فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد الدبيسي حفظه الله
موقع غير رسمي يحتوي على المحاضرات الصوتية و كتب لفضيلة الشيخ

 

الصفحة الرئيسية / مقالات / مجموعة مقالات: أحاديث وآياتٌ في البعث وأهوال يوم القيامة / الميزان

 

 

ابحث داخل الموقع    

الرئيسية 

ترجمة الشيخ

ركن الصوتيات

مواعيد  الدروس

ركن الكتب

مختارات

ركن الملفات

ركن المقالات

إلي محرر الموقع

جديد الموقع

معلومات حول الموقع

 

 

 

 

 

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ صلى الله عليه وسلم.

فهذه بعض الأحاديث وبعض معانيها أُذكّر بها أولا نفسي ثم إخواني ببعض أهوال الميزان يوم القيامة للاتعاظ، والتقوَى، والمبادرة بالتوبة، وللتذكرة وعدم الغفلة؛ قال تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ}، [الأنبياء:1]

وكتبه محرر (مشرف) الموقع؛ محبٌ (برجاء قراءة هذا التنبيه أدناه).

 

-------------------------------------------------------------------------------

 

الميزان (1)

أولًا الآيات

سعةُ الميزان

فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً

مُثقِّلات الموازين:

         1- اليقينُ والصدق في التوحيد يُثقّل الموازين يوم القيامة

         2- الباقيات الصالحات، واحتساب وفاة الولد الصالح

          3- سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم

          4- "الحمد لله" لا تُثقل الميزانَ فقط، لكن تملؤه أيضًا

          5- أثقلُ شيءٍ  وأفضلُ شيءٍ في الميزان: الخُلُق الحَسَن

          6- كيف تُحصّل في ميزانك جبالًا من الحسنات؛ الجبلُ الواحد من الحسنات أثقلُ من جبل أُحد؟

          7- الدعاءُ بتثقيل الموازين اقتداءً بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم:

 

 

 

-------------------------------------------------------------------------------

 أولًا: الآيات:

قال تعالى:

{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ}

[الأعراف:8-9]

***/

وقال تعالى:

{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ}

[القارعة:6-11]

***/

وقال تعالى:

{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}

 [الأنبياء: 47]

 

***/

وقال تعالى:

{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ}

 

 ***/

سعة الميزان:

 

عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال:

« يُوضَع الميزانُ يوم القيامة ، فلو أن فيه السماوات والأرض لَوسعتْ!

فتقول الملائكة : يا رب ، لـمَن تزنُ بهذا ؟!

فيقول: لـمَنْ شئتُ مِنْ خلْقي ،

فيقولون : سبحانك؛ ما عبدناك حقَّ عبادتك!»

***/

أخرجه الآجري في الشريعة ، وقال الألباني في الصحيحة (941) : « إسناده صحيح موقوفًا وله حُكم الرفع، لأنّ مثله لا يقال من قِبَل الرأي)

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

 

 فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً:

 

****/

 

 

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

 

« إِنَّهُ لَيَأْتِى الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ؛ اقْرَءُوا: {فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} » .

 

أخرجه البخاري (4729) ومسلم (2785) في صحيحيهما

 

****/

 

وفي هذا الحديث إثباتُ الوزنِ يومَ القيامة،  وقد دل على ذلك كتاب الله عز وجل؛ قال الله تعالى:

 

{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47]، 

 

وقال جل وعلا {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة:7-8]، 

 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النارَ؛ ولو بشقِّ تمرة» [أخرجه الشيخان؛ البخاري ومسلم في صحيحيهما]؛  فالوزن يوم القيامة وزنُ عدلٍ ليس فيه ظلمٌ؛  يجُازى فيه الإنسان على حسب ما عنده من الحسنات والسيئات، 

 

قال أهل العلم: فمن رجحت حسناته على سيئاته فهو من أهل الجنة،

ومن رجحت سيئاته على حسناته استحق أن يُعذَّب في النار،

  ومن تساوت حسناته وسيئاته كان من أهل الأعراف الذين يكونون بين الجنة والنار لمدة على حسب ما يشاء الله عز وجل وفي النهاية يدخلون الجنة .

 

***/

 

ثم إن الوزن وزنٌ حسيٌّ ؛ بميزانٍ له كَفَّتَان ؛ تُوضع في إحداهما السيئات،  وفي الأخرى الحسنات، وتثقل الحسنات وتخف السيئات إذا كانت الحسنات أكثر،  والعكس بالعكس.

 

***/

 

ثم ما الذي يُوزن؟ 

 

1- ظاهر هذا الحديث أن الذي يُوزَن الإنسانُ وأنه يخفُّ ويثقل بحسب أعماله،

 

 

2- وقال بعض العلماء: بَلِ الذي يُوزَن صحائفُ الأعمال؛ توضع صحائف السيئات في كفة وصحائف الحسنات في كفة،  وما رجح فالعملُ عليه،

 

3- وقيل:  بل الذي يوزن العملُ؛ لأن الله تعالى قال:  {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}  فجعل الوزنَ للعمل، وقال تعالى: {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}،

  وقال النبي صلى الله عليه وسلم:  «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ؛ ثَقِيلَتَانِ فِى الْمِيزَانِ ؛ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ» ، [أخرجه الشيخان؛ البخاري ومسلم في صحيحيهما]،  فقوله صلى الله عليه وسلم "كلمتان ثقيلتان في الميزان" يدلُّ على أن الذي يوزن هو العمل،  وهذا هو ظاهر القرآن الكريم وظاهر السُّنَّة،

 

4- وربما يُوزن هذا وهذا،  أي تُوزن الأعمال وتوزن صحائف الأعمال

 

.***************************/

 

انظر بتصرف واختصار كثير: شرح رياض الصالحين لفضيلة الشيخ ابن عُثيمين رحمه الله تعالى.

 

******/

 

 

فحذارِ أخي الكريم أن تُوزن يوم القيامة فلا تزن عند الله جناح بعوضة، فليس الوزن في الآخرة له علاقة بالعظمة والسمن، ولكن بالأعمال الصالحة؛  فتكون لك، أو بالمعاصي؛ فتكون  عليك. فالأمر جدُّ خطير؛ جَنّةٌ أو نار.

 اللهم ثقِّل موازينَنا يا كريم. آمين

 

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

مُثقِّلات الموازين:

في هذا القسم المهم نذكرُ بعضَ الأمور المهمة التي أشارت النصوص  الشرعية إلى أنها تُثقِّل الموازين يوم القيامة؛ وذلك للاهتمام والعمل بها:

 

*****/

 

     1- اليقينُ والصدق في التوحيد يُثقّل الموازين يوم القيامة:

 
****/
 
 

عن عَبْد اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ:

 

 

قَالَ رَسُولُ اللِه صلى الله عليه وسلم:

 

 

« إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلاًّ، كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ،

 

 

ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئاً؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِى الْحَافِظُونَ؟

 

 

فَيَقُولُ: لاَ يَا رَبِّ .

 

 

فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟

 

 

فَيَقُولُ: لاَ يَا رَبِّ .

 

 

فَيَقُولُ: "بَلَى؛ إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً؛ فَإِنَّهُ لاَ ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ" :

 

 

فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: "أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

 

 

فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ.

 

 

فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاَّتِ؟!

 

 

فَقَالَ: إِنَّكَ لاَ تُظْلَمُ .

 

 

قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ فِى كَفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِى كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاَّتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ، فَلاَ يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَىْءٌ» .

 

 

***/

 

أخرجه الترمذي (2639)، وقَالَ: (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ)، وصحّحه الألباني في صحيح الترمذي.

 

***/

 

تنبيهٌ مهمٌ بخصوص هذا الحديث الجميل:

 

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى :

 

(الحسنةُ الواحدة قد يقْترنُ بها من الصدق واليقين ما يجعلها تُكفِّر الكبائرَ؛ كالحديث الذي في صاحب البطاقة الذي يُنشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر، ويؤتى ببطاقة فيها كلمة لا إله إلا الله فتوضع البطاقة في كفة، والسجلات في كفة فثقلت البطاقة وطاشت السجلات؛  وذلك لعظم ما في قلبه من الإيمان واليقين،

 

وإلَّا:  فلو كان كلُّ من نطق بهذه الكلمة تُكفَّر خطاياه؛ لم يدخل النارَ من أهل الكبائر المؤمنين بل والمنافقين أحدٌ، وهذا خلاف ما تواترتْ به الآياتُ والسُّننُ، وكذلك حديث البَغيِّ، وإلا فليس كل مَن سقَى كلبا عطشانا يُغفَر له..)

 

انتهى من المستدرك على مجموع الفتاوى

 

***/

 

 

فاعمَلْ أخي من الآن لهذا الموقف العصيب الذي فيه يُقول لك الجبارُ سبحانه وتعالى: “احْضُرْ وَزْنَكَ.” ،

 

واحرصْ أخي الحبيب على التوحيد الخالص لله تعالى بلا شرك أو رياء، واصدقْ اللهَ فيه مع اليقين الكامل،  فهو بطاقتك التي تُثقّل بها كفة الحسنات في ميزانك يوم القيامة إن شاء الله تعالى.

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

 

     2- الباقيات الصالحات، واحتساب وفاة الولد الصالح:

****/

عن مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ؛ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِى الْمِيزَانِ:

لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدُهُ» .

وَقَالَ: « بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ مَنْ لَقِىَ اللَّهَ مُسْتَيْقِناً بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ:

يُؤْمِنُ بِاللَّهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، والْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، والْحِسَابِ» .

****/

 

أخرجه الإمام أحمد في مُسنده (4/237) وصحّحه الشيخ شعيبُ في تحقيق المسند، وصحّح إسنادَه ايضًا الشيخ الألبانيُّ في الصحيحة تحت رقم (1204)، وقال: (والمولى الذي لم يُسمَّ هو: أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم...).

 

****/

 

شرحٌ موجَز للحديث:

(بَخٍ بَخٍ) كلمةٌ تقال للمدح والرضا، وتُكرّر للمبالغة،

(لخمس ما أثقلهن) أي أرجحهن (في الميزان) التي تُوزَن بها أعمال العباد يوم التناد

(لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر) يعني أن ثوابهن يُجسَّد ثم يُوزن فيرجح على سائر الأعمال ، وكذا يُقال في قَولِه:

(والولد الصالح): أي المسلم (يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه) عند الله تعالى،

قال الديلمي : الاحتسابُ أن يحتسب الرجلُ الأجرَ بصبْرِه على ما أصابه من المصيبة.

انظر بتصرّف: فيضَ القدير للمناوي

*********************************/

فاحْرصْ أخي الحبيب على مُثقِّلات الموازين الخمسةِ هذه، فما أيسرَ الأربعةَ الأُولَى منها ، ووطِّنْ نفسَك على الصبر والاحتساب في حالة حدوث الخامسة لك، عافنا اللهُ وإيّاكم من كل سوء. آمين.

وتذكّرْ دائما موقف الميزان هذا كما قال الله تعالى:

{ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ}، [المؤمنون: 101-104]

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

 

****/

 

أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه – قَالَ: قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:

«كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ، ثَقِيلَتَانِ فِى الْمِيزَانِ:

 سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ » .

أخرجه البخاري (7563) ومسلم (2694) في صحيحيهما

 

*******************************/

 

قال الإمام تقي الدين  ابن تيمية رحمه الله تعالى:

 

التَّحْمِيدُ مَقْرُونٌ بِالتَّسْبِيحِ وَتَابِعٌ لَهُ، وَالتَّكْبِيرُ مَقْرُونٌ بِالتَّهْلِيلِ وَتَابِعٌ لَهُ، وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ سُئِلَ أَيُّ الْكَلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَا اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ»،  

 

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ» ،

وَفِي الْقُرْآنِ: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} [الحجر: 98] ،

وَقَالَتْ الْمَلَائِكَةُ: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} [البقرة: 30] .

 

***/

وَهَاتَانِ الْكَلِمَتَانِ إحْدَاهُمَا مَقْرُونَةٌ بِالتَّحْمِيدِ، وَالْأُخْرَى بِالتَّعْظِيمِ، فَإِنَّا قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ التَّسْبِيحَ فِيهِ نَفْيُ السُّوءِ وَالنَّقَائِصِ الْمُتَضَمِّنِ إثْبَاتَ الْمَحَاسِنِ وَالْكَمَالِ، وَالْحَمْدُ إنَّمَا يَكُونُ عَلَى الْمَحَاسِنِ.

وَقَرَنَ بَيْنَ الْحَمْدِ وَالتَّعْظِيمِ كَمَا قَرَنَ بَيْنَ الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، إذْ لَيْسَ كُلُّ مُعَظَّمٍ مَحْبُوبًا مَحْمُودًا، وَلَا كُلُّ مَحْبُوبٍ مَحْمُودًا مُعَظَّمًا، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الْعِبَادَةَ تَتَضَمَّنُ كَمَالَ الْحُبِّ الْمُتَضَمِّنِ مَعْنَى الْحَمْدِ، وَتَتَضَمَّنُ كَمَالَ الذُّلِّ الْمُتَضَمِّنِ مَعْنَى التَّعْظِيمِ، فَفِي الْعِبَادَةِ حُبُّهُ وَحَمْدُهُ عَلَى الْمَحَاسِنِ، وَفِيهَا الذُّلُّ النَّاشِئُ عَنْ عَظَمَتِهِ وَكِبْرِيَائِهِ. فَفِيهَا إجْلَالُهُ وَإِكْرَامُهُ...

 

*****/

 

وَ "الْحَمْدُ" :  هُوَ الْإِخْبَارُ عَنْ الْمَحْمُودِ بِالصِّفَاتِ الَّتِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يُحَبَّ،  فَالْإِلَهِيَّةُ تَتَضَمَّنُ كَمَالَ الْحَمْدِ؛ وَلِهَذَا كَانَ " الْحَمْدُ لِلَّهِ " مِفْتَاحَ الْخِطَابِ؛ وَكُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ فَهُوَ أَجْذَمُ "،

*****/

 وَ"سُبْحَانَ اللَّهِ":  فِيهَا إثْبَاتُ عَظَمَتِهِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ: « {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة:74]،  وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ» رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ، وَقَالَ: «أَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِيهِ بِالدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ،  فَجَعَلَ التَّعْظِيمَ فِي الرُّكُوعِ أَخَصَّ مِنْهُ بِالسُّجُودِ،  وَالتَّسْبِيحَ يَتَضَمَّنُ التَّعْظِيمَ.

 

**/

فَفِي " قَوْلِهِ " سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ " إثْبَاتُ تَنْزِيهِهِ وَتَعْظِيمِهِ وَإِلَهِيَّتِهِ وَحَمْدِهِ.

 

***/

فائدة:

قد تكون الطَّاعَة لله وَرَسُوله فِي عمل مُيسَّر كَمَا يسّر الله على أهل الاسلام الْكَلِمَتَيْنِ وهما أفضل الْأَعْمَال؛ وَلذَلِك قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:  «كلمتان خفيفتان على اللِّسَان ثقيلتان فِي الْمِيزَان حبيبتان الى الرَّحْمَن سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ الله الْعَظِيم»، أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.

 

*****/

 

انظر بتصرف واختصار: مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

 

******/

 

 فاحرص أخي الحبيب على هذين الكلمتَينِ العظيمتَينِ  ولا يفتُر لسانُك  عنهما فهما ثقيلتان في الميزان يوم القيامة، وما أحوجنا جميعًا إلى ما يُثقّل موازينَنا يوم القيامة!

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

     4- "الحمد لله" لا تُثقل الميزانَ فقط، لكن تملؤه أيضًا:


تقدَّم في ما سبق قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: « بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ؛ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِى الْمِيزَانِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدُهُ»، فذكر صلى الله عليه وسلم "الحمد لله" من ضمن الأذكار التي تُثقل الميزان،

وأيضًا : "فالحمد لله" لا تُثقل الميزان فحسبُ، لكن تملأه ملأً كما في الحديث الصحيح المشهور:



عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِىِّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

«الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ،

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ .

وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ،

وَالصَّلاَةُ نُورٌ،

وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ،

كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا
» .

صحيح مسلم: 223




********/


وفي حديثٍ مرفوع فيه مقالٌ أخرجه الإمام الترمذي في سُننه (3519) وحسّنه ؛ وضعّفه الشيخ الألباني  في ضعيف الترمذي ، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/363 ميمنية) ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند : (صحيحٌ لغيره، وهذا إسنادٌ رجاله ثقات غير جري بن كليب النهدي).



«التَّسْبِيحُ نِصْفُ الْمِيزَانِ، وَالْحَمْدُ يَمْلَؤُهُ،

وَالتَّكْبِيرُ يَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ،

وَالصَّوْمُ نِصْفُ الصَّبْرِ، وَالطُّهُورُ نِصْفُ الإِيمَانِ
» .

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

     5- أثقلُ شيءٍ  وأفضلُ شيءٍ في الميزان: الخُلُق الحَسَن:

***/
 


 

 

ِ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ  رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

 

«مَا مِنْ شَىْءٍ يُوضَعُ فِى الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ،

 

 وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ» .

 

أخرجه النرمذي (2003) وقَالَ:  (هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ)، وصحَّحه الألباني في صحيح الترمذي


****/

 

يا إلهي! أرأيتَ أخي الحبيب كيف جعل اللهُ تعالى "الخُلقَ الحسن" أثقلَ شيء في الميزان!  وأفضلَ شيء في الميزان كما صحّ في رواية أخرى!
 

ولحُسن الخلق أحاديث كثيرة في فضله غير هذين الحديثَينِ لا يتسع المقام لذكرها هنا.

 

فاللهم ارزقني وإياكم حُسن الخُلق.

اللهم نعوذ بك من منكرات الأخلاق والأهواء والأعمال والأدواء (الأمراض) . آمين
 

 

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

 

     6- كيف تُحصّل في ميزانك جبالًا من الحسنات؛ الجبلُ الواحد من الحسنات أثقلُ من جبل أُحد؟



***/

 

عنْ أُبَىّ بن كعب رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

«مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيُفْرَغَ مِنْهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ،

وَمَنْ تَبِعَهَا حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ؛ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَثْقَلُ فِى مِيزَانِهِ مِنْ أُحُدٍ» .
 


****/
 

أخرجه الإمام أحمد في مُسنده، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع: 6135 ، والحديث  معناه بنحوه في الصحيحين من رواية أبي هريرة رضي الله عنه ولكن بدون ذِكر الميزان،

ولفظُ الإمام مسلم (945) للفائدة هو:

 

 عن  أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

 «مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ» .

 قِيلَ : وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟

 قَالَ: «مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ» .

 ..

 قَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنه- :

 وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّى عَلَيْهَا، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَلَمَّا بَلَغَهُ حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ:  لَقَدْ ضَيَّعْنَا قَرَارِيطَ كَثِيرَةً .

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

-------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

عَنْ أَبِي الْأَزْهَرِ الْأَنْمَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ:

 

«بَاسِمِ اللَّهِ وَضَعْتُ جَنْبِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَأخْسِئْ شَيْطَانِي،  وَفُكَّ رِهَانِي،

 

 وَثَقِّلْ مِيزَانِي،

 

 وَاجْعَلْنِي فِي النَّدِيِّ الْأَعْلَى».

 

***/

 

رَوَاهُ الحاكم في المستدرك وصحَّحَ إسناده، وسكت عنه الذهبي في التلخيص ، ورواه ايضًا أَبُو دَاوُدَ،  لكن بدون جُملة "وثقل ميزاني"، والحديث بأكْملِه حسَّنه الحافظُ ابن حجر في نتائج الأفكار، وصحّحه الألباني في صحيح الجامع (4649).

***/

 

شرح موجز بلعض عبارات الحديث:

 

(وَأخْسِئْ شَيْطَانِي) أَيْ: أَبْعِدْهُ، مِنْ خَسَأَ الْكَلْبُ بِنَفْسِهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 108] .

 

(وَفُكَّ رِهَانِي) أَيْ: خَلِّصْ رَقَبَتِي عَنْ كُلِّ حَقٍّ عَلَيَّ،

 

وَ"الرِّهَانُ" الرَّهْنُ ؛ وَهُوَ مَا يُوضَعُ وَثِيقَةً لِلدَّيْنِ، وَالْمُرَادُ هُنَا: نَفْسُ الْإِنْسَانِ؛ لِأَنَّهَا مَرْهُونَةٌ بِعَمَلِهَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}، [الطور: 21]؛

 

 قال ابن كثير: ( {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } أي: مرتهنٌ بعمله، لا يُحمل عليه ذنبُ غيره من الناس، سواء كان أبًا أو ابنًا، كما قال: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ} [ المدثر : 38 -41 ]) انتهى من تفسير ابن كثير.

 

فمعنى قوله (فكَّ رهاني) يَعْنِي: خَلِّصْ نَفْسِي عَنْ حُقُوقِ الْخَلْقِ، وَمِنْ عِقَابِ مَا اقْتَرَفْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْأَعْمَالِ الَّتِي لَا تَرْضَاهَا بِالْعَفْوِ عَنْهَا، أَوْ خَلِّصْهَا مِنْ ثِقَلِ التَّكَالِيفِ بِالتَّوْفِيقِ لِلْإِتْيَانِ بِهَا،

 

(وَثَقِّلْ مِيزَانِي)  أَيْ: بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ،

 

(وَاجْعَلْنِي فِي النَّدِيِّ الْأَعْلَى) وَرُوِيَ أيضًا بِلَفْظِ (فِي الْمَلَأِ الْأَعْلَى)، وَ "النَّدِيُّ" هُوَ: النَّادِي؛ وَهُوَ الْمَجْلِسُ الْمُجْتَمِعُ، ، وَيُقَالُ "النَّدِيُّ" لِلْقَوْمِ أَيْضًا.

 

****/

 

انظر  بتصرف كثير واختصار: مرقاة المفاتيح، وتفسير ابن كثير.

 

****/

 

فاحرصْ اخي الحبيب أن تدعو بهذا الدعاء النبوي الجميل عند كل نومٍ لك من الليل، فلعلّ الله تعالى أن يستجيب لك دعاءك و يُثقّل الله ميزانك يوم القيامة، فتسعد سعادة الأبد إن شاء الله تعالى.

 

 

 

-إلى أعلى الصفحة-

 

-------------------------------------------------------------------------------

 

(1)  انظر بتصرف شديد جدا: أصل مادة أحاديث هذه المقالة في كتاب صحيح الترغيب والترهيب، كتاب البعث وأهوال يوم القيامة: فصلٌ: في الصراط

 

تنبيه مهم:  هذه المقالة كتبها  محُرِّرُ الموقع  اجتهادًا منه ونصحًا لإ خوانه  وبحسب ما أدى إليه فهمه واجتهاده،  لذا فإن أي خطأ يتحمله المحرر وحْدَه، وفضيلة الشيخ  الدكتور محمد الدبيسي عافاه الله تعالى  ليست له علاقة به،  والله الموفق.  اللهم ارزقنا العمل بما علمتنا واجعله حجة لنا لا علينا.

 

-------------------------------------------------------------------------------

 

-إلى أعلى الصفحة-

 

روابط ذات صلة :

1-  مجموعة مقالات: أحاديث وآياتٌ في البعث وأهوال يوم القيامة

 

 

*******

 آخر تحديث للصفحة:13 ذو الحجة 1434 _18-10-2013

 

 

 

 

 

الحقوق الفكرية محفوظة لـ : فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله