/60 ( 6220 ) ، ومسلم 6/72 ( 1954 ) ( 56 ).(6) الخذف : هو أخذ حصاة أو نواة بين السبابتين ويرمى بها . النهاية 2/16 . (7) ينكأ : أي لا يقتل . دليل الفالحين 2/221 . (8) أي يشقها . النهاية 3/461 . (9) قال النووي في شرح صحيح مسلم 7/94 ( 1954 ) : (( فيه هجران أهل البدع والفسوق ومنابذي السنة مع العلم )) . (10) - أخرجه : البخاري 2/183 ( 1597 ) ، ومسلم 4/67 ( 1270 ) ( 251 ) . (11) قال الحافظ ابن حجر في الفتح 3/584 ( 1597 ) : (( في الحديث التسليم للشارع في أمور الدين ، وحُسن الاتباع فيما لم يُكشف عن معانيها )) .
--------------------------------------------- هذه المقالة نقلها لكم محررو الموقع من كتاب رياض الصالحين، تحقيق الأستاذ دكتور/ ماهر الفحل جزاه الله خيرا. وقد كتب هذه المقالة محررو الموقع -بحسب ما أدى إليه فهمهم واجتهادهم - , لذا فإن أي خطأ يتحمله المحررون وحدهم , وفضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله تعالى عافاه الله تعالى ليست له علاقة به , والله الموفق. ________________________________________________________ روابط ذات صلة : مجموعة مقالات بخصوص جناب النبي المعظَّم صلى الله عليه وسلم ملف: في حُبِّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم ________________________________________________________________________________________________________________ آخر تحديث للصفحة: 21 شعبان 1431 _2-8-2010
|
|||||
الحقوق الفكرية محفوظة لـ : فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله