آداب
المستفتي مع مفتيه
ينبغي
للمستفتى أن يتأدب مع المفتى ويبجله في خطابه وجوابه ونحو
ذلك,
ولا يومئ بيده في وجهه,
ولا يقل له: ما تحفظ في كذا؟
أو ما مذهب امامك أو الشافعي في كذا؟
ولا
يقل إذا أجابه: هكذا قلتُ أنا , أو كذا وقع لي ،
ولا يقل: أفتاني فلان أو غيرك بكذا ,
ولا يقل: إن كان جوابك موافقا لمن كتب فاكتب وإلا
فلا تكتب؟
ولا
يسأله وهو قائم أو مستوفز أو على حالة ضجر أو همّ أو غير
ذلك مما يشغل القلب:
وينبغي
أن يبدأ بالأسن الأعلم من المفتين , وبالأولى فالأولى إن
أراد جمع الأجوبة في رقعة، فإن أراد إفراد الأجوبة في رقاع
بدأ بمن شاء،
وتكون
رقعة الاستفتاء واسعة ليتمكن المفتى من استيفاء الجواب
واضحا لا مختصرا مضرا بالمستفتَى،
ولا
يدع الدعاء في رقعة لمن يستفتيه ، قال الصيمري فان
اقتصر على فتوى واحد قال: ما تقول رحمك الله ،؟ أو: رضي
الله عنك ، أو: وفقك الله وسدك ورضي عن والديك، ولا يحسن
أن يقول رحمنا الله وإياك ،
وان أراد جواب جماعة قال : ما تقولون رضي الله عنكم ، أو:
ما تقول الفقهاء سددهم الله تعالى،
ويدفع
الرقعة إلى المفتى منشورة ويأخذها منشورة فلا يحوجه إلى
نشرها ولا إلى طيها
ينبغي
أن يكون كاتب الرقعة ممن يحسن السؤال ويضعه على الغرض مع
إبانة الخط واللفظ وصيانتهما عما يتعرض للتصحيف: قال
الصيمري يحرص أن يكون كاتبها من أهل العلم وكان بعض
الفقهاء ممن له رياسة لا يفتى إلا في رقعة كتبها رجل بعينه
من أهل العلم ببلده
وينبغي
للعامي أن لا يُطالب المفتى بالدليل ولا يقل: لِمَ قلتَ؟ ،
فإن أحب أن تسكن نفسه بسماع الحجة طلبها في مجلس آخر أو في
ذلك المجلس بعد قبول الفتوى مجردة ، قال السمعاني:
لا يمنع من طلب الدليل وأن
ه
يلزمه
المفتى أن يذكر له الدليل إن كان مقطوعا به ولا يلزمه إن
لم يكن مقطوعا به لافتقاره إلى اجتهاد يقصر فهم العامي عنه،
والصواب الأول
.
)
انتهى النقل من
كلام الإمام النووي رحمه الله تعالى