فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد الدبيسي حفظه الله
موقع غير رسمي يحتوي على المحاضرات الصوتية و كتب لفضيلة الشيخ

 

الصفحة الرئيسية / مقالات / مجموعة مقالات: أحاديث وآياتٌ في البعث وأهوال يوم القيامة / الصراط

 

 

ابحث داخل الموقع    

الرئيسية 

ترجمة الشيخ

ركن الصوتيات

مواعيد  الدروس

ركن الكتب

مختارات

ركن الملفات

ركن المقالات

إلي محرر الموقع

جديد الموقع

معلومات حول الموقع

 

 

 

 

 

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ صلى ال له عليه وسلم.

فهذه بعض الأحاديث وبعض معانيها أُذكّر بها أولا نفسي ثم إخواني ببعض أهوال الصراط يوم القيامة للاتعاظ، والتقوَى، والمبادرة بالتوبة، وللتذكرة وعدم الغفلة؛ قال تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ}، [الأنبياء:1]

وكتبه محرر (مشرف) الموقع؛ محبٌ (برجاء قراءة هذا التنبيه أدناه).

 

-------------------------------------------------------------------------------

 

الصراط (1)

الصراط دَحْضٌ مَزِلَّةٌ ؛ فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ وَحَسَكٌ:

الصراط كحدّ السيف، يمرُّ الناس عليه بقدر نورهم:

الصراطُ وقوله تعالى:  {يوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}:

الأمانةُ والرحمُ تقومان على جانبي الصراط لكي تُحاجّا عنك، أو تَشهدا عليك:

الصراطُ وقوله تعالى : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} :

قنطرة الاقتصاص من المظالم بعد عبور الصراط:

َالرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ أَمَامَهُمْ :

 

 

-------------------------------------------------------------------------------

 

الصراط دَحْضٌ مَزِلَّةٌ؛ فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ وَحَسَكٌ:

 

 

قال صلى الله عليه وسلم واصفًا بعض المشاهد العظيمة في يوم القيامة:

«ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ، وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ، وَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ! سَلِّمْ؛ سَلِّمْ » .

 

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجِسْرُ؟

قَالَ « دَحْضٌ مَزِلَّةٌ؛ فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ وَحَسَكٌ تَكُونُ بِنَجْدٍ، فِيهَا شُوَيْكَةٌ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ،

 

فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ، وَكَالْبَرْقِ، وَكَالرِّيحِ، وَكَالطَّيْرِ، وَكَأَجَاوِيدِ، الْخَيْلِ، وَالرِّكَابِ؛ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ.. وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ.. وَمَكْدُوسٌ فِى نَارِ جَهَنَّمَ .

 

حَتَّى إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ: فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ بِأَشَدَّ مُنَاشَدَةً لِلَّهِ فِى اسْتِقْصَاءِ الْحَقِّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لِلَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ فِى النَّارِ، يَقُولُونَ:

رَبَّنَا كَانُوا يَصُومُونَ مَعَنَا وَيُصَلُّونَ وَيَحُجُّونَ؟

 

فَيُقَالُ لَهُمْ: أَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ .

فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ عَلَى النَّارِ،  فَيُخْرِجُونَ خَلْقاً كَثيراً قَدْ أَخَذَتِ النَّارُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ وَإِلَى رُكْبَتَيْهِ،

 

ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا مَا بَقِىَ فِيهَا أَحَدٌ مِمَّنْ أَمَرْتَنَا بِهِ .

فَيَقُولُ: ارْجِعُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ خَيْرٍ؛ فَأَخْرِجُوهُ . فَيُخْرِجُونَ خَلْقاً كَثِيراً،

 

ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا أَحَداً مِمَّنْ أَمَرْتَنَا .

ثُمَّ يَقُولُ: ارْجِعُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ مِنْ خَيْرٍ؛ فَأَخْرِجُوهُ .

 

فَيُخْرِجُونَ خَلْقاً كَثِيراً، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا مِمَّنْ أَمَرْتَنَا أَحَداً .

ثُمَّ يَقُولُ: ارْجِعُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ؛ فَأَخْرِجُوهُ .

 

فَيُخْرِجُونَ خَلْقاً كَثِيراً، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا خَيْراً » .

 

 

وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِىُّ يَقُولُ: إِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِى بِهَذَا الْحَدِيثِ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً}.

 

« فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: شَفَعَتِ الْمَلاَئِكَةُ وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ؛

فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْماً لَمْ يَعْمَلُوا خَيْراً قَطُّ؛ قَدْ عَادُوا حُمَماً، فَيُلْقِيهِمْ فِى نَهْرٍ فِى أَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ نَهْرُ الْحَيَاةِ،

فَيَخْرُجُونَ كَمَا تَخْرُجُ الْحِبَّةُ فِى حَمِيلِ السَّيْلِ؛ أَلاَ تَرَوْنَهَا تَكُونُ إِلَى الْحَجَرِ أَوْ إِلَى الشَّجَرِ مَا يَكُونُ إِلَى الشَّمْسِ أُصَيْفِرُ وَأُخَيْضِرُ، وَمَا يَكُونُ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ يَكُونُ أَبْيَضَ؟ » .

 

فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَأَنَّكَ كُنْتَ تَرْعَى بِالْبَادِيَةِ!

 

 

قَالَ « فَيَخْرُجُونَ كَاللُّؤْلُؤِ، فِى رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِمُ، يَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ،

 

 

ثُمَّ يَقُولُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَمَا رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لَكُمْ . فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ .

 

فَيَقُولُ: لَكُمْ عِنْدِى أَفْضَلُ مِنْ هَذَا. فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا أَىُّ شَىْءٍ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا؟!!

 

فَيَقُولُ: رِضَاىَ؛ فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَداً » .

***/

أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (302)

***/

معاني بعض الكلمات:

قوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ثُمَّ يُضْرَب الْجِسْر عَلَى جَهَنَّم وَتَحِلّ الشَّفَاعَة )

الْجِسْر : هُوَ الصِّرَاط .

وَمَعْنَى تَحِلّ الشَّفَاعَة: أَيْ : تَقَع وَيُؤْذَن فِيهَا .

 

قَوْله : ( قِيلَ : يَا رَسُول اللَّه وَمَا الْجِسْر ؟ قَالَ : دَحْض مَزَلَّة ) : الدَّحْض وَالْمَزَلَّة بِمَعْنًى وَاحِد ، وَهُوَ الْمَوْضِع الَّذِي تَزِلّ فِيهِ الْأَقْدَام وَلَا تَسْتَقِرّ . وَمِنْهُ دَحَضَتْ الشَّمْس أَيْ : مَالَتْ ، وَحُجَّة دَاحِضَة لَا ثَبَات لَهَا .

 

 

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فِيهِ خَطَاطِيف وَكَلَالِيب وَحَسَك )

أَمَّا الْخَطَاطِيف : فَجَمْع خُطَّاف . وَالْكَلَالِيب بِمَعْنَاهُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانهمَا ، وَأَمَّا الْحَسَك: فهُوَ شَوْك صُلْب مِنْ حَدِيد .

 

( السعدانِ) وهو جمع سعدانة؛ وهو نباتٌ ذو شوكٍ .

 

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَنَاجٍ مُسَلَّم وَمَخْدُوش مُرْسَل وَمَكْدُوس فِي نَار جَهَنَّم ): أَنَّهُمْ ثَلَاثَة أَقْسَام على الصراط:

 

1- قِسْم يَسْلَمُ؛ فَلَا يَنَالهُ شَيْء أَصْلًا ، اللهم اجعلنا من هؤلاء يا رب. آمين.

 

2- وَقِسْم يُخْدَشُ، ثُمَّ يُرْسَل فَيُخَلَّص ، وخَدْشُ الجلد : هو قَشْرُه بِعُود أو نحوه، نعوذ بالله تعالى أن نكون من هذا القسم. آمين

 

3- وَقِسْم يُكَرْدَس . وَيُلْقَى فَيَسْقُط فِي جَهَنَّم . وَ"مَكْدُوس" معناه: كَوْن الْأَشْيَاء بَعْضهَا عَلَى بَعْض . نعوذ بالله تعالى أن نكون من هذا القسم أيضًا. آمين

 

و(الْحُمَم ): الْفَحْم ، الْوَاحِدَة منه: حُمَمَة .

***/

انظلر بتصرف واختصار: شرح الإمام النووي على صحيح مسلم، شرح ابن بطال على البخاري، النهاية في غريب الأثر لابن الأثير.

***/

فتأمَلْ أخي الحبيب هذا الحديثَ السابق، واعملْ من الآن لهذه اللحظات العصيبة التي ستمرّ فيها على هذا الصراط الدحض المزلَة، فلا تدري أتكون ممَّن سلّمه الله تعالى، أم من المخدوشين ثم يُطلقهم الله تعالى ويُنجيهم، أم مِن الذين تخطفهم الكلاليب فتُكردسهم في نار جهنم - عافاك الله منها؟

اللهم أنك عفوٌّ كريم تحب العفوَ فاعفُ عنّا. اللهم قِنا عذابك يومَ تبعث عبادك. اللهم أعتق رقابَنا من النار.

 

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

 

 الصراط مُظلِمٌ، وكحدّ السيف، يمرُّ الناس عليه بقدر نورهم وأعمالهم:

 

قال صلى الله عليه وسلم:

 

والصراطُ كحدِّ السيف؛ دحض مزلّة.

 

قال: فيمرّون على قدْر نورهم؛ فمنهم مَن يمرُّ كانقضاض الكَوْكبِ، ومنهم من يمرُّ كالطرْفِ، ومنهم من يمرُّ كالريح، ومنهم من يمر كشدِّ الرُّجل ويرملُ رَملًا،

 

فيمرون على قدر أعمالهم: حتى يمر الذي نوره على إبهام قدميه؛ تخرُّ يدٌ وتعلق يدٌ، وتخر رِجْلٌ وتعلق رِجلٌ، فتصيب جوانبه النارُ.

***/

قال المنذري في الترغيب : (رواه ابن أبي الدنيا والطبراني والحاكم واللفظ له)، وصحَّحه الألباني في صحيح الترغيب

****/

 

وفي صحيح مسلم (315) أن يهوديًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم:

أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

«
هُمْ فِى الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ» .



*****/


يا رب سلّم سلّم. اللهم وفقنا إلى الأعمال الصالحة واجعلها نورًا لنا على الصراط نعبر به سالمين ناجين. اللهم  آمين.

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

الصراطُ وقوله تعالى:  {يوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} :

****/

 

قال تعالى:

{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، [الحديد:12]

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى ما حاصله في تفسيره:

 يقول تعالى مخبرًا عن المؤمنين المتصدقين: أنهم يوم القيامة يسعَى نورهم بين أيديهم في عَرصات القيامة، بحسب أعمالهم، كما قال عبد الله بن مسعود في قوله: {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} قال: على قدر أعمالهم؛ يمرون على الصراط، منهم مَن نوره مثل الجبل، ومنهم مَن نوره مثل النخلة، ومنهم مَن نوره مثل الرجل القائم، وأدناهم نورًا مَن نوره في إبهامه يتَّقد مرةً، ويطفأ مرةً. ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير..

وقال الحسن في قوله :{ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } يعني: على الصراط..

قوله { وَبِأَيْمَانِهِمْ } قال الضحاك: أي : وبأيمانهم كُتبهم، كما قال: {فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ} [الإسراء: 71].

 

وقوله تعالى في الآية التي تَليها: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} وهذا إخبارٌ منه تعالى عما يقع يوم القيامة في العرصات يوم القيامة من الأهوال المزعجة، والزلازل العظيمة، والأمور الفظيعة ، وإنه لا ينجو يومئذ إلا من آمن بالله ورسوله، وعمل بما أمر الله، به وترك ما عنه زجر.

 انتهى من كلام ابن كثير رحمه الله تعالى بتصرف واختصار كثيرٍ. والعَرَصاتُ : جمعُ عَرْصَةٍ؛ وهي كلُّ موضِعٍ واسع لا بِناء فيه. النهاية، لابن الأثير.  

 

 

وفي حديث جابر رضي الله عنه في صحيح الإمام مسلم:

 

عن أَبي الزُّبَيْرِ رحمه الله تعالى  أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ  رضي الله عنه يُسْأَلُ عَنِ الْوُرُودِ فَقَالَ:

 

نَجِىءُ نَحْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ كَذَا وَكَذَا، انْظُرْ أَىْ ذَلِكَ فَوْقَ النَّاسِ.

 

- قَالَ - فَتُدْعَى الأُمَمُ بِأَوْثَانِهَا وَمَا كَانَتْ تَعْبُدُ؛ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ،  

 

ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: مَنْ تَنْظُرُونَ؟ فَيَقُولُونَ نَنْظُرُ رَبَّنَا . فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ . فَيَقُولُونَ: حَتَّى نَنْظُرَ إِلَيْكَ؟ . فَيَتَجَلَّى لَهُمْ؛ يَضْحَكُ - قَالَ - فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ وَيَتَّبِعُونَهُ،  

وَيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ - مُنَافِقٍ أَوْ مُؤْمِنٍ – نُوراً، ثُمَّ يَتَّبِعُونَهُ،  وَعَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ وَحَسَكٌ  تَأْخُذُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ،  ثُمَّ يَطْفَأُ نُورُ الْمُنَافِقِينَ، ثُمَّ يَنْجُو الْمُؤْمِنُونَ؛

 

فَتَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ؛ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؛ سَبْعُونَ أَلْفاً لاَ يُحَاسَبُونَ؛

 

 ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ؛كَأَضْوَإِ نَجْمٍ فِى السَّمَاءِ، ثُمَّ كَذَلِكَ،

 

 ثُمَّ تَحِلُّ الشَّفَاعَةُ، وَيَشْفَعُونَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَانَ فِى قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً،

 

 فَيُجْعَلُونَ بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ، وَيَجْعَلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَرُشُّونَ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ حَتَّى يَنْبُتُوا نَبَاتَ الشَّىْءِ فِى السَّيْلِ وَيَذْهَبُ حُرَاقُهُ، ثُمَّ يَسْأَلُ؛ حَتَّى تُجْعَلَ لَهُ الدُّنْيَا وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهَا مَعَهَا .

 

أخرجه الإمامُ مسلم  في صحيحه موقوفًا من كلام جابر رضي الله عنه : (316).

 

موعظة:


عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:



« اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاتَّقُوا الشُّحَّ؛ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ؛ حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ» .

أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (2578).

وقوله صلى الله عليه وسلم: (اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) : «هُوَ عَلَى ظَاهِره؛ فَيَكُون الظلم ظُلُمَاتٍ عَلَى صَاحِبه؛ لَا يَهْتَدِي يَوْم الْقِيَامَة سَبِيلًا حَين يَسْعَى نُور الْمُؤْمِنِينَ بَيْن أَيْدِيهمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ..» انتهى بتصرف واختصار من شرح الإمام النووي على صحيح مسلم، وقد ذكر احتمالا آخر لشرح تلك الجملة النبوية الشريفة.

فتأمّل أخي الحبيب؛ في تلك المواقف العصيبة المهولة الفظيعة؛ في عرصات القيامة ، وفي أثناء أهوال عبور ذلك الصراط المظلم الذي هو أحدّ من السيف وأدّق من الشعرة، تحته جهنّم تتلظَّى، وعلى جانبي الصراط الخطاطيف والشوك، يُطفأُ نور أولئك الظالمين ليُلاقوا ما أُعدّ لهم؛ جزاءً وفاقًا لظُلمهم، إلا أنْ يعفو الله تعالى ويلطف.

رب نعوذ بك أن نَظلم أو نُظلَم.  آمين.

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

 

الأمانةُ والرحمُ تقومان على جانبي الصراط لكي تُحاجّا عنك، أو تَشهدا عليك:

 

قال صلى الله عليه وسلم:

»وتُرْسَلُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ((3)) ، فَيَقُومانِ جَنْبَتَي الصِّرَاطِ يَمِيناً وَشِمَالاً  . فَيَمُرُّ أوَّلُكُمْ كَالبَرْقِ «

 

قُلْتُ : بأبي وَأمِّي ، أيُّ شَيءٍ كَمَرِّ البَرقِ ؟!

 

قَالَ : » ألَمْ تَرَوا كَيْفَ يمُرُّ وَيَرْجِعُ في طَرْفَةِ عَيْن!؟

 

ثُمَّ كَمَرّ الرِّيحِ ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ ، وَشَدِّ الرِّجَال(4)؛ تَجْري بهمْ أعْمَالُهُمْ !

 

وَنَبيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّراطِ ، يَقُولُ : رَبِّ! سَلِّمْ.. سَلِّمْ ،

 

حَتَّى تَعْجِزَ أعْمَالُ العِبَادِ ؛ حَتَّى يَجِيء الرَّجُلُ لا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إلاَّ زَحْفاً !

 

وَفي حَافَتي الصِّراطِ كَلاَلِيبُ معَلَّقَةٌ مَأمُورَةٌ بِأخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ ، وَمُكَرْدَسٌ((5)) في النَّارِ »

 

وَالَّذِي نَفْسُ أَبي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ: إنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفاً((6)) .

 

رواه مسلم .

***/

معاني بعض الكلمات:

(3) قوله « وتُرْسَلُ الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَيَقُومانِ جَنْبَتَي الصِّرَاطِ يَمِيناً وَشِمَالاً.» وذلك لِعِظَمِ أمرِهما وكبر موقعمها؛ فتصوَّران مشخَّصتَيْنِ على الصفة التي يريدها الله تعالى . انتهى بتصرف من شرح مسلم للإمام النووي.

(4)  «وَشَدِّ الرِّجَال»  : قال المصنف في شرح صحيح مسلم 2/61 : (( أي عَدْوها البالغ وجَرْيُها . «وتجري بهم أعمالهم» معناه: أنهم يكونون في سرعة المرور على حسب مراتبهم وأعمالهم )) .

(5) «المكردس » هو الذي جُمعت يداه ورجلاه وأُلقي إلى موضع . النهاية 4/162 .

(6) الخريف : السنة .

انتهى من حاشية تحقيق كتاب رياض الصالحين للدكتور: ماهر الفحل، جزاه الله خيرا.

***/

"قَالَ التُّورِبِشْتِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ: يُرِيدُ بِجَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ: نَاحِيَتَيْهِ الْيُمْنَى وَالْيُسْرَى،

وَالْمَعْنَى: أَنَّ الْأَمَانَةَ وَالرَّحِمَ - لِعَظَمَةِ شَأْنِهِمَا وَفَخَامَةِ أَمْرِهِمَا، مِمَّا يَلْزَمُ الْعِبَادَ مِنْ رِعَايَةِ حَقِّهِمَا - يَمْثُلَانِ هُنَالِكَ لِلْأَمِينِ وَالْخَائِنِ، وَالْوَاصِلِ وَالْقَاطِعِ، فَيُحَاجَّانِ عَنِ الْمُحِقِّ الَّذِي رَاعَاهُمَا، وَيَشْهَدَانِ عَلَى الْمُبْطِلِ الَّذِي أَضَاعَهُمَا ; لِيَتَمَيَّزَ كُلٌّ مِنْهُمَا".

