فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله
موقع غير رسمي يحتوي على المحاضرات الصوتية و كتب لفضيلة الشيخ

 

ضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله /  مقالات /  مجموعة مقالات: بخصوص الآيات الواردة في معاني اسم الله الحَكَم / مقالة:  أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَماً؟!!

 

ابحث داخل الموقع    

الرئيسية 

ترجمة الشيخ

ركن الصوتيات

مواعيد  الدروس

ركن الكتب

مختارات

ركن الملفات

ركن المقالات

إلي محرر الموقع

جديد الموقع

معلومات حول الموقع

 

 

 

 

مقالة : أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ؟

 

قال تعالى

{فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)}

[سورة التين: 7-8]

 

تفسير الآيتَيْنِ الكريمتَيْنِ:

 

قوله تعالى {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ}

«الدين» هنا يجوز أن يكون بمعنى الـمِلَّة والشّرِيعة ، كقوله تعالى : {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران : 19 ] وقوله : {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا} [ آل عمران : 85 ] .

وعليه تكون الباء للسببية ، أي فمَن يُكذِّبك بعد هذا بسبب ما جئتَ به من الملّة والشريعة فالله يحكم فيه . ومعنى {يُكَذِّبُكَ} : أي يَنسبُك للكذب بسبب ما جئت به من الدين والشريعة، أو ما أنذرت به من الجزاء على ما سيأتي.

 

ويجوز أيضًا أن يكون «الدين» بمعنى الجزاء في الآخرة كقولِه : {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [ الفاتحة : 4 ]، وقولِه : { يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ } [ الانفطار : 15 ] .

..

وحُذِف ما أُضيف إليه {بَعْدُ}، فبُنِيتْ «بعدُ» على الضمّ،  والتقدير : فما يكذبُك بعدَ تبيُّنِ الحقّ أو بعد تبيُّنِ ما ارتضاه لنفسه من أسفل سافلين .

 

و«أَحْكم» هنا  يجوز أن يكون مأخوداً من الحُكْم ، أي أنّ «أحكم الحاكمين» بمعنى أَقْضَى القُضاة،  ومعنى التفضيل: أنّ حُكْمه أسدُّ وأنْفَذُ وأَتْقَنُ.

 

ويجوز أيضًا أن يكون مشتقاً من الحِكْمَة . والمعنى : أنه أقْوَى الحاكمين حِكمةً في قضائه؛ بحيث لا يُخالط حُكْمَه تفريطٌ في شيء من المصلحة. .

 

فلما أخبرت الآياتُ عن الله تعالى بأنه أفضلُ الذين يَحْكمون ، عُلِم أن اللهَ تعالى  يفوق قضاؤُه كلَّ قضاءٍ في خصائص القضاء وكمالاته ، وهي : إصابة الحق ، وقطع دابر الباطل ، وإلزام كل من يقضي عليه بالامتثال لقضائه والدخول تحت حُكْمه .

 

-----------

 المعني المختصر للآيات: {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ } أي: أي شيء يكذبك أيها الإنسان بالشريعة والملّة - أو بيوم الجزاء على الأعمال على التفسير الثاني- ، وقد رأيتَ مِن آيات الله الكثيرة ما به يَحصلُ لك اليقينُ، ومن نِعَمِه ما يُوجِبُ عليك ألّا تَكفَر بشيءٍ مما أخبرك به، { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } فهل تقتضي حِكْمته أن يترك الخَلْق هكذا سُدًى بلا شريعةٍ وملةٍ، أم هل  تقتضي حِكْمته أن يترك الخَلْق هكذا سُدًى لا يُؤْمَرون ولا يُنْهَون، ولا يُثابون ولا يُعاقبون؟

 

-------------------

انظر بتصرّفٍ كثيرٍ واختصارٍ: تفاسير:  ابن عاشور، والسعديّ، والقرطبيّ، رحمهم الله تعالى.

 

 

---------------------------------------------

 تنبيه  مهم

 كتب هذه المقالة  محررو الموقع  -بحسب ما أدى إليه فهمهم واجتهادهم  - , لذا فإن أي خطأ يتحمله المحررون وحدهم ,  وفضيلة الشيخ  محمد الدبيسي حفظه الله تعالى عافاه الله تعالى  ليست له علاقة به , والله الموفق.

________________________________________________________

روابط ذات صلة : الآيات الواردة في معاني اسم الله تعالى الحَكَم

________________________________________________________________________________________________________________

 آخر تحديث للصفحة: 27 جمادى الأول 1432هـ _1-5-2011

 

 

 

 

الحقوق الفكرية محفوظة لـ : فضيلة الشيخ محمد الدبيسي حفظه الله