انتهى من مرقاة المفاتيح للملا على القاري رحمه الله تعالى

****/

فحافظْ أخي الحبيب على الأمانة وصلة الأرحام حتى تكونان لك حُجتَينِ لك على الصراط، لا شهيدتَينِ عليك؛ عياذًا بالله تعالى من الأخيرة.

وتأمَّل دعاء الحبيب صلى الله عليه وسلم وشفقتَه لأٌمّته على الصراط يقول: “رَبِّ! سَلِّمْ.. سَلِّمْ “ ، فحافظْ على سُنّته وأطعْ أوامرَه؛ لكي تكون أهلًا لشفاعته صلى الله عليه وسلم.

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

 

الصراطُ وقوله تعالى : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} :

 

****/

قال الله تعالى عن جهنمَ :

{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}

[مريم:71-72]

***/

عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِى أُمُّ مُبَشِّرٍ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ:

«لاَ يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ؛ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا» .

قَالَتْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَانْتَهَرَهَا.

فَقَالَتْ حَفْصَةُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا}؟؟

فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:

« قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ثُمَّ نُنَجِّى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}

أخرجه الإمامُ مسلمٌ في صحيحه (2496)

***/

وعن السُّدِّيِّ قال:

سألتُ مُرَّةَ الهمدانيَّ عن قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا

فحدَّثني أن ابن مسعود حدَّثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«يرِدُ الناسُ النار،َ ثم يَصْدُرُون بأعمالهم: فأوَّلُهم كلمع البرق، ثم كمَرِّ الريح، ثم كحضر الفرَسِ، ثم كالراكب، ثم كشدِّ الرحالِ، ثم كمشيهم»

أخرجه الحاكم مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصحَّحه على شرط الإمام مسلم، ووافقه الذهبيُّ، وصحَّحَ الألبانيُّ نحوَه في صحيح الترغيب

****/

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:

{إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا }: قال : الصراطُ على جهنم مثل حدِّ السيف، فتمرُّ الطائفةُ الأولى كالبرق، و الثانية كالريح، والثالثة كأجود الخيل، و الرابعة كأجود الإبل والبهائم، ثم يمرُّون، والملائكة تقول: ربِّ! سلِّمْ؛ سلِّمْ.

أخرجه الحاكم موقوفًا على عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه وقال: (حديث صحيح على شرط الشيخين)، ووافقه الذهبيُّ

***/

وَاخْتَلَفَ السَّلَف فِي الْمُرَاد بِالْوُرُودِ فِي الْآيَة ، فَقِيلَ هُوَ الدُّخُول.. ، وَقِيلَ الْمُرَاد بِالْوُرُودِ الْمَمَرّ عليها.. ، وَهَذَانِ الْقَوْلَانِ أَصَحّ مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ وَلَا تَنَافِي بَيْنهمَا ، لِأَنَّ مَنْ عَبَّرَ بِالدُّخُولِ تَجوَّز بِهِ عَنْ الْمُرُور ، وَوَجْهُه: أَنَّ الْمَارّ عَلَيْهَا فَوْق الصِّرَاط فِي مَعْنَى مَنْ دَخَلَهَا. انظر باختصار كثيرٍ جدا: فتح الباري للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى.

***/

فيا مَن تريد أن يُنجّيك الله تعالى مِن النار ومِن أهوال العبور على الصراط المضروب على جهنم يوم القيامة عليك بتقوَى الله تعالى والزيادة في العمل الصالح، وترْكِ الظُلم والمعاصي، فقد أقسمَ الله العظيم قائلًا: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}، [مريم:71-72].

اللهم سلِّمْنا جميعًا ووالدينا ومشايخَنا وأهلِينا وذُريّاتنا من النار ومن أهوال يوم القيامة ومن أهوال العبور على الصراط. آمين

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

 

 قنطرة الاقتصاص من المظالم بعد عبور الصراط:

****/

قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى: حدَّثَنِى الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: {وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} : قَالَ:

 

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِى الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِىِّ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

 

«يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ ، فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ، مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِى الدُّنْيَا ،

 

حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا: أُذِنَ لَهُمْ فِى دُخُولِ الْجَنَّةِ ،

 

فَوَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ: لأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِى الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِى الدُّنْيَا»

 

أخرجه الإمام البخاري في صحيحيه (6535)، وأخرجه البخاري أيضًا بنحوه (2440)

 

****/

 

شرحٌ موجز لبعض عبارات الحديث الواردة في الرواتَيْنِ:

 

قَوْله ( إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّار ) : أَيْ نَجَوْا مِنْ السُّقُوطِ فِيهَا بَعْدَمَا جَازُوا عَلَى الصِّرَاط ،

 

قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : (هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنُونَ هُمْ الَّذِينَ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ الْقِصَاص لَا يَسْتَنْفِدُ حَسَنَاتِهِمْ.). اهـ.

 

قال الحافظ ابن حجر : «وَلَعَلَّ أَصْحَاب الْأَعْرَاف مِنْهُمْ عَلَى الْقَوْل الْمُرَجَّحِ آنِفًا ، وَخَرَجَ مِنْ هَذَا صِنْفَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ : مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ؛ وَمَنْ أَوْبَقَهُ عَمَلُهُ .» انتهى.

***/

 

قَوْله ( فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ) :الصِّرَاط جِسْرٌ مَوْضُوعٌ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ، والْجَنَّة وَرَاءَ ذَلِكَ الصراط؛ فَيَمُرُّ عَلَيْهِ النَّاسُ بِحَسَبِ أَعْمَالهمْ ، فَمِنْهُمْ النَّاجِي وَهُوَ مَنْ زَادَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ، أَوْ اِسْتَوَيَا، أَوْ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَمِنْهُمْ السَّاقِطُ وَهُوَ مَنْ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ إِلَّا مَنْ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ ،

فَالسَّاقِط مِنْ الْمُوَحِّدِينَ : يُعَذَّبُ مَا شَاءَ اللَّه ثُمَّ يَخْرُجُ بِالشَّفَاعَةِ وَغَيْرِهَا ،

 

وَالنَّاجِي: قَدْ يَكُون عَلَيْهِ تَبِعَاتٌ وَلَهُ حَسَنَات تُوَازِيهَا أَوْ تَزِيدُ عَلَيْهَا؛ فَيُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ مَا يَعْدِلُ تَبِعَاتِهِ فَيَخْلُصُ مِنْهَا .

 

وَاخْتُلِفَ فِي الْقَنْطَرَة الْمَذْكُورَة، فَقِيلَ: هِيَ مِنْ تَتِمَّةِ الصِّرَاطِ وَهِيَ طَرَفُهُ الَّذِي يَلِي الْجَنَّة ،

وَقِيلَ: إِنَّهُمَا صِرَاطَانِ ، وَبِهَذَا الثَّانِي جَزَمَ به الْقُرْطُبِيّ ..

***/

قَوْله ( حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا ): " هُذِّبُوا وَنُقُّوا" :هُمَا بِمَعْنَى التَّمْيِيزِ وَالتَّخْلِيصِ مِنْ التَّبِعَاتِ .

 

***/

 

قال الحافظ ابن حجر : وَلِأَصْلِ الْحَدِيث شَاهِدٌ مِنْ مُرْسَل الْحَسَن أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي حَاتِم بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْهُ قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يُحْبَس أَهْلُ الْجَنَّة بَعْد مَا يَجُوزُونَ الصِّرَاط حَتَّى يُؤْخَذ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْض ظُلَامَاتُهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَيَدْخُلُونَ الْجَنَّة وَلَيْسَ فِي قُلُوب بَعْضهمْ عَلَى بَعْض غِلٌّ".

 

***/

 

انظر بتصرف: فتح الباري للحافظ ابن حجر، شرح الحديث المذكور.

***/

فاحذَرْ أخي الحبيب من مظالم العباد، فحتى لو نجوتَ بأعمالك الصالحة بعد الصراط؛ فستُوقَفُ بعد الصراط عند القنطرة ليقتصَّ المؤمنون منك مظالمَ ظلمتهم فيها في الدنيا.

يا رب سَلِّمْ سلِّمْ. اللهم نعوذ بك أن نكون من الظالمين، اللهم يسِّرْ عبور الصراط والقنطرة حالَ كوننا ناجين سالمين. آمين.

 

 

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

َالرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ أَمَامَهُمْ :

 

عَبْدُ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

"يَجْمَعُ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ قِيَامًا أَرْبَعِينَ سَنَةً شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ

قَالَ:"وَيَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ مِنَ الْعَرْشِ إِلَى الْكُرْسِيِّ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ أَيُّهَا النَّاسُ: أَلَمْ تَرْضَوْا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا أَنْ يُوَلِّيَ كُلَّ نَاسٍ مِنْكُمْ مَا كَانُوا يَتَوَلَّوْنَ وَيَعْبُدُونَ فِي الدِّينِ، أَلَيْسَ ذَلِكَ عَدْلا مِنْ رَبِّكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى"،

 

 قَالَ:"فَلْيَنْطَلِقْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الدُّنْيَا"،

 

قَالَ:"فَيَنْطَلِقُونَ وَيُمَثَّلُ لَهُمْ أَشْيَاءُ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الشَّمْسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الْقَمَرِ، وَإِلَى الأَوْثَانِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَأَشْبَاهِ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ"، قَالَ:"وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرًا شَيْطَانُ عُزَيْرٍ، وَيَبْقَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ"،

 

 قَالَ:"فَيَتَمَثَّلُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ فَيَأَتِيهِمْ فَيَقُولُ: مَا لَكُمْ لا تَنْطَلِقُونَ كَمَا انْطَلَقَ النَّاسُ؟"، قَالَ:"فَيَقُولُونَ إِنَّ لَنَا لإِلَهًا مَا رَأَيْنَاهُ بَعْدُ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَهُ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ؟ فَيَقُولُونَ: إنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلامَةً إِذَا رَأَيْنَاهَا عَرَفْنَاهَا، قَالَ: فَيَقُولُ: مَا هِي؟ فَيَقُولُونَ: يَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ"، قَالَ:"فَعِنْدَ ذَلِكَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ فَيَخِرُّ كُلُّ مَنْ كَانَ بِظَهْرِهِ طَبَقٌ، وَيَبْقَى قَوْمٌ ظُهُورُهُمْ كَصَياصِيِّ الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ، وَقَدْ كَانَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ،

 

 ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ، فَيَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ، فَيُعْطِيهِمْ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورًا مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورًا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، حَتَّى يَكُونَ رَجُلا يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يُضِئُ مَرَّةً وَيَفِيءُ مَرَّةً، فَإِذَا أَضَاءَ قَدَّمَ قَدَمَهُ فَمَشَى، وَإِذَا طُفِئَ قَامَ"، قَالَ:"وَالرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ أَمَامَهُمْ حَتَّى يَمُرَّ فِي النَّارِ فَيَبْقَى أَثَرُهُ كَحَدِّ السَّيْفِ دَحْضُ مَزِلَّةٍ"، قَالَ:"وَيَقُولُ: مُرُّوا، فَيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ نُورِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَطَرْفِ الْعَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالْبَرْقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالسَّحَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَانْقِضَاضِ الْكَوْكَبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الْفَرَسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الرَّجُلِ، حَتَّى يَمُرَّ الَّذِي أُعْطِيَ نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمَيْهِ يَحْبُو عَلَى وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ تَخِرُّ رِجْلُ، وَتَعْلَقُ رِجْلٌ، وَيُصِيبُ جَوَانُبَهُ النَّارُ، فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْلُصَ، فَإِذَا خَلَصَ وَقَفَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا أَنْ نَجَّانِي مِنْهَا بَعْدَ إِذْ رَأَيْتُهَا"،

 

قَالَ:"فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى غَدِيرٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَغْتَسِلُ فَيَعُودُ إِلَيْهِ رِيحُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَلْوَانِهُمْ، فَيَرَى مَا فِي الْجَنَّةِ مِنْ خِلالِ الْبَابِ فَيَقُولُ: رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَتَسْأَلُ الْجَنَّةَ، وَقَدْ نَجِّيتُكَ مِنَ النَّارِ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَهَا حِجَابًا لا أَسْمَعُ حَسِيسَهَا"،

 

قَالَ:"فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ"، قَالَ:"فَيَرَى أَوْ يُرْفَعُ لَهُ مَنْزِلٌ أَمَامَ ذَلِكَ كَأَنَّمَا هُوَ فِيهِ إِلَيْهِ حُلْمٌ، فَيَقُولُ: رَبِّ أَعْطِنِي ذَلِكَ الْمَنْزِلَ، فَيَقُولُ لَهُ: فَلَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَهُ تَسْأَلُ غَيْرَهُ، فَيَقُولُ: لا وَعِزَّتِكَ لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَأَيُّ مَنْزِلٍ يَكُونُ أَحْسَنَ مِنْهُ، قَالَ: وَيَرَى أَوْ يُرْفَعُ لَهُ أَمَامَ ذَلِكَ مَنْزِلٌ آخَرُ كَأَنَّمَا هُوَ إِلَيْهِ حُلْمٌ، فَيَقُولُ: أَعْطِنِي ذَلِكَ الْمَنْزِلَ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلالُهُ: فَلَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَهُ تَسْأَلُ غَيْرَهُ، قَالَ: لا وَعِزَّتِكَ لا أَسْأَلُ غَيْرَهُ وَأَيُّ مَنْزِلٍ يَكُونُ أَحْسَنَ مِنْهُ،

 

قَالَ: فَيُعْطَاهُ فَيَنْزِلَهُ ثُمَّ يَسْكُتُ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا لَكَ لا تَسْأَلُ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ لَقَدْ سَأَلْتُكَ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُكَ، وَأَقْسَمْتُ لَكَ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُكَ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَلَمْ تَرْضَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا مُنْذُ خَلَقْتُهَا إِلَى يَوْمِ أَفْنَيْتُهَا وَعَشَرَةَ أَضْعَافِهِ؟ فَيَقُولُ: أَتَسْتَهْزِئُ بِي، وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ، فَيَضْحَكُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَوْلِهِ"،

قَالَ: فَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ إِذَا بَلَغَ هَذَا الْمَكَانَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ ضَحِكَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَدْ سَمِعْتُكَ تُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ مِرَارًا كُلَّمَا بَلَغْتَ هَذَا الْمَكَانَ ضَحِكْتَ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ مِرَارًا كُلَّمَا بَلَغَ هَذَا الْمَكَانَ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ ضَحِكَ حَتَّى تَبْدُوَ أَضْرَاسُهُ، قَالَ:"فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَكِنِّي عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ، سَلْ، فَيَقُولُ: أَلْحِقْنِي بِالنَّاسِ، فَيَقُولُ: الْحَقِ النَّاسَ،

 

 قَالَ: فَيَنْطَلِقُ يَرْمُلُ فِي الْجَنَّةِ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ النَّاسِ رُفِعَ لَهُ قَصْرٌ مِنْ دُرَّةٍ فَيَخِرُّ سَاجِدًا، فَيُقَالَ لَهُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ مَا لَكَ؟ فَيَقُولُ: رَأَيْتُ رَبِّي أَوْ تَرَاءَى لِي رَبِّي فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِكَ، قَالَ: ثُمَّ يَلْقَى رَجُلا فَيَتَهَيَّأُ لِلسُّجُودِ لَهُ فَيُقَالَ لَهُ: مَهْ، مَا لَكَ؟ فَيَقُولُ: رَأَيْتُ أَنَّكَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ، فَيَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا خَازِنٌ مِنْ خُزَّانِكَ، عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِكَ تَحْتَ يَدِي أَلْفُ قَهْرَمَانٍ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ،

 

 قَالَ: فَيَنْطَلِقُ أَمَامَهُ حَتَّى يَفْتَحَ لَهُ الْقَصْرَ"، قَالَ:"وَهُوَ فِي دُرَّةٍ، مُجَوَّفَةٍ سَقَائِفُهَا، وَأَبْوَابُهَا، وَأَغْلاقُهَا، وَمَفَاتِيحُهَا مِنْهَا تَسْتَقْبِلُهُ جَوْهَرَةٌ خَضْرَاءُ مُبَطَّنَةٌ بِحَمْرَاءَ كُلُّ جَوْهَرَةٍ تُفْضِي إِلَى جَوْهَرَةٍ عَلَى غَيْرِ لَوْنِ الأُخْرَى فِي كُلِّ جَوْهَرَةٍ سُرَرٌ وَأَزْوَاجٌ، وَوَصَائِفُ أَدْنَاهُنَّ حَوْرَاءُ عَيْنَاءُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا، كَبِدُهَا مِرْآتُهُ وَكَبِدُهُ مِرْآتُهَا، إِذَا أَعْرَضَ عَنْهَا إِعْرَاضَةً ازْدَادَتْ فِي عَيْنِهِ سَبْعِينَ ضِعْفًا عَمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا أَعْرَضَتْ عَنْهُ إِعْرَاضَةً ازْدَادَ فِي عَيْنِهَا سَبْعِينَ ضِعْفًا عَمَّا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ لَهَا: وَاللَّهِ لَقَدِ ازْدَدْتِ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ ضِعْفًا، وَتَقُولُ لَهُ: وَأَنْتَ وَاللَّهِ لَقَدِ ازْدَدْتَ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ ضِعْفًا، فَيُقَالُ لَهُ: أَشْرِفْ، قَالَ: فَيُشْرِفُ، فَيُقَالُ لَهُ: مُلْكُكَ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ يَنْفُذُهُ بَصَرُهُ".

 

 **/

 أخرجه الطبراني في الكبير، وصحَّحه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: (3591)

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

 

-------------------------------------------------------------------------------

(1)  انظر بتصرف شديد جدا: أصل مادة أحاديث هذه المقالة في كتاب صحيح الترغيب والترهيب، كتاب البعث وأهوال يوم القيامة: فصلٌ: في الصراط

 

تنبيه مهم:  هذه المقالة كتبها  محُرِّرُ الموقع  اجتهادًا منه ونصحًا لإ خوانه  وبحسب ما أدى إليه فهمه واجتهاده،  لذا فإن أي خطأ يتحمله المحرر وحْدَه، وفضيلة الشيخ  الدكتور محمد الدبيسي عافاه الله تعالى  ليست له علاقة به،  والله الموفق.  اللهم ارزقنا العمل بما علمتنا واجعله حجة لنا لا علينا.

 

-------------------------------------------------------------------------------

 

-إلى أعلى الصفحة-

 

روابط ذات صلة :

1-  مجموعة مقالات: أحاديث وآياتٌ في البعث وأهوال يوم القيامة

 

 

*******

 آخر تحديث للصفحة:22 ذو القعدة 1434 _28-9-2013

 

 

 

 

 

الحقوق الفكرية محفوظة لـ : فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